القاهرة 30 مارس 2015 الساعة 02:30 م
استضافت مكتبة الإسكندرية أمس على هامش فاعليات معرض الكتاب الدولي لدورته الحادية عشر الكاتب محمد المنسي قنديل في ندوة بعنوان "زمن الرواية ...أم زمن السرد" أدارها عبد الهادي شعلان.
وقال إن المنسي مواليد المحلة الكبرى، وأنه بالرغم من دراسته للطب إلا أنه حصل على جائزة الدولة عام 1988 وجائزة ساويرس في الأدب، أثرت مجلة العربي في حياة المنسي فكانت أبرز كتاباته بها "شعاع من التاريخ" كمقالة جعلت من لا يحب التاريخ يعيشه بروحه.
تحدث المنسي عن تجاربه الكتابية بوصفها جزء من تجارب الوطن فهو "الكاتب ذو النزوات" على حد قوله فكثرت نزواته الكتابية وتنوعت، لكن تبقي رواية "إنكسار الروح" والتي يعتبرها جزء من سيرته الذاتية، فبطل هذه الرواية درس الطب بجامعة المنصورة مثله، فعمل على الدمج بين المحلة كمسقط رأسه والمنصورة من حيث العمل، الحب والدراسة.
ذكر أيضاً "عشاء في رفقة عائشه" وهي مجموعة قصصية كتبها في الفنادق والمطارات في مدة الترانزيت وتعد هذه المجموعة التي لم تأخذ حقها تجربة فريدة في السرد العربي، وعن رحلته في وسط آسيا فوجد أن أهل تلك البلاد أعادوا أكتشاف أنفسهم من فننا المصري فكثيرا ماكان يتجول في الشوارع ويجد التلفاز في المقاهي يعرض الفوازير والأفلام العربية، كما كان من المقرر إتمام عمل أدبي يروي قصة كل خِتم في جواز السفر الذي يحمله ولكن بعد كتابة بعض من هذا العمل لم يعثر عليه وحاول إعادة كتابته لكن دون جدوي، كما تناول رواية "تائه في البر الغربي" التي حاول فيها أن يعييد المصريين إلي تاريخهم وفيها تعرف المصريين على تاريخهم وأصبحوا فخوريين بما حققوه حيث كانت الرواية إنعكاس لرؤية الغرب عن واقع التاريخ المصري.
وتحدث عن رواية "أنا عشقت"، مبينًا أنه اتخذ اسمها من شعر سيد درويش الذي يحمل نفس الأسم، لكن هناك اختلاف في المضمون حيث إنه كتبها أثناء حالة الجمود الفكري والأدبي التي سادت مصر فيما مضي فبطلها فلاح يواجه القاهرة بكل تعقيداتها وتناقداتها محاولا أن يجتاز صعوبات مافيها محافظاً علي براءته، ولكن تعطل في كتابتها بسبب أحداث الثورة وركز في الكتابات التي توثق تاريخ الثورة بأمانة ثم أتم "أنا عشقت" بنهاية متشائمة لأن الحالة العامة للبلاد كانت قد سيطرت عليه.
وأشار إلى أن مصر بأكملها هي حالة لا يقدر الكاتب أن يتخلص من أسرها أو يتركها، فالكاتب كائن هش يستخدم كلمات هشة في شكلها فعالة في مضمونها، كما أن الكاتب يجب أن ينحت لنفسه أسلوب وخصوصية مما يعطيه مساحة لأكتشاف الكلمات وخوض التجارب الكتابية التي لا تنتهي حد الكتب المرصوصة فوق الأرفف، فيترك العنان لخياله في حركة الشخصيات بالرواية ويترك الشخصية تفرض مسارها على الكتابة فهذا أفضل من تقييد الشخصية بالكتابة قائلا "لولا الخيال البني آدم يطق يموت".
وعن روايته الأخيرة "كتيبة سوداء"، أوضح أنها تتحدث عن فترة منسية في التاريخ المصري لعل ذلك لنقص مصادرها وضعف توثيق حدثها تاريخيا فتدور أحداثها في فترة الثلاثينيات وقصة نابليون وزوجته أوجوني فعندما تفاقمت الأزمة السياسية أستعانوا بالجنود ولكن الجنود ذوات البشرة البيضاء لم يحتملوا جو المنطقة فأستعانوا بالكتيبة السودانية سمراء اللون من مصر، ولم يذكر التاريخ هذه الحادثة سوي في سطرين رغم أهميتها وضرورة الإشادة بدور هؤلاء الجنود.
واسترجع بعض من ذكرياته المتمثله في تشجيع والده له فكان "نساجاً" ولديه ورشة لنسج السجاجيد "بالنول" وبظهور مصانع الغزل والنسيج وإستخدام الآلات الحديثة إنصرف العاملين مع والده إلي العمل في تلك المصانع، فطلب منه أن يقرأ له الروايات ويجلس معه وكان دائما يذكره بطفولته حيث يقول له "طب العيل ناخد منه لعبه، إنما أنت ناخد منك أيه الورقة والقلم"، حتي تشكلت شخصيته وأصبح كاتباً ويجالس محفوظ على المقهي فقال له ذات مرة "حاولوا توسعوا فرشة الرواية وإخلقوا جغرافيا جديده للرواية".