القاهرة 04 ابريل 2016 الساعة 12:11 م
كتبت: ميرفت عياد
تتفتح الزهور فى الربيع لتحمل معها مشاعر الدفء والحب والتنوع والانسجام بين ألوانها المتناقضة فى بعض الاحيان ولكنها فى نفس الوقت هذا التضاد يعطى منظر جميل ومبهج للنفس التى تريد ان تتفتح على العالم بأسره لينتشر عبيرها عبر الأجواء ، ولا تريد أن تنغلق فى كهفها المعزول بعيدا عن الناس والبشر لا تفكر سوى بمنطق الأحادية المنغلقة .
يأتى الربيع ليذكرنا عبر نسماته الدافئة وأزهارة المتفتحة بعبق وأريج زهور الفن الجميل التى أطلت علينا منذ أربعينيات القرن الماضى فى أغنيات وأفلام الزمن الجميل حيث الأفلام الاستعراضية المبهجة التى نقلت ألينا أحاسيس الجمال من خلال أغانيها الخالدة حتى هذا اليوم
فمن منا لا يتذكر فيلم ممنوع الحب الذى أنتج عام 1942 ويعد الفيلم الخامس من أفلام محمد عبد الوهاب ويتميز بالطابع الكوميدي والفكاهي يدور حول صراع بين عائلتين لأسباب غير مبررة، وهو بطولة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب والفنانة مديحة يسرى ، وكتب كلمات جميع أغاني الفيلم حسين السيد فيما عدا أغنية ردّي عليا من كلمات مأمون الشناوى ومن أشهر أغانى الفيلم أغنية هيلت يا ربيع والتى تقول كلماتها
هليت يا ربـيع و هل هلالك.. متعت الدنيا بجمالك
نبهت الورد وكان نايم.. فوق عرشـــه الاخضر
والــطير جمعته وكان هايم .. في الروض متحير
والزهر نقشته بجمالك .. والطيرمن فرحه غنى لك .. هل هلالك
وغنت كوكب الشرق أم كلثوم عام 1947 فى فيلم فاطمة من ألحان الشيخ زكريا احمد أغنيتها الشهيرة الورد جميل ، كتب كلماتها الشاعر الرائع بيرم التونسى ليصف لغة الزهور وألوانها ويقابل فى تأملات فلسفية بينها وبين لغة البشر وتعبيراتهم وتقول كلماتها:
الـورد جميـــــــل وله أوراق عليها دليل من الأشـــواق
إذا أهدى الورد حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب
شــــوف الزهـــور واتعــــلم بيــن الحبــــــايب تتكلـــم
أما فيلم عفريته هانم الذى انتج عام 1950 من تأليف أبو السعود الأبيارى واخراج هنرى بركات وبطولة الفنانة سامية جمال والفنان فريد الأطرش الذى قدم من خلال هذا العمل السينمائى أوبريت الربيع كلمات مأمون الشناوى والحان وغناء : فريد الاطرش ، ويقول مطلع الأوبريت
ادى الربيع عد من تانى والبدر هلت انواره
وفين حبيبى اللى رمانى من جنه الحب لناره
ايام رضاه يازمانى هاتها وخد عمرى
اللى رعيته رمانى فاتنى وشغل فكرى
كان النسيم غنوه النيل بغنيها
وميته الحلوه تفضل تعد فيها
وموجه الهادى كان عوده ونور البدر واوتاره
يلاغى الورد وخدوده يناجى الليل واسراره
وانغامهتسكرنا انا وهو مفيش غيرنا
وهكذا بدت السينما وكأنها تغازل الطبيعة وكنوزها وذلك قبل ان يبدأ زمن الحروب الإسرائيلية العربية وينشغل السينمائيون بالإنتصارات والإنهزامات حتي جاء نصر أكتوبر العظيم فخرجت سعاد حسني وزملاؤها الي الطبيعة لتغني للدنيا والربيع في أغنية كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل في فيلم أميرة حبي أنا الذى أنتج عام 1974 كي تملأ الفنانة الموهوبة كل الأجواء بكلمات متفائلة تمجد الربيع والجو البديع في أغنية شارك في خلفيتها العديد من نجوم الكوميديا ويقول مطلعها :
الدنيا ربيع والجو بديع
قفل لي على كل المواضيع
قفل قفل قفل قفل
ما فيناش كاني و ما فيناش ماني
كاني ماني ايه .. دا الدنيا ربيع
الشجر الناشف بقى ورور .. الله
والطير بقى لعب و متهور .. كدة هو
واحنا حنفرفش امتى امال
دلوقت ولا في سبتمبر