القاهرة 28 مارس 2016 الساعة 10:20 ص
في تاريخ علم السياسة تبرز مدرستان مهمتان الاولي المدرسة الواقعية والثانية المدرسة المثالية وينتمي بعض الباحثين والأكاديميين لهذه المدرسة أو تلك. فالمدرسة الواقعية تري الحياة علي حقيقتها من عنف وارهاب وتخلف وفي نفس الوقت تنظر للنصف الثاني من الكوب من حيث التقدم والانجاز العلمي والتكنولوجي والسياسي. المدرسة المثالية تسعي للكمال الذي هو غاية لا تدرك وكل ابن أدم لابد ان يعتريه النقص بصورة أو بأخري.وما بين المدرستين مدرسة ثالثة تنظر للمستقبل بأمل وتقارن بين ما كان وما هو كائن اليوم فتجد العالم بأسره يتقدم ويحقق ما يشبه المعجزات ولكنها لا تركن للرضي وتسعي للتطور وتقديم المقترحات الواقعية في ضوء الدراسة التجريبية وليس من منظور من يعيشون في برج عاجي.
والعلماء الذين حفظ التاريخ اسماءهم هم من قدموا فكرة أو حققوا إبتكارا ولو واحدا وهم كثيرون فلو نظرنا لمكتشف البنسلين او مخترع التليفون أو مكتشف النار او مبتكر الكومبيوتر او الإيميل لوجدناه شخصا رجلا او سيدة واحدا خلد التاريخ السياسي والاقتصادي والعلمي إسمه بينما هناك فريق من المثقفين تخصصوا في النظرة السوداوية ولا يرون في الكون والعالم سوي التخلف والارهاب والفساد والمرض والجوع والانحراف والاستبداد والظلم وهي ظواهر طبيعية موجودة في الحياة لكن مقابلها هناك ظواهر إيجابية كثيرة في شتي المجالات وفي مختلف الدول.
عقلية المؤامرة وهي حالة الاوليالمثقفين العرب يعيشون في ثلات حالات نفسية بعضإن مرضية عميقة الجذور أن تنظر للآخر كفرد أو جماعة أو دولة بانهم يتأمرون ضدك وتعيش بة الكثير من المقالات امرض الثرثرة و تخصص فيها البعض بكت والثانية .في هذه الدوامةالتي تندب حظه او دولته او العالم العربي او العالم الاسلامي ونحو ذلك من المجتمعات
ويكرر المثقف ان ينسي والثالثة الذي لا طائل منه. والعبث عشرات المرات فهو من قبيل اللغو الكلام نفسه ومجتمعه ودولته ويتفرغ لنقد الاخر. فالاخر متخلف ومنحرف وفاشل ومقصر وغير ذلك من الصفات . وماذا عن مجتمعك او دولتك ايها المثقف؟ وماذا قدمت لهم من مساهمة إيجابية؟.فاحيانا يقول لك إننا جميعا في الهم عرب. ولماذا نعيش في الهم؟ فلتعش فيه أنت إذا رغبت وتترك الاخرين يعملون ولا تنشر عليهم سمومك من الاحباط والتشاؤم واليأس.
وعلي الجانب الاخر من الصورة نجد المثل الصيني يقول "لان تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام". والاسلام في بعض أقواله "بشروا ولا تنفروا". وروي في الاثر القول "إن الناس معادن وكل إناء بما فيه ينضح" .والسيد المسيح قال لتلاميذه عندما تساءلوا كيف يجلس مع سيدة عاهرة "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
ويعجبني كاتب ومفكر عربي عراقي هو الدكتورعبد الحسين شعبان في مقال بجريدة الخليج الاماراتية في 21 مارس 2016 بعنوان " الحق في الآمل" و الدكتور شعبان تفرغ لقضية حقوق الانسان والدفاع عنها والتحليل السياسي العقلاني للمجتمع العربي.
كما انشأت حكومة الامارات وزارة للسعادة وهكذا تبث الامل وتحث علي العمل والانجاز ولو كانت ماري كوري وغيرها جلسوا مثل بعض مثقفينا يندبون حظوظهم لتأخر العالم ولو اقتدي العالم العربي وخاصة الفلسطينيين بعقلية ونشاط حنان الحروب المعلمة الفلسطينية لتقدم
العالم وساده السلام بدلا من الحروب والنضال الشفوي والعنتريات ولو جلس جمال حمدان يندب حظه لما انتج لنا رائعته في ثلاثة مجلدات عن شخصية مصر. أما الشيخة مي بنت محمد آل خليفة فهي تردد دائما مفهوم الجمال في كثير من مداخلاتها في مركز الشيخ إبراهيم. وفي علم السياسة قدم الرئيس الامريكي ودرو ويلسون فكرتين حق تقرير المصير والتي غيرت تاريخ شعوب كثيرة وأتاحت المجال لتصفية المستعمرات ، وفكرة انشاء تنظيم دولي هوعصبة الامم ولكن دعاة العزلة في الكونجرس رفضوا الموافقة علي انضمام الولايات المتحدة. والعالم بأسره نسيهم وما زال يتذكر ويلسون وفكره.
وفي مصر جاء محمد علي ليبني النهضة الحديثة ورفاعة الطهطاوي ليبشر بالنهضة الفكرية وحقوق المرأة وبعده قاسم أمين ومحمد عبده ليدعو للتجديد الديني وطلعت حرب ليبني نهضة اقتصادية وعلي عبد الرازق ليدحض مفهوم خلط الدين بالنظام السياسي.
إننا في العالم العربي في حاجة ماسة لاحياء الأمل والتفاؤل مهما كانت الظروف قاسية