القاهرة 16 ابريل 2015 الساعة 01:04 م
كتبت : ميرفت عياد
تستعيد وزارة الآثار في الأسابيع القليلة القادمة قطعة أثرية تمثل جزء من أحد أعمدة معبد الملك تحتمس الرابع بالأقصر، والتي كانت قد خرجت بطرق غير شرعية إلي العاصمة الإنجليزية لندن في السنوات السابقة ، صرح بذلك د. ممدوح الدماطي وزارة الآثار.
أوضح د. الدماطي أن الوزارة ستتسلم هذه القطعة من سفارتنا بلندن بعد أن انتهينا من استكمال كافة إجراءات استعادتها إلي مصر بالتعاون مع الخارجية المصرية ، مؤكدا أن الوزارة تسعى بكل ما لديها من طاقات لرصد واستعادة كل قطعة أثرية يثبت خروجها بطرق غير مشروعة أيا كان حجمها أو مادة صنعها، حيث تجسد كل قطعة جزء من تاريخ وهوية هذا الشعب، لافتا إلي أن الوزارة تعمل بالتوازي على الصعيدين القانوني والدبلوماسي لاستعادة ما تم تهريبه من ممتلكاتنا الثقافية في السنوات الماضية كما تحرص في وقت نفسه على إيجاد حلول دولية أكثر فعالية للوقوف أمام أية محاولات للسرقة والتهريب والعبث بمورثنا الحضاري.
من جانبه قال على احمد مدير عام إدارة الآثار المستردة أن هذه القطعة كانت بحوزة مواطن بريطاني الجنسية أبدى رغبته في تسليمها إلي الحكومة المصرية قائلا بأنه لم يكن على دراية بأنها قطعة أثرية تم سرقتها في السنوات الماضية، وبعرض القطعة على لجنة من المختصين في مجال الآثار المصرية تبين أنها قطعة مسجلة ترجع إلي عصر الأسرة الثامنة عشر يظهر عليها نقش بارز للإله آمون رع، تم سرقتها من معبد الملك تحتمس الرابع بمنطقة معابد الكرنك، وأضاف انه بعد المباحثات التي دارت مع ملحقنا الثقافي المصري بلندن نجحت المساعي المصرية في إنهاء كافة إجراءات استعادة هذه القطعة حتى تم تسليمها إلي سفارتنا بلندن تمهيدا لإرسالها إلي الأراضي المصرية
ويعرف تحتمس الرابع بأنه ابن أمنحوتب الثاني والملكة تى-عا، وهو الملك الثامن في الأسرة الثامنة عشر، وقد حكم من الفترة 1401 إلى 1391 ق.م. وكان لأمنحتب الثاني خمسة أبناء يتسابقون لخلافة والدهم، حتى أدعى تحتمس الرابع أنه رأى الأله رع في نومه، وتفاصيل هذا الحلم أن أبو الهول تحدث إلى تحتمس وأخبره أنه إذا قام بإزالة الرمال المتراكمة على تمثاله وحافظ عليه مما يطمسه عن الأعين فإنه سيمنحه تاج مصر. وقد وجدت هذه الرؤيا مسجلة على لوحة وجدت بين يدي تمثال أبو الهول، وهذه اللوحة تعتبر دليل على أن تحتمس لم يكن الوريث الحقيقى لعرش مصر وأن أخوته كانوا عقبه في سبيل توليه العرش مما جعله يختلق قصة الرؤيا كنوع من التحايل للاستيلاء على العرش بدون حق شرعى، وقد أزال بالفعل الرمال عن أبو الهول وأقام حوله سورا بناه من اللبن.
وبعد تولى تحتمس الرابع الحكم قام بحملة على شمالي بلاد سوريا(نهرين) انتصر فيها وأخمد جميع الثورات التي قامت فيها وعاد من هذه الحملة بالغنائم الكثيرة، وعاد عن طريق لبنان التي أخذ منها كم هائل من أخشاب الأرز لبناء سفينة آمون المقدسة وذكرت قصة الأخشاب على مسلة توجد في روما. وشهدت علاقاته مع سوريا تغيرات كبيرة نتجت عن التحالف السلمى بين المصريين والميتانى والذي توج بالزواج الملكى بين تحتمس الرابع وابنة ارتاتاما الأول ملك ميتانى.كما قام بحملة ثانية على بلاد كوش بالنوبة حيث قامت ثورة في بلاد واوات، واستطاع هزيمة أعداءه وعاد بأسرى وأسلاب كثيرة.
بهو تحتمس الرابع بمعبد الكرنك.
قام تحتمس بإضافات لكثير من المعابد مثل معبد الكرنك حيث نقش مناظر أضيفت للبوابة الرابعة ونقش أيضا القرابين التي كان قدمها لآمون بعد عودته من حملته الأولى ببلاد آسيا، وعثر له على تماثيل في الكرنك كما قام بتشييد مسلة في معبد الكرنك كانت قد تم قطعها في عهد تحتمس الثالث وهى من الجرانيت الأحمر ويبلغ طولها حوالي 32 متر وتعتبر أطول مسلة في العالم، وعندما قام الرومان بغزو مصر في القرن لأول قبل الميلاد حملوها معهم إلى روما حيث توجد الآن في ميدان سانت بيتر في الفاتيكان.
وفقاً لبعض النصوص، فقد أمر الفرعون تحتمس الرابع، الذي حكم مصر بين عامي 1400 و1390 قبل الميلاد، ببناء الجدار بسبب حلم راوده خلال رحلة صيد. أجزاء من الجدار المدفون تحت الرمال على الناحيتين الجنوبية والشرقية للتمثال الهائل، كان علماء الآثار يعتقدون أن هناك جداراً واحداً فقط يقع على الناحية الشمالية للتمثال ويبلغ طول أحد الأجزاء المكتشفة، والذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، حوالي 86 متراً (282 قدماً) في حين أن الجزء الآخر يمتد من الشرق إلى الغرب ويبلغ طوله 46 متراً (151 قدماً)، ويبلغ ارتفاع الجدارين متراً واحداً أو ما يعادل ثلاثة أقدام. كما وجد في معبد دندرة آثار كتب عليها اسمه، وفى منف وفى الكاب وجد معبد صغير وفى الفيوم
استمر حكم تحتمس الرابع تسعة أعوام وثمانية أشهر توفى بعدها ودفن في مقبرته التي أعدها لنفسه في وادي الملوك وهى المقبرة رقم43 وقد اكتشفها ثيدور ديفيز في عام 1908 وقد تعرضت المقبرة للنهب ولكن وجدت فيها عدة قطع اثاث وعربة حربية وقد نقلت مومياؤه إلى المقبرة الملكية لأمنحتب الثاني المقبرة رقم 35 في عهد الفوضى التي حدثت في نهب قبور الملوك للبحث عن الكنوز واكتشفت مومياؤه بواسطة فيكتور لورت عام 1898.
وتدل مومياؤه على أنه توفى في حوالي الثلاثين ويعتقد أنه كان يعانى من مرض قد أدى إلى وفاته حيث كان جسده نحيل جدا