القاهرة 29 سبتمبر 2015 الساعة 03:02 م
نورالهدى عبد المنعم
أحمد سويلم، محمد سليمان، د. حامد أبو أحمد، د.عبد الناصر حسن، أحمد الشيخ، محمد إبراهيم أبو سنة، فايز فرح، عبد السميع زين الدين، وغيرهم من كبار الكتاب والنقاد من مختلف الأجيال، وكذلك العديد من الأدباء الشبان يلتفون جميعهم حول الدكتور محمد عبد المطلب صباح يوم الجمعة من كل اسبوع في جلسة ودية ثقافية اجتماعية تتمتع بالحميمية والألفة التي تربطهم جميعا منذ سنوات طويلة، هذه الجلسة دائما ما تكتسب أعضاءا جددا يحرصون على الإنضمام إليها والإرتباط بها.
لا أعرف بالضبط متى بدأت هذه الجلسة حين أسسها الراحل العظيم الدكتور عبد القادر القط، لكنني تعرفت من دكتور محمد عبد المطلب عن بداية انضمامه لها فقد إنضم إلى جلسة د.القط في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكان المجلس في كازينو غرناطة، وظلوا يلتقوا صباح كل جمعة مع د.القط ومجموعة من الشعراء والروائيين والنقاد وتوثقت علاقته به خلال هذه الجلسات الأسبوعية بجانب مزاملته له بجامعة عين شمس قسم اللغة العربية، ومن خلال هذه الجلسات أخذ د.عبد المطلب يطلع على الحركة الأدبية والنقدية في الواقع العربي عموما والواقع المصري خصوصا، خاصة أن د.القط كان يستكتبه شعريا لمجلة إبداع التي كان يرأس تحريرها، ثم ضمنه إلى اللجان التي كان يرأسها بالمجلس الأعلى للثقافة، وبدأ يخصنه كثيرا بالأحاديث الخاصة ، وقد سجلها تقريبا في حدود مائة صفحة ، ثم حدثت ظروف وأغلق على أثرها كازينو غرناطة في أواخر التسعينات، وانتقل المجلس برواده إلى كازينو الأمفتريون، وأتسعت دائرة رواده ليضم شخصيات جدد من جيل الشباب المبدعين والنقاد، وتحولت الجلسات صباح كل جمعة إلى ندوة حرة تطرح فيها القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية، وكان قطب الجلسة دائما هو الدكتور عبد القادر القط ومعظم أعضاء الجلسة كانوا من محبي هذا الرجل، وفي عام 2002 بدأت عوارض المرض تظهر على د.القط إلى أن توفاه الله في شهر يونيه من هذا العام، واتفق أعضاء الجلسة على أن احتراما لهذا الرجل ولدوره الثقافي أن تستمر هذه الجلسة الأسبوعية في صباح كل جمعة.
ويرى د. عبد المطلب أن استمرار هذه الجلسة يرجع إلى أمرين: الأول أنها تعقد في مكان عام ومعنى هذا أنها لا ترتبط بالشخص ارتباطا خالصا، لأنه عندما يكون الاجتماع في مكان يرتبط بالشخص تنتهي العلاقة بوفاة هذا الشخص، الثاني أنه نشأ بين أعضاء هذه الجلسة نوعا من الصداقة الحميمة التي من الصعب عليهم أن تنتهي، ويمكن أن يضاف إلى ذلك ملاحظة مهمة وهي ان الجلسة لم تأخذ طابعا إيدلوجيا أوعقائديا محددا مما جعلها مكانا ومجالا مفتوحا لكل الاتجاهات والآراء، وربما هذا ما شجع الشباب الجدد على الانضمام إلى هذه الجلسة .
ويؤكد الدكتور عبد المطلب أن ارتباطه بالدكتور القط رحمه الله على المستوى الشخصي والعام هو أساس حرصه على استمرار هذه الجلسة التي لا يحب أن يسميها ندوة ، حيث لا تتوفر لها مواصفات وشروط الندوة.
كما يؤكد إن محبة الأدب والإبداع بعيدا عن الشللية والتعصب يمكن أن تمثل حلفا ثقافيا يحترمه الجميع، كما يظن أنها ستستمر حتى بعد أن أن يرحل ويرحل غيره من أعضاء الجلسة طالما أن الطابع العام الذي أسسه الدكتور القط سوف يظل سائدا، وفي مقدمة هذا الطابع احترام الآخر، فقد كانوا وما زلوا لا يسمحوا لهذا المجلس بأي عدوانية أو تجريح للآخر ، فأساس العلاقة إذا كان هناك اختلاف يكون اختلاف المحترمين واختلاف المثقفين.