القاهرة 15 يونيو 2015 الساعة 02:57 م
• حميد سمبيج:
الممثل بدوره يندفع للإشتغال بعروض المونودراما لأنه جزء مهم من منظومة فريق العمل.
• خدوجة صبري:
متعتي بالمونودراما مختلفة تمامَا لما تحققه للفنان من تحدي قوي لنفسه.
• علي عليان:
ممثل المونودراما باحث. مثقف. موهوب فليس باستطاعة أي ممثل أن يتصدى لهذا النمط المسرحي.
• رشا فؤاد:
التضخم لم يصب إلا محدودي الموهبة، الذين نجحوا بالصدفة.
• شدو الجارحي
المونودراما ? تصيب الممثل إ? بالقلق خوفا أ? يكون قادرا على إمتاع جمهوره.
"المونودراما" فن من الفنون الدرامية وهو من الأشكال المسرح التجريبي التي تطورت واتسعت رقعتها خلال القرن العشرين والقائمة على ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار. يتم تعريف المونودراما على أنها " خطبة أو مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد. وهو المسئول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب عناصر المسرحية الأخرى، وفي بعض الأحيان يستعمل تعبير رديف هو عرض الشخص الواحد One Man Show، أو الـ solo play عند الألمان. والمونودراما بهذا المعنى تختلف عن المونولوج Monologue كما تشرحه الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica وهو " حديث مطول لشخصية مسرحية.
معنى ذلك أن مسئولية العرض كله تقع على عاتق شخص واحد، بما يؤكد أن قبول الممثل لخوض هذه التجربة مجازفة كبرى، ورغم ذلك فعدد ليس بقليل على مستوى العالم العربي يخوض هذه التجربة الصعبة، وهنا نتساءل لماذا يقبل الفنان هذا التحدي؟ وإذا وفق هل من الممكن يصيبه نوع من تضخم الذات؟
طرحنا هذه التساؤلات على عدد من نجوم التمثيل في الوطن العربي وكان هذا التحقيق........
المخرج الإماراتي حميد سمبيج يرى أن الممثل لا يختار المشاركة بل هي الفكرة والموضوع والشكل العام للعرض هو السبب المغري للفنان و يدفعه لتقديم هذا النوع من العروض المسرحية والممثل بدورة يندفع للاشتغال بعروض المونودراما بعد ذلك لأنه جزء مهم من منظومة فريق العمل للمسرحية و? شك أن الممثل يندفع للمشاركة لتقديم ذاته كمؤدي جدير بالانتباه من قبل الجمهور و الفنانين و النقاد و ?نستطيع أن نخفي أيضا ذاتية الفنان للتفرد و إبراز قدراته و لكن دور النص من خلال موضوع العرض و أيضا قراءة المخرج و تفسيراته و شكل العرض يحد وينبه الممثل لعدم الانحراف في إتجاه إبراز عضلات الممثل برغم أهمية وضوح قدراته التمثيلية و الأدائية حسب متطلبات العرض و ? شك هناك صراع دائما خفي بين المخرج و الممثل أثناء التدريبات للوصول إلى سوية الأداء المسرحي لصالح العرض المسرحي مما يؤدي إلى كبح تضخكم هذه الأنا الذاتية في أداء الممثل المسرحي و خصوصا عروض المونودراما، والممثل الواعي و المدرك يجب أن يكون مادة خام في يد المخرج و? بأس من الاستفادة من خبراته أثناء التمرينات على المسرحية بل من الأهمية الاستفادة من قراءته للمسرحية و تفسيراته وما يستجد من ابتكارات أثناء التدريبات ومن الطبيعي على الممثل أن ينوع في اشتغالاته بأعمال منوعة لأن الاشتغال لثلاثة أعمال مسرحية تقريبا خاصة بالمونودراما ستؤدي بطبيعة الحال صعوبة في تقبل هذا الممثل لدوره ودور الآخرين لتأثير العروض السابقة لخصوصيتها و أسلوبها الإخراجي في ظل هذا التطور العام والسريع و المذهل يجب على المخرج المسرحي أن يجتهد لإيجاد حلول مبتكرة لأدوات العرض المسرحي و بعد التطورات الحديثة أصبح المتفرج المسرحي أكثر وعيا وإدراكا لذلك في وجهة نظري الاشتغال في سينوغرافيا العرض و كذلك التركيز في طرح موضوعات أكثر جذبا وأن تكون جديدة آنية الطرح صادقة صادمة و الاشتغال عليها بقدر كبير من الإبداع .
الكتابة طبعا كتابة المسرحيات تتطور و باستمرار وعروض أو مسرحيات المونودراما وإن جاز التقريب هي قريبة أداء شخصية الحكواتي ومن ثم تطور الشكل إلى عرض مسرحي وهنا نلاحظ تطور كبير، كذلك لتطور الإنسان ومشاهداته و قراءاته، وهنا يواجه كتاب المونودراما تحديَا كبيرَا.
الممثلة الليبية "خدوجة صبري" تقول: لا شك أن خوض تجربة المونودراما يعتبر تحدي كبير للنفس أولاَ، فالفنان يحب أن يكون متألقَا ومتميزَا دائمَا، وممثل المونودراما يعلم جيدَا أنه ليس بممثل عادي فهو المسئول علي الخشبه في كل شيء ويعي تمامَا ماذا يريد ...؟ ، وبقدر صعوبته لكن هناك متعة في العرض ومهم جدا أن تكون حابب الفكرة حتى تشعر أنك متوحـد مع العرض، أنا أحببت جدا المونودراما، وكانت تجربتي الأولى من خلال عرض "منوبيه ليليه" تأليف وإخراج عبد الله الزروق اللبببي، والتجربة الثانية أعيش لحظاتها الآن علي المسارح العربية في مسرحية "حكاية طرابليسية" للمؤلـف الللبيي منصور أبو شناق وإخراج المصري جمال عبد الناصر أعيش مع ذلك الشخصيات بحب شديد فهو عمل اجتماعي طرابلسي ولكنه أيضا عربيا يحدث في أي زمان وأي مكان، حكاية البنت عندما تتأخر في سن الزواج، وعندما تفقد الأم ماذا يتبقى لها في الحياة، إنتاج فرقة ليبيا المستقلة، هذه التجربة أحببتها جدَا رغـم صعوبتها، والجميل أيضَا في المونودراما هو سهولة التنقل بها وعرضها في كل مكان، ولابد ألا نغفل أهمية الجهد الكبير الذي يبذله المخرج في المونودراما، فالمونودراما نوع خاص جدَا من الفنون وله مذاق خاص أيضَا، فمسيرتي الفنية ثلاثين عرضا مسرحيا، إلا أن متعتي بالمونودراما مختلفة تمامَا لما تحققه للفنان من تحدي قوي لنفسه، ومما شجع كثير من الفنانين على خوض هذه التجربة أن أصبح للمونودرامـا مهرجانات خاصة. ومشروعي القادم مونودراما أيضَا وهو "الكافير" لعبد الله الزروق.
الممثل الأردني "علي عليان" يقول: المونو دراما هي نوع من أنواع الفنون المسرحية وليس قصديَا بالمطلق أن يلجأ الممثل إلى هذا النمط المسرحي في تجسيد عرض مسرحي بتقمص شخصيات عدة أو بشخصية وحيدة تسرد موضوعة النص، وإنما مثل الأنماط المسرحية الأخرى هناك نوع من التجريب على الأشكال المتعددة للمسرح ومن ضمنها المونو دراما، والسؤال هو : ماذا سيقول النص؟ وماذا سيقدم المخرج من رؤيا حداثية جديدة ؟ وهل يستطيع الممثل أن يتقاطع مع السؤالين ويؤدي بمقدرة عالية ؟؟ أم أن المسألة مجرد استعراض عضلات بين أضلاع المثلث الثلاث: الكاتب، المخرج، الممثل ؟؟ وهل ينجح في ذلك أحد هذه الأضلاع أم يخفق أحدهما أم يخفق الثلاثة أم ينجحوا سويا ؟؟
جرت العادة أن نشاهد عروض المونودراما بتحفز وترقب شديدين خوفا من السقوط في هوة التكرار أو الضعف أو الاجترار أو التقريرية في سرد النص وبالمقابل قد تحدث المفاجأة ويكون العرض مبهرا بكل مقاييس الإبداع والتميز الخلاق باكتمال كافة عناصر العرض المونودرامي وهنا تكون المعادلة الأجمل لحالة التحفز الوجداني المسبق وهذا أيضا يتماهى مع نظرة المتلقي العادي أن يعي ويستوعب الحدث كما المتلقي المثقف أوالمشتغل بهذا المجال وإن تفاوت منطق التحليل والنقد لدى المستويين .
ومن هنا فإن معادلة المثلث ينبغي أن تكون متكاملة في عروض المونو لتحقيق الغايات المرجوة من هذا التناول، لكن المعادل الأهم في هذا الأسلوب هو الممثل الذي يوصل رسالة العرض وهنا ليس باستطاعة أي ممثل أن يتصدى لهذا النمط المسرحي فعروض المونو تحتاج إلى ممثل باحث ومثقف وواع وموهوب بالإضافة إلى أن يكون صاحب خبرة في المجال المسرحي عموما حتى يكون مقنعا ومتنوعا وقادرَ على إحداث الصدمة لدى المتلقي .
أما أن يكون هناك استسهال للمسألة من أجل تقديم عرض فقط لا يحتوي على أي عنصر من عناصر النجاح فهنا تكمن المعضلة في فريق العمل ( المثلث ) ويكون الغاية منه هو الاستعراض الفاشل لعضلات مسرحية لا يمتلكان مقومات أو مسوغات لتقديمها سوى الجهل وعدم المقدرة على الخلق والإبداع ، وقد يذهب رأي آخر أو مفهوم خاطئ لدى البعض أن نقدم مونو دراما بفريق قليل من أجل المشاركة في هذا المهرجان أو ذاك وهذا بالطبع عذر أقبح من ذنب ويذهب بفريقه إلى قائمة المدعين وإن كانوا لا يعوا ذلك ولا يهمهم الأمر، والمشكلة الكبرى في مسائل المجاملة حين فنسمع عبارات الإطراء والمديح والمجاملة في العلن أما في السر فهناك جلد حتى الممات وهذا سائد وبكثرة في أوساطنا الفنية العربية للأسف الشديد.
أما تضخم الذات فقد يصاب بها صاحب المثال الأخير حين يستسهل الأمر ويسمع الإطراء الكاذب بمجمله ويصدق نفسه على أنه صانع للمونودراما وربما يكرر التجربة مرات عدة دون وعي إلا باجترار عبارات الثناء ، أما أصحاب التجربة الراسخة فلا يلتفتون لعبارات المديح بقدر انتباههم للنقد الموضوعي والحديث عن عناصر الإخفاق من أجل تلاشيها في عروض أخرى تطويرا للحالة الإبداعية لا من أجل الجلوس في البرج العاجي ،وهنا لا بد من ذكر أمثلة راسخة في الوجدان من عروض المونودراما العربية والمشتغلين عليها مثل رفيق علي احمد في لبنان وزهيرة بن عمار وجعفر القاسمي في تونس وعبد العزيز الحداد في الكويت وعبد الله راشد في الإمارات العربية وأحمد أبو سلعوم في فلسطين ووفاء الحكيم في مصر وربما تطول القائمة العربية ولكن هؤلاء حقا يعي كل منهم ما يقدم ويمتلك أدواته جيدَا.
الممثلة المصرية "رشا فؤاد" تقول: من خلال المونودراما يستطيع الممثل أن يخرج الكثير من موهبته الغير مكتشفة، فإحساسه بالمسئولية ورغبته الشديدة في النجاح تجعله يبذل أقصى طاقته، كما أنه دخل في تحدي كبير من البداية منذ لحظة قبوله هذا الدور وهو يعلم جيدَا مدى صعوبته وحجم المسئولية التي يتحملها هو وحده أمام الجمهور، فحتى لو كان الخطأ من أي شخص آخر المخرج على سبيل المثال فالجمهور لا يرى غيره، كما أن نجاح الممثل في أداء المونودراما ينقله نقلة كبيرة جدَا. أما التضخم فلم يصب إلا محدودي الموهبة، الذين نجحوا بالصدفة.
الممثلة شدو الجارحي تقول: يلجأ الممثل للمونودراما عندما يعشق فكرة إظهار موهبته أكثر واستعراض هذه الموهبة يعطيه قدر من الإشباع الذاتي كما أنه يلجأ إليها إذا وجد من المونودراما ما يمسه أو يمس مواضيع يحب أن يطرحها على مجتمعه.
والمونودراما ? تصيب الممثل إ? بالقلق خوفا أ? يكون قادرا على إمتاع جمهوره أما تضخم الذات فلا علاقة له بالمونوداما فالشخص المتضخم الذات قد ? يكون ممثلا.