القاهرة 03 ابريل 2016 الساعة 02:03 م
تأملات في عالم متغير في الانسان والسياسة والفكر
هذه التأملات هي حصيلة أجازة لمدة اسبوع قضيتها في القاهرة? وأحاول التعبير عن مشاعري تجاهها وما يرتبط بها من فلسفة في الحياة والربط بين ذلك
وبين قضيتين كنت وما ازال مشغولا بهما عبر السنين وهما أوضاعنا المصرية والعربية بحكم الانتماء الوطني والقومي والأوضاع في الصين بحكم التخصص الدقيق أو بتعبير أكثر دقة إن الصين هي أحد مجالات التخصص? الأكاديمي منذ أيام الجامعة وكنت أحد? الرواد لعرب التي تخصصوا منذ منتصف الستينات من القرن العشرين في تلك الحضارة العريقة وتجلياتها المعاصرة.
ولعل القاسم المشترك في هذه? التأملات هي الحلم الوطني والقومي أن نتعلم من التجربة الصينية ونستفيد من الكيفية التي انتقلت بها الصين من التخلف والضعف الي التقدم والقوة. وهو حلم اعتقد انه يعيش في عقل وقلب كثير من المصريين والعرب في القرن الحادي والعشرين ونتساءل كيف تقدمت الصين وتخلف العرب ؟ وقد كنا في القرن التاسع عشر والعشرين? نتساءل كيف تقدم الغرب وتخلف العرب والمسلمون ؟? ولقد قدم لنا المفكر والمصلح الازهري الشيخ محمد عبده إجابة في بداية القرن العشرين قائلا "وجدت في فرنسا اسلاما بلا مسلمين وفي بلادنا مسلمين بلا اسلام " وقد ركز محمد عبده اهتمامه بالتعليم وتطويره. والمعني العميق لعبارته هي أن التقدم والتخلف اساسه القيم والعمل الجاد والمستمر والتراكم الحضاري لبناء الاوطان. ولكننا لم نستفد من مقولته ودعوته للاهتمام بالتعليم كأساس للإصلاح والتقدم. كما لم نستفد من دعوة رفاعة رافع الطهطاوي في الاصلاح الديني أو بعبارة
اخري تجديد الفكر الديني ليكون في ضوء القيم الاصيلة التي جاء بها الاسلام الحنيف وهي في جوهرها لا تختلف عن القيم الدينية? والمجتمعية للأديان والعقائد السماوية وغير السماوية? الآخري . وكما قال ابن تيمية "إن الله ينصر الدولة. العادلة (بمعني التي نظامها عادلا)? ولو كانت كافرة علي الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ".
وكما قال أحد ابناء الفرس في القديم عندما جاء للمدينة المنورة باحثا عن الحاكم الذي فتحت جيوشه الكثير من البلاد فقيل له اذهب الي تلك الشجرة تجده هناك فذهب فوجد شخصا نائما بلا حرس ولا أحد بجواره فانطقه الله بالحكمة العظيمة "عدلت فأمنت فنمت يا عمر" .? و رغم عدالة عمر بن الخطاب التي يضرب بها المثل فقد قتل مثل غيره من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين لأن الشر له أعوان والفتنة تستيقظ من حين لأخر في أوطاننا. لقد كان ذلك دافعي لكتابة هذه التأملات التي اتمني أن يستفيد بها من يقرأها.