القاهرة 27 يوليو 2015 الساعة 01:26 م
• أكد د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بأن مجتمعاتنا تعانى أزمة ثقافية فى المقام الأول، وربما كان غياب التفكير
أبرز أسبابها، فقد غاب الفكر الفلسفى عن قضايا المجتمع، ومشكلاته الثقافية والفكرية، فغاية الفلسفة أن تكشف لنا مواطن قصورنا، ولذا فإننا فى حوج إلى عقد هذا الملتقى الذى آمل أن يعرض تصورًا لفلسفة تطبيقية تغير مناهج الفلسفة فى المدارس، ولا سيما فى الثانوية العامة إلى استخدام مواقف حياتية فى تدريس الفلسفة، فالفلسفة بحث عن الحقيقة، وأداة الباحث الأولى هى التفكير "ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا". فهذا الملتقى يرسم لنا خارطة الدرس الفلسفى فى العقد القادم نحو فلسفة تعنى بقضايانا الفكرية بلغة جديدة. نحن فى حاجة إلى لغة ذات مفردات فصيحة وتركيبات بليغة.. لغة لا تراوغ الواقع، بل تكشفه ولا تخبئ غياب تفكيرنا، بل تبعثه جليًا فى منظومة أخلاقية واضحة. تكمن أهمية هذا الملتقى الفلسفى فى النظر إلى أسباب إعراض الناس فى مجتمعاتنا عن الفلسفة إلى صياغة جديدة لقضايا مجتمعنا الفكرية، فلسفة تقتحم مشكلاتنا تحليلاً ونقدًا ورؤى جديدةً تنشر ثقافة الأخلاق والقيم، فنحن فى حاجة إلى تجديد الخطاب الثقافى كى يكون مقنعًا ومؤثرًا وملتحمًا مع قضايا الناس معبرًا عن آمالهم وآلامهم يفيد من مناهج التفكير كى يمنح الوطن عقولاً تقود ولا تقاد وتبنى ولا تهدم ليعود التفكير بديلاً عن التكفير والتفجير. أيها الفلاسفة اسمعوا صيحة معلمكم سقراط حينما
قال لكم "ينبغى عليكم إنزال الفلسفة
إلى الأرض تختلط بأديم الأرض وهموم البشر".
• جاء ذلك خلال "ملتقى الفلسفة التطبيقية وتطوير الدرس الفلسفى المصرى"، الذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية د. "عبد الواحد النبوى" وزير الثقافة، وبحضور د. "محمد أبو الفضل بدران" الأمين العام للمجلس، د "خلف الميرى" رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، ود مصطفى لبيب مقرر اللجنة بالإناية، ود مصطفى النشار مقرر الملتقى.
• وأضاف الميرى مؤكدًا، على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض ثم الإنسان الذى أبدع الحضارة وتطور ليؤكد على بصمته فى هذا العالم، والتاريخ أب للعلوم كلها فبدونه لن يتواجد الحاضر والمستقبل، وتعتبر الجغرافيا والفلسفة ضلعى مثلث العلوم مع التاريخ، وفى حضرة الفلاسفة أكد على احترامه لهذا الملتقى وفائدته فى وضع ميثاق أخلاقى يتعلق بالفلسفة التطبيقية يكون بمثابة استراتيجية عربية للتعامل معها، من خلال فلسفة معاصرة للتربية وينظم تربوية حديثة وفاعلة تدرب أبناءها على التفكير العلمى الناقد الذى يمكن هؤلاء الأبناء من التعامل الايجابى مع كل هذه المستحدثات والاستفادة منها.
• ثم تلاها كلمة د. مصطفى لبيب، الذى أكد على أهمية الفلسفة التطبيقية، وأهمية الدعوة التى يدعو إليها مؤتمرنا هذا لتحويل الدرس الفلسفى المصرى من درس نظرى يركز على عرض النماذج من فلسفات العصور المختلفة ومشكلاتها، إلى درس تطبيقيى يستهدف فى الأساس الاستفادة من مبادئ ومقولات ومناهج التفكير الفلسفى المختلفة فى معالجة قضايا الواقع والكشف عن أبعادها وتقديم الحلول المناسية لها.
• وفى كلمة د. مصطفى النشار، الذى أكد على عزوف جمهور الناس عن الفلسفة، وما السبب فى هذا الهجوم الضارى على الفلسفة والاتهامات التى توجه بدون وجه حق، مع أنها علم التفكير وإعمال العقل للوضوح والفهم وليس للإبهام والغموض. ويجب علينا أن نعترف بنوعين من التقصير من قبلنا قبل أن نتهم الناس بالجهل والبعد عن الفلسفة واتهامها بتلك التهم التى نرفضها تماما، ليس لأنها بعيدة عن الواقع فقط، بل لأنها تصرفنا وتمنعنا عن الاستفادة من الفلسفة وفعل التفلسف العقلى الذى هو أساس من أسس التقدم الحضارى لكل الأمم والشعوب والحضارات.
أولا: نحن نقصر فى حق الفلسفة والتفلسف حينما نكتبه بلغة تخصصية شديدة الألغاز، دون أن نبذل جهدًا حقيقيًا فى الحرص على التعبير بلغة سلسة واضحة يفهمها الجميع، ولنا أسوة فى هذا المقام الأستاذين الجليلين د. ذكى نجيب محمود ود. فؤاد ذكريا، حيث كانا يعبران عن أعقد القضايا الفلسفية بأسلوب مبسط يفهمه كل من يقرأة.
ثانيًا: نحن نخطئ فى حق الفلسفة ودورها التنويرى فى حياة الناس حينما نقصر الدرس الفلسفى على عرض نماذج من تاريخها الطويل.