القاهرة 02 يوليو 2015 الساعة 01:59 م
لا تندهش كثيرا إذا صادفتك امرأة من زمان آخر..لا تتعجب إذا وجدت طيفا ساحراً جميلا يدق بابك ذات مساء ويضئ حولك بعض الشموع وتسمع صوتا شجيا رقيقا يتسلل إليك من بعيد كأنه ضوء الفجر حين يقتحم عتمة ليل طويل..قد يتصور البعض ان هذا النموذج البشرى الفريد لم يعد له مكانا بيننا..أين تلك المرأة الرقيقة وسط جمود المشاعر وتصحر القلوب..اين هذه النسمة التى تصافح أيامك فى ليلة كئيبة الملامح..وسط دخان كثيف وتلال من الأتربة التى تحاصرك..هل يعقل وسط هذا ان تجد هذه الابتسامة الرقيقة وهذه اليد الحانية التى تمسح عنك متاعب الرحلة ومشقة السفر..أين هذه المرأة التى تستطيع ان تحرك خيالك وتحلق معك وبك إلى آفاق من الجمال والدهشة..إنها دائما تضع أمامك كل لحظة سؤالا جديدا إنها تجدد فكرك وتشعل خيالك وتشعر معها ان الحياة تبدء كل يوم فى ثياب جديدة..أين هذه المرأة التى تخاطب فكرك وتجد عندها لحظة حوار مدهشة تفتح أمامك دائما كل أبواب التساؤل والحيرة واليقين..إنها قادرة على ان تصل بك إلى ابعد نقطة فى الحيرة وسريعا ما تهبط بك إلى دنيا اليقين وتحتار مع نفسك ومعها اى المناطق كان الأجمل والأكمل هل هى الحيرة ام هو اليقين..أين هذه المرأة التى تحتويك فى أسفار العمر الطويلة والأيام تتساقط من بين يديك يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة وانت لا تشعر بالزمن ولا بالناس أو الأشياء إنها تمنحك اكتفاء يغنيك عن كل الدنيا إذا أردت حبا فهى الأمن والأمان واذا أردت جمالا فلا شيء غيرها يمنحك الجمال وان فكرت يوما أن تلهو مثل الصغار فهى قطتك الأليفة التى تتعلم معها شقاوة الصغار..بعض الناس يتصور ان هذه المرأة الحلم لا وجود لها الآن ومن أين تأتى وسط مجتمعات فقدت ابسط مشاعر الحب وأدمنت القبح فى كل شيء ويطاردها الخوف والضعف من كل جانب..أحيانا تبدو الحديقة خالية من الزهور وبين الأعشاب تجد وردة صغيرة اختارت مكانا قصيا وكبرت فيه وربما لا تراها العين ولكن عطرها يملأ المكان. fgoweda@ahram.org.eg
|