القاهرة 28 يوليو 2015 الساعة 01:46 م
أكد د.محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن المجلس بيت جميع المثقفين، وقد أُنشىء بقرار من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بقرار رقم 4 لسنة 1956، ليعمل على رفع مستوى الإنتاج الفكرى فى مجالات الفكر والآداب، ويبحث عن الوسائل التى تؤدى لتنشئة أجيال من أهل الأدب والفنون، ورسم السياسة الثقافية لكى تشمل كل محافظات الجمهورية، وتوصيل الثقافة إلى التجمعات العمالية والطلابية وجموع الفلاحين فى القرى والنجوع، والآن نحاول جاهدين أن نخرج من ثقافة النُخب إلى ثقافة الشعب، مؤكدًا بأنه ينفذ القانون الذى أصدره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أجل الشعب، وأنه لا يشجع حزب ضد آخر، مشيرًا بأنه يجب علينا أن نستمع إلى جميع الآراء المتناقضة والمختلفة، جاء ذلك خلال ندوة "ثورة يوليو .... نهضة وطن" التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة، بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، والتى شارك فيها د.عاصم الدسوقي د. جمال شقرة د. يحيى محمود، د.سيد علي إسماعيل، د.جمال زهران.
وأضاف بدران بأنه لم تنته ثورة 23 يوليو، كما يقول البعض، فثورة 25 يناير و30 يونيو امتداد لثورة 23 يوليو التى لم تنتهِ لأن الأغلبية تعلموا فى مجانية التعليم والإصلاح الزراعى وحصول الفلاحين على 5 أفدنة وبعضهم سافر على نفقة الدولة فى بعثة مجانية، مشيرًا بأن أيقونة تلك الثورات صورة الزعيم جمال عبدالناصر، والتي تحركت إلى أكثر من دولة عربية شوقًا واحياءً لمبادىء ثورة يوليو.
وتحدث المؤرخ السياسي د. عاصم الدسوقى عميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقًا عن المراحل والأسباب التى أدت للثورة، مؤكدًا أن ثورة 23 يوليو، أطاحت بالنظام الملكي في مصر، وحققت الكرامة الإنسانية لكل الشعب المصري الذي كان يعاني من النظام الإقطاعي، ومن تحكمه السافر في كل تفاصيل المعيشة للشعب المصري، وحررته من التبعي، وتلك الفترة شاهده على أن ما أحدثته الثورة كان جذريًا.
وأشار د. جمال زهران أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن ثورة 23 يوليو تعد هي الثورة الأم للثورات المصرية الحديثة لأن ثورة 25 يناير و30 يونيو مازالتا تتبلوران، ولم تأت بتغير في البناء الطبقي أو السياسي أو الاقتصادي ولكن الذي تحول هو الشكل، مشيرًا أن ما حدث قبل ثورة 25 يناير أثناء حكم نظام مبارك، كان يصدر صورة مفادها أن هذا النظام متجذر في نسيج مصر ولا يمكن أن يتخلخل، ولكن الشعب المصرى، كسر أنف النظام المستبد، في لحظة حاسمة من تاريخ مصر الحديث، وكان شعار الشعب أثناء قيام الثورة، "الشعب يريد إسقاط النظام بكامله،وأشار زهران بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى لديه الإرادة لإنهاء عهد التبعية السياسية، والعلاقات مع الدول الكبرى علاقات متوازنة، مضيفًا بأن وزير الثقافة طالب بتحويل هيئة قصور الثقافة إلى الثقافة الجماهيرية من أجل استعادة بناء الأجيال الثقافية.
وأوضح د. جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس إن ثورة 23 يوليو تعتبر الثورة الوحيدة المكتملة في تاريخ مصر الحديث، بداية من قيامها وتنظيمها داخل مؤسسة الجيش العريقة فكان اختيار كل الضباط الأحرار على أساس الوطنية البحتة دون الانتماء إلى أي تيار من التيارات التي كانت مفعلة في تلك الحقبة التاريخية، مثل الشيوعية، وجماعة الإخوان المسلمين، والوفديين، أضاف شقرة أن هناك بعض الأمراض التي أصابت بعض النخبة، بمايسمى "الحنين إلى الماضي"، ورفض الواقع وبالتالي تم تزييف بعض ملامح ثورة 23 يوليو وخاصة في الدراما التليفزيونية، وإطلاق الشائعات المغرضة التي التصقت بالثورة، وطالت شخص وسياسات الزعيم جمال عبدالناصر.
وأشار د. يحيى محمود إلى إنجازات ثورة يوليو ومجانية التعليم والقطاع العام والإصلاح الزراعى وإنشاء المجمعات الريفية وتطوير الفلاح المصرى والوزراء التكنوقراط الذين يؤمنوا بمبادىء الثورة ولديهم الخطط والدراسات من أجل الوطن والاقتصاد القومى.
وتحدث د. سيد على اسماعيل أستاذ الأدب المسرحى ورئيس المركز القومى للمسرح عن كيفية توظيف ثورة 23 يوليو واستغلالها مسرحيًا.
واختتمت الندوة بتقديم فقرة غنائية للمطرب محمود درويش حيث قدم أغنية "عدى النهار" "ومصريتنا وطنيتنا".