القاهرة 28 يوليو 2015 الساعة 02:23 م
هل ليوناردو دافنشي مخترع أم فنان ذو خيال واسع؟? ?يسعي للإجابة علي هذا السؤال معرض? ?يقام حاليا بمعهد مينيابوليس للفنون،? ?من خلال ما? ?يطلق عليه? "?وثائق ليستر?"?،? ?وهي مجموعة من الكتابات العلمية? ?يزيد عمرها عن خمسمائة عام،? ?كتبها ليوناردو دافنشي،? ?وأخذت اسمها من كونت مدينة ليستر الإنجليزية الذي اشتراها سنة? ?1717? . ?
? ?تحتوي الوثائق علي? ?72? ?من التأملات في مجالات متعددة،? ?رغم انتماء بعضها لعصر النهضة،? ?مثل تساؤلات حول الأماكن التي? ?يتدفق منها الماء،? ?ولماذا? ?يشع القمر المعتم بالضوء،? ?كما انها تتنبأ بكثير من الاختراعات الحديثة وتنم عن? ?ما? ?يدور في عقل هذا المفكر والفنان العبقري حول العلاقة بين الفن والعلم والإبداع في قالب علمي بحت?.?
? ?وفي تصريح له لجريدة التايم،? ?قال مدير المعرض اليكس بورتلوت إن ليوناردو?:"?فهم العالم من منطلق شمولية البنية المعقدة،? ?خاصة وأن الكون? ?يتناقض مع الأجزاء الصغيرة أو العينات المأخوذة منه،? ?بالإضافة لتأكيده علي عدم وجود مشكلة في بناء أنظمة للتفكير تعتمد علي ما? ?يمكن أن? ?يصل إليه العقل حول بنية الكون،? ?فالبنية الأساسية للكل تعتمد علي الكل?".?
? ?الفنان كان? ?يستخدم علمه حول الأنظمة الصغيرة لشرح ما هو أكبر،? ?رابطا الأنماط البشرية المتاحة مع تلك الموجودة في عالم أكبر،? ?وهذا كان أحد الأسباب التي دفعت ليوناردو دافنشي إلي التوصل إلي كثير من الاكتشافات العلمية اللافتة للنظر،? ?بالرغم من الافتقار إلي وسائل التكنولوجيا العلمية الحديثة?.?
? ?من أمثلة ذلك ما كتبه دافنشي في الوثائق?: "?جسد الأرض مثل أجساد الحيوانات،? ?ترتبط بشبكة من الأوردة المرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا،? ?وتتكاتف من أجل تغذية وإمداد الأرض وما? ?يعيش عليها من مخلوقات بالحيوية?".?
? ?إثارة المشاعر هنا ليست العنصر الوحيد الملحوظ في تلك الوثائق،? ?ولأنه أعسر فقد كتبها بطريقة عكسية حتي لا? ?يلطخ الخبر الورق،? ?وظلت الوثائق مبعثرة حتي وفاته سنة? ?1519? ?حين أعيد جمعها وإعادتها إلي حالتها الأصلية?.?
? ?كتب دافنشي في احد تأملاته الجميلة?: "?شاهدت رياحًا تهب وتدور حول بعضها،? ?وتحدث فجوة علي رمال شاطئ البحر بعمق قامة إنسان،? ?مزيلة منها الحجارة ذات الحجم الكبير،? ?حاملة الرمال والأعشاب عبر الرياح وإلقائها في البحر? ?علي مسافة ميل?".?
? ?حققت وثائق ليستر الرقم القياسي لأغلي كتاب عرض في مزاد حين وصل سعرها سنة? ?1994? ?إلي? ?30?.?8? ?مليون دولار،? ?حيث اشتراها بيل جيتس،? ?ومنذ ذلك الحين? ?يعيرها للمتاحف من سيدني إلي طوكيو إلي دبلن وهي الآن في مينابوليس?.?
? ?وقد حققت الوثائق ما هو أهم من عرضها،? ?فقد استخدمت كنقطة انطلاق لاكتشاف مجالات أوسع من التصميمات الفنية،? ?منها مشروع للفنان بيل فيولا
تحت عنوان? "?الطوافة?"?،? ?عبارة عن فيديو لمجموعة من الناس? ?يحتمون ببعضهم بينما? ?ينهال فوق رؤوسهم طوفان هائل،? ?وهو إسقاط علي الدعم المجتمعي والكوارث البيئية،? ?كما قامت مارجريت وكريستين ويرثليم بتصميم أشكال بعنوان? "?كروشية الشعاب المرجانية?" ?يعبر عن تدمير البيئة،? ?فيما قدم فنانان آخران رسوم تصاميم سيارات أكثر أمانا،? ?بجانب مشاريع أخري كلها مستوحاة من تراث دافنشي ورسوماته التي لا تزال تبهرنا وتزداد قيمتها لأنها نابعة من إنسان? ?يجسد تماما دور المبدع المبادر الملتزم?.?
***********
نقلا عن اخبار الادب