القاهرة 09 فبراير 2016 الساعة 11:26 م
كل الأيام الماضية آتية
شعر : مفرح كريم
جالسٌ فى ثياب الليل
واللابُ أمامى ونرحلُ مَعًا إلى حيثُ يقامُ الحَفْلُ
وَيُظْهِرُ كُلٌ مِنّا بَرَاعَتَه
أنتَ تُظْهِرُ ضَمِيرَ الآلَة
وأنا أظْهِرُ ذَاتِى فى ضَمِيرِهَا البَشَرِىِّ
أَنْتِ ثَابِتٌ كالعِنْدِ
وأنا متأرجحٌ بينَ رعشاتِ المشاعر
لا أعْرِفُ كيفَ أمَرِّنُ زَمَنِى
ولا أعرفُ كيفَ أشْرَبُ ذكرياتى
وأُقَسِّمُهَا على الحضور
فى كأْسِ من نغم
ولا أَلَبَثُ أَنْ أَتَرَاءَى لِى
فلا أَعْرِفُنِى
وأسألُ : مَنْ أنْتَ ؟
فَيُكَلِّمُنِى - أُكَلِّمُنِى عن زمنى
فأقولُ لَهُ - لِى : لا أَعْرِفُهُ،
فَقَدْ مَرَّ مثل ضبابِ يومٍ صَيْفِىِّ
وأنا أحاولُ أنْ أجْمَعُهُ
من كلِّ شَمْسٍ مَرَّتْ بِى
ومنْ كُلِّ رِيحٍ هَبَّتْ على دمى
ومن كل جميلةٍ عانَقْتُهَا يوما
ومن كل ريقٍ بَلَّلْتُهَا
والجميلةُ ساهمةٌ
تريدُ المزيد.
كيف تحرمُنِى أيُّهَا الَّلابُ من دمى
المراقِ فى تفاصيلِ أيَّامِىَ الماضية ؟
وكيف تحرمنى من دمى الذى جرى فى عروق الأيام
فأحْيِهَا وَآنِسْهَا وجَدِّدْ فيها شرابَ الحياة ؟
كلُّ الأيَّامَ الماضيةُ آتيةٌ
لا ريب
وكُلٌ الذكريات سوف تجسِّدُنى مرة أخرى
وأنا
جالسٌ أمام اللاب.