القاهرة 27 ابريل 2015 الساعة 01:48 م
كتبت : ميرفت عياد
الكتاب وسيلة للتعبير عن القيم وواسطة لنقل المعارف، ومستودعا للتراث غير المادي؛ ونافذة يستشرف منها العالم على التنوع الثقافي ووسيلة للحوار؛ ومصدر للثراء، وثمرة لجهود مبدعين يكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم.
من هنا يحتفل العالم بالذكرى العشرين لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف منذ أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" يوم 23 إبريل 1995 يوما عالميا للاحتفال بالكتاب حيث أقامت المنظمة بمقرها بباريس احتفالا عالميا للترويج للقراءة وتعزيز الجوانب الثقافية للكتاب ، ومنذ ذلك التاريخ بات ملايين الناس يحتفلون بهذا اليوم في أكثر من مائة بلد في إطار الجمعيات والمدارس والهيئات العامة والتجمعات المهنية والمؤسسات الخاصة ، ولاقت هذه المناسبة، منذ اعتمادها من قبل الجمعية العامة نجاحا كبيرا، إذ قام ملايين الأشخاص والمؤسسات والمتخصصون فى مجال الكتب بتنظيم أحداث أو المشاركة فيها كالاجتماعات وحفلات تسليم جوائز أدبية وإقامة حملات توقيع الكتب من قبل المؤلفين ومؤتمرات وحلقات عمل ومناقشات وعروض فنية، وذلك فى مختلف البلدان. وهكذا نظَمت عدة أنشطة فى مقر اليونسكو، تشمل مؤتمرا حول النشر الرقمى وحلقات عمل عديدة أخرى، للتعبير عن حبنا للكتب واشتراكه بطريقة تعليمية ومسلية
اللغة العربية على الإنترنت
كما عقد اليونسكو فى هذا اليوم اجتماع دولى يهدف إلى تطوير أدوات لغوية وبناء قدرات مؤسسية على المستوى الوطنى بشأن تعزيز اللغة العربية على شبكة الإنترنت وكذلك لصالح أصحاب المصلحة المتعددين. وجمع هذا الحدث الذى دام لمدة ثلاثة أيام، الخبراء والباحثين وصناع القرار وممثلى القطاعات المعنية بإدارة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات الذين يشتغلون فى هذا المجال، وذلك من أجل الاستفادة من مساعدتهم المهنية قبل المصادقة على الأداة اللغوية تحت عنوان "مسرد عربى للمصطلحات المتعلقة بإدارة الإنترنت"، الذى صاغه الشركاء للناطقين باللسان العربي، ومن المنتظر كذلك أن يقدم الخبراء توصيات واقعية لتطبيق هذه الأداة على المستويات الوطنية والإقليمية.
عاصمة عالمية للكتاب
وانبثقت من اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف مبادرة أخرى صادرة عن المنظمات المهنية وحظيت بدعم اليونسكو ومساندة الدول في عام 2000 ، وهى مبادرة العاصمة العالمية للكتاب. ففي كل سنة يقع الاختيارعلى مدينة تأخذ على عاتقها، عبر مجموعة من المبادرات والأنشطة، إدامة زخم الاحتفال باليوم العالمي حتى حلول ذكراه مجددا في السنة التالية. وقد اشتركت جميع مناطق العالم تقريبا، الواحدة تلو الأخرى، في هذه العملية التي حولت الاحتفال بهذه المناسبة إلى معين دائم الدفق، لكي تصل إشرافة الكتاب، جغرافيا وثقافيا، إلى أقصى مدى ممكن ، ووقع الاختيار هذا العام على مدينة إنشيون فى جمهورية كوريا الجنوبية لتكون عاصمة عالمية للكتاب لعام 2015 ،
أما العام الماضى فقد وقع الاختيار على مدينة بورت هاركورت النيجيرية لجودة برنامجها، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منه بالشباب و تأثيره في مجال الكتب والقراءة والكتابة والنشر، بما يخدم تحسين معدلات القراءة والكتابة في نيجيريا.
ونجح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف خلال هذه الفترة الطويلة في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافية، لصالح قضية الكتاب وحقوق المؤلف. فاتاحت لهم هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه ، ودراسة واستعراض الطرق المناسبة لنشر ثقافة الكلمات المطبوعة والسماح للجميع بالوصول إليها، وذلك من خلال برامج محو الأمية و الموارد التعليمية المفتوحة ودعم التوظيف فى مجال النشر وكذلك المكاتب ومحال بيع الكتب والمدارس.
مكافحة القرصنة
ويسلط الضوء فى اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف على أهمية مكافحة القرصنة للحفاظ على الإبداع. ويُعد المرصد، الذي دشن في يناير 2010، أداة مرجعية إلكترونية توفر معلومات مفصلة عن التدابير والسياسات العامة الوطنية لمكافحة القرصنة. وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي المرصد على معلومات مفيدة بشأن أفضل الممارسات، وبناء القدرات، وزيادة الوعي، والأخبار المتعلقة بأنشطة مكافحة القرصنة في جميع أنحاء العالم.
ومن الجدير بالذكر أن اختيار مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختيارً طبيعياً فقد أرادت فيه اليونسكو التعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء وخاصة أن فى 23 إبريل ذكرى ولادة أو وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل موريس درويون، وهالدور ك. لاكسنس، وفلاديمير نابوكوف، وجوزيب بْلا، ومانويل ميخيا فاييخو.