القاهرة 10 فبراير 2016 الساعة 01:59 م
أقصد هنا الفنانة العظيمة شادية، وهل هناك «شادية» تفوقها؟ هى «أميرة» بكل مضمون ودلالة تلك الكلمة! إننى أكتب
كلماتى تلك بمناسبة عيد ميلاد الأميرة المبجلة شادية الذى صادف يوم الإثنين الماضى (8 فبراير)، وقد قرأت وأنا أعد نفسى للكتابة،
مقالا للناقد الفنى المتميز طارق الشناوى فى المصرى اليوم (9/2) بعنوان «شادية..هدية السماء للمعذبين فى الارض»، عنوان جميل لمقال جميل، لناقد فنى متخصص، ولكننى أكتب هنا بخلفية المواطن العادى الذى لم تكن له اى علاقة بالفن والفنانين سوى من خلال السماع والمشاهدة، وبالتالى كانت لديه شادية ــ مثل فاتن حمامة
وغيرهما ــ بمنزلة نجوم متلألئة فى السماء، لا يقترب منها وإنما ينعم بضوئها وإشراقها!
إن جيلى هو الجيل الذى عاصر شادية الفنانة مولدا، ثم سطوعا فتألقا، ففى السادسة من عمرى (فى 1953) كانت اغنيتها الخفيفة مع فاتن حمامة «آلو ألو إحنا هنا» أستمع إليها فى الراديو وأنا أستعد للذهاب للمدرسة، وفى أواخر عام 1956 وأنا فى التاسعة كانت اغنيتها الوطنية المفعمة بالعواطف «أمانة عليك أمانة يا مسافر بور سعيد، لتبوس لى كل يد حاربت فى بور سعيد» مصاحبة لرحلتى الأولى مع المدرسة لتلك المدينة الرائعة. لقد انطلقت شادية انطلاقا صاروخيا، ولم ينافس إبداعها فى الغناء العاطفى والوطنى إلا إبداعها كممثلة عظيمة الموهبة، وأضفى صوتها الخلود على كلمات مؤلفين كبار كثيرين (مرسى جميل عزيز، وفتحى قورة، وعبدالوهاب محمد، ومحمد حمزة، ومصطفى الضمرانى..وغيرهم) وعلى ألحان الكبار الذين استوعبوا موهبتها وصوتها (منير مراد وبليغ حمدى ومحمود الشريف ومحمد الموجي...وغيرهم)
وبالتوازى مع غنائها الرائع كانت أفلامها التى تجاوزت مائة وعشرة أفلام فى عديد من الأدوار العظيمة التى لا تنسى فى أفلام مثل المرأة المجهولة والزوجة رقم 13 واللص والكلاب وزقاق المدق ومراتى مدير عام ومعبودة الجماهيرو شىء من الخوف وميرامار...إلخ . تحية للفنانة العظيمة، للأميرة التى حباها الله موهبة عظيمة فلم تبخل بها على الناس فأسعدتهم وملأت بالبهجة والنور حياتهم.