القاهرة 10 يناير 2016 الساعة 01:04 م
كتب :محمد شكر
يعتبر الموسيقار الراحل عطية شرارة أحد رواد الموسيقي العربية وأحد أشهر مؤلفي الموسيقى المصرية الذي غيبه الموت عن دنيانا عام 2014. وولد عطية حسن محمد شرارة في 18 نوفمبر 1922، وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة النحاسين ببيت القاضي، ثم أكمل دراسته الثانوية بمدرسة شبرا قبل أن يلتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية برمسيس، حيث درس آلة الكمان وتخرج سنة 1946.
بدأ شرارة العزف، وهو طالب بالمعهد مع الموسيقار محمد عبدالوهاب بأغنية حكيم عيون في فيلم رصاصة في القلب، ثم كتب مجموعة مقطوعات تقليدية قُدمت فى الإذاعة المصرية حيث كان عازفاً بها قبل أن يعين قائداً لفرقة موسيقى الإذاعة، ثم يشرف على ركن الأغاني في الإذاعة المصرية في الوقت نفسه عمل عازف كمان مع ام كلثوم في فرقتها وتوسطت له لإعفائه من التجنيد لارتباطه بالعمل معها رغم أنه لم يستمر في فرقتها طويلاً.
وقدم شرارة العشرات من الأصوات الغنائية من خلال ميكرفون الإذاعة ومن بينهم الثلاثى المرح ونجاة الصغيرة ونادية مصطفى وأحلام وشريفة فاضل وفاطمة عيد ومحمد الحلو ومحمد ثروت، بالإضافة لقيامه بتلحين أغنيات لفايزة أحمد وشهرزاد ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالغني السيد وعادل مأمون.
واشتهر عطية شرارة بوضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام التي حملت توقيع مخرجين كبار مثل حسن الصيفي الذي حصل علي نصيب الأسد بين أعمال الموسيقي التصويرية التي وضعها للسينما حيث قدم معه موسيقي خمسة أفلام هي «حسن وماريكا» و«قاطع طريق» و«زنوبة»، «نهاية حب»، «توحة»، كما وضع الموسيقي التصويرية لفيلمي «ساحر النساء»، و«ابن حميدو» للمخرج فطين عبدالوهاب، وتعاون مع المخرج حلمي رفلة في فيلمي «عش الغرام» و«لحن السعادة» وقدم فيلمي «أهل الهوي» و«الغجرية» للمخرج السيد زيادة، وتعاون مع المخرج نيازي مصطفي في فيلم «إسماعيل يس طرزان» بالاضافة لفيلمي «جسر الخالدين» و«حبيبي الأسمر» مع المخرج محمود إسماعيل، وفيلم «الحب الأخير» إخراج محمد كامل حسن، وفيلم «أحبك يا حسن» مع المخرج حسين فوزي.
وقدم شرارة عدداً من المسلسلات الإذاعية مثل «الملحمة المحمدية» ومسلسل «جمال الدين الأفغانى» والصورة الغنائية «الورد والتمر حنة» بطولة إسماعيل شبانة وأحلام وأوبريت «علشان هنا قلبين» تأليف عبدالفتاح مصطفى والصورة الغنائية «معرض الثورة» تأليف فتحى قورة.
وإلي جانب تميزة في الموسيقي الشرقية اتجه عطية شرارة للموسيقي المجردة ووضع الكثير من المقطوعات الموسيقية التي لعبتها أوركسترا القاهرة السيمفوني، حيث قام بتأليف الكونشيرتو العربي لآلات الكمان والناي والقانون والعود والتشيلو، كما قام بتأليف أكثر من 60 مقطوعة موسيقية أهمها ليالي القاهرة وليالي الاسكندرية وليالي المنصورة وليالي النور، وفى عام 1980 كوّن فرقة سداسى شرارة والتى ضمت أبناءه بهدف تقديم مؤلفاته الموسيقية التى كتبها خلال مشواره الفنى ويشارك في الفرقة حالياً احفاده من الموسيقيين الشباب.
وأنشأ عطية شرارة فرقًا موسيقية فى عدة إذاعات عربية، منها إذاعات تونس وليبيا والجزائر، وشارك فى إنشاء معهد للموسيقى العربية بالأردن، كما تلقي تكريمات من كثير من الدول العربية والأجنبية باعتباره أحد القامات الموسيقية البارزة وكان آخر تكريم تلقاه من الدكتورة مها العربي، عميدة المعهد العالي للموسيقي العربية وحضره معظم أساتذة الموسيقي بأكاديمية الفنون، بالإضافة لابنائه حسن شرارة عازف الكمان وأشرف شرارة عازف التشيلو وقدم في الاحتفال سداسي شرارة ومقطوعات موسيقية من مؤلفاته.
وحصل الموسيقار الراحل علي جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى عام 1983 عن «الكونشيرتو الثانى للفيولينة والأوركسترا» بالإضافة لوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1985 ووسام العلوم والفنون والثقافة من الطبقة الثانية من السلطان قابوس في احتفالية بسلطان عمان عام 2005 كما كُرم فى مهرجان «اتجاهات عربية» الذي تقيمه دار الأوبرا المصرية.
"جريدة الوفد"