القاهرة 21 يوليو 2015 الساعة 02:58 م
كتبت :ميرفت عياد
يعتبر حوض السلطان قايتباي واحداً من أهم الآثار الإسلامية الموجودة بمنطقة القرافة التى تحتوي على عدد من المباني التراثية الفريدة ذات القيمة التاريخية الهامة " هذا ما أكده الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار خلال افتتاح مشروع ترميم وإعادة توظيف حوض السلطان قايتباي بمنطقة القرافة وذلك بحضور "جيمس موران" رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بمصر، السفير الهولندي بمصر وعدد من الشخصيات العامة.
أوضح الدماطي أنه تم تمويل هذا المشروع من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي بمصر بالتعاون مع سفارة المملكة الهولندية، وذلك في إطار برنامج التعاون الثقافي المصري الأوروبي وتحت إشراف وزارة الآثار من خلال مشروع تطوير القاهرة التاريخية .
قال السفير "جيمس موران" رئيس مفوضية الإتحاد الأوروبى إن الاتحاد سيتبني إقامة مشاريع تنموية في مجال تطوير الآثار في المستقبل القريب خلافا لمشروع ترميم حوض السلطان قايتباى وإعادة توظيفه ، وأعلن "موران" خلال افتتاح مشروع تطوير "حوض قايتباي" أن المشروع القادم للاتحاد الأوروبى هو ترميم وصيانة مقعد السلطان قايتباى وهي الجزء الوحيد المتبقى من قصر السلطان قايتباى قائلا إن هذه الصالة ستتحول إلى مكان خاص بالأنشطة الثقافية والفنية بتمويل من الإتحاد الأوروبى من خلال منظمة "أركنيوس" بدعم يصل إلى 300 الف يورو.
مجموعة جنائزية ودينية
من جانبه قال محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية أن الحوض يعد جزءا من مجموعة جنائزية ودينية ضخمة أقامها السلطان قايتباي، وكان الغرض الأساسي من بناءه هو سقي الدواب ، مشيرا إلى أن وزارة الآثار حرصت على ترميم الحوض حفاظا وحماية لمواده التاريخية الأصلية دون إدخال أية إضافات حديثة عليه لذلك فقد تم توثيق المبنى بالتصوير الفوتوغرافي قبل البدء في أعمال الترميم ، وقد اشتمل مشروع الترميم على إزالة التربة التالفة والمشبعة بالرطوبة المتراكمة داخل المبنى حيث تم كشف الأرضية الأصلية، فضلا عن حوض المياه.، كما تم تنظيف حجر البناء يدويا لإزالة رواسب الأملاح الضارة وطبقات الملاط الأسمنتية المتبقية، وتقويتها وإعادة تركيب الأحجار المفقودة، وملء الفراغات داخل الجدران بمون سائلة عن طريق الحقن بالضغط ، كما تم تنظيف السقف الخشبي، وتقويته وإصلاحه، و تركيب غطاء للسقف جديد وتنظيف وتقوية الزخارف الحجرية ذات الألوان الأصلية المتبقية.
وعبر السفير الهولندى "رافائيل سارجا" عن سعادته بالمشاركة فى تطوير مشروع ترميم وإعادة توظيف حوض السلطان قايتباى بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى، مشيدا بإعادة توظيف المنشأة الأثرية وتأهيلها لتلعب دوراً جديداً من خلال استغلالها لبيع الحرف التراثية الذى سيكون مصدر رزق لأشخاص كثيرين على حد قوله
الحفاظ على الحرف اليدوية
وفي مبادرة من وزارة الآثار للحفاظ على صناعات الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إنه تم إعادة توظيف الحوض وتحويله إلى منفذ لعرض وبيع منتجات الحرفيين واستخدامه كمعرض مؤقت يتم تنظيمه بطريقة تبادلية في المنطقة المحيطة بمجمع السلطان قايتباي بما يعد وسيلة للدعاية للحرفيين من قاطني المنطقة التاريخية ويضمن الحفاظ على الأثر من خلال الصيانة الدائمة له ، مشيرا إلى
أن بعض الناس داخل المجتمع تنظر إلى الآثار نظرة خاطئة حيث يعانون من قلة الوعى الأثرى، ويجب أن يكون هناك زيادة الوعى الثقافى الأثرى عند الناس للحفاظ على التراث، حيث إن نظافة الآثار وترميمها تعود بالنفع على المنطقة الموجودة به الأثر نفسه، بدليل ترميم مشروع ترميم حوض قايتباى وتحويل المنطقة لتصريف المنتجات التراثية والحرف التقليدية، وعرض منتجات الأهالى بهذا المكان ، والمنتجات التراثية التى يتم عرضها فى حوض قايتباى تنقسم لشقين الأول تصريف الحرف التقليدية والنماذج الأثرية الخاصة بوزارة الآثار، والثانى المنتجات الخاصة بأهالى المنطقة للمشاركة بهذا المكان فى عرض مننتجاتهم.
قايتباى بصمة فى تاريخ مصر وبلاد الشام
أن السلطان قايتباى كان محباً للبناء والعمارة وله آثار منتشرة فى جميع أنحاء مصر منها قلعة قايتباى بالإسكندرية، ورشيد، ومأذنة وقبة قايتباى فى جامع الأزهر، فهو واحد من المماليك التى تركت بصمة فى تاريخ مصر وبلاد الشام . وهذا الحوض والذي يرجع للعصر المملوكي قد بناه الأشرف أبوالنصر قايتباي المحمودي والذي تولى حكم مصر من عام 872هـ، 1468م وحتى عام 901هـ ،1495م.
ويقع الحوض بالجهة الشمالية الشرقية من مدرسته بقرافة المماليك وهو عبارة عن سبيل كبير بجواره فسقية، وبصدر الحوض ثلاثة مجاري حجر يعلوها رنك مذهب يعلوها تاريخ إنشاء الحوض بالسقف الخشبى وهو سقف نقى معرق بالتذهيب واللازورد معلق على ثلاث أعمدة حجر.
أما عن الشكل الحالي للحوض فهو عبارة عن مساحة مستطيلة بصدرها خمس دخلات ثلاثة منها بصفوف مقرنصة وعلى جانبي ك
ل دخله منهم عمود مدمج أما الدخلتان الآخرتان يتوج كل واحد منهما عقد منكسر يملاه صفوف من المقرنصات أكبر الدخلات تلك الأولى والثالثة والخامسة أسفل كل واحدة منهم حوض صغير ويوجد بالجهة الشمالية الشرقية دخله معقودة بعقد منكسر يرتكز على عمودين مدمجين ويتوسط الدخلة عقد ثلاثي أما الجهة الشمالية الغربية فيوجد بها دخله تشبه السابقة إلا أنها عقدها الثلاثي مسدود وسقف الحوض براطيم خشبية ترتكز على دعامة مستطيلة مبنية أما قديما كان يرتكز على ثلاث أعمدة من الحجر ويجرى أعلى الدخلات شريط كتابي ورنك باسم السلطان قايتباى.
ومن الجدير بالذكر أنه تم تمويل المشروع من قبل وفد الاتحاد الأوروبي في مصر كجزء من برنامج التعاون الثقافي المصري – الأوروبي وبمساهمة من سفارة المملكة الهولندية في القاهرة. كما قام مكتب أركينوس للعمارة في مصر بأعمال التصميم والتنفيذ وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار والتراث من خلال مشروع ترميم وتطوير القاهرة التاريخية.