القاهرة 03 فبراير 2016 الساعة 02:16 م
شريف الجيار: شخصيات روايته عبرت عن مشاكل المجتمع وتفاصيله
كان يستخدم أسلوب الفانتازيا والواقعية السحرية فى كتاباته ومزج الواقع الملموس وأحداثه بالخيال لمحاولة معالجته بأساليب أكثر أدبية..،،
حول كاتب لا يعوض على المستويين الإنسانى والإبداعى،افتتحت قاعة ضيف الشرف اليوم السابع من أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب، بندوة "في حب فؤاد قنديل" الذى فقدته مصر بعد ضمن أقلام وقامات كبيرة رحلوا عن عالمنا فى 2015، بحضور ابنته الإعلامية دينا قنديل، والدكتور شريف الجيار أستاذ الأدب المقارن .
فى البداية أكدت الإعلامية دينا قنديل بتأثر واضح الصعوبة الشديدة فى أن تتحدث فى ندوة عن والدها الراحل فؤاد قنديل أو أن تقوم بإدارة ندوة تتناول مشوار حياته، وذلك لتخوفها أن تختلط مشاعرها الشخصية مع الموضوعية والحيادية والانحياز لأبيها.
وأكدت الإعلامية دينا قنديل، أن حياة والدها الشخصية لا تختلف عما كان قلمة يسرده داخل رواياته وكتاباته، فهو كان صاحب قلبا كبيرا وطيبا ، يستطيع أى إنسان أن يفهم ويشعر بقيمته، ولا يبخل تجاه الشباب فكان دائما ما يساعدهم ويحفزهم على الكتابة، وكان دائم التفاؤل.
وأشارت دينا إلى تفاؤله الدائم قائلة إن الروائى الراحل فؤاد قنديل كان رغم مرضه الشدبد دائما ما يردد جملة "أنا فى أحسن حالاتى وأعانى من السعادة المفرطة"، مؤكده أنه كان يواجه المرض بالتفاؤل والاستبشار الدائمين، فدائما ماكان يحارب العجز واليأس حتى لا يجد منفذا إلى قلبه الصغير.
وحول حياته الزوجية قالت "دينا"، ظل أبى مضربا عن الزواج على مدار 34 عاما، وهى المرحلة التى من الممكن أن نطلق عليها سن العنوسة بالنسبة للرجل، ولهذا أصر جدها " والد قنديل" على تزويجه على الفور، وكان مصرًا على ذلك، ولكن قنديل وضع شروطا حتى يقبل بالفتاة التى سيتزوجها، فوضع معاييرا معينة يجب أن تكون متوفرة فى شريكة حياته.
وأوضحت دينا أن تلك الشروط والمعايير هى أن تكن قارئة وملمة بجميع جوانب الأدب والرواية، وفى أول لقاء بينه وبين والدتى راح يسألها ويقوم باختبارها في أسماء الأدباء وشخصيات الروايات .
وقال الدكتور شريف الجيار، إن الروائى الراحل فؤاد قنديل كان يستخدم أسلوب الفانتازيا والواقعية السحرية فى كتاباته، وذلك من خلال مزج الواقع الملموس وأحداثه بالخيال، وذلك لمحاولة معالجته بأساليب أكثر أدبية من ذى قبل، كما أن شخصيات روايته لم تكن تخلو من مشاكل المجتمع والإنغماس فيه حتى يستطيع أن يضع حلولا لها أو مخرجا من خلاله تحل الأمور، مضيفا أنه قام بقراءة أول رواية كتبها قنديل، والتي ذهب بها إلى الكاتب الكبير توفيق الحكيم، حيث أخذها الأخير إلى يوسف السباعى، قائلا له : "لو أن هذه الرواية نشرت بالخارج، لقلبت الأمور رأسا على عقب من شدة الإبداع.
وقال الجيار أن الكاتب الكبير الراحل فؤاد قنديل كان له رأيا حول السينما فى الفترة الأخيرة قاله له ، وهو ان السينما اتجهت إلى العنف وهى التى توجد طبيعة مخالفة تماما لطبيعة المواطن المصرى، الذى يميل إلي البيئة الزراعية البعيدة عن العنف، وقام قنديل بتفنيد أسباب هذا الاتجاه ، مرجعا ذلك إلي أن صناع السينما ومنتجيها أصبحوا يتجهون فى كتابة الفيلم السينمائى إلي كتاب السيناريو وأهملوا الروائيين والكتاب، وكان خاتمة إدلاء الدكتور شريف الجيار بشهادته حول الكاتب الكبير فؤاد قنديل أنه قال: فؤاد قنديل لا يعوض.