القاهرة 30 مارس 2015 الساعة 11:33 ص
هاتفنى الصديق أحمد كمالى صاحب ورئيس تحرير مجلة: أيام مصرية. مبكراً ومشكوراً كعادته. ينبهنى لخبر منشور فى صفحة الحوادث بالأهرام حول سرقة مخطوطات نجيب محفوظ. كان الأهرام فى يدى.
فتحته على صفحة الحوادث. ولفت نظرى أن كاتب الخبر: محمد الشاذلى. ولا أعرف هل هو صديقنا الذى أعاد الحياة لمركز الأهرام للترجمة والنشر، وصاحب رواية: عشرة طاولة؟ أم أن الأسماء تشابهت؟. وإن كان هو محمد الشاذلى. ألم يكن الأمر يستلزم معالجة أخرى غير الاكتفاء بخبر؟ عموماً شكراً له وللأهرام. لأننا عرفنا سرقة نجيب محفوظ. العنوان: 22 أبريل محاكمة المتهمين بسرقة مخطوطات نجيب محفوظ.
أما نص الخبر: قررت محكمة القاهرة الاقتصادية حجز أولى جلسات واقعة سرقة 8 مخطوطات نادرة وغير مسجلة بالهيئة العامة لدار الكتب مملوكة للأديب الراحل نجيب محفوظ وبيعها فى مزاد علنى ببريطانيا دون علم دار الكتب والوثائق القومية لجلسة 22 أبريل للنطق بالحكم.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار مصطفى أبوالدهب، وعضوية المستشارين محمود صبرى وأحمد عبد المحسن، وأمانة سر إبراهيم أبو السعود. وقالت النيابة العامة إن المتهمة زوجة أحد أقرباء الكاتب الراحل قامت ببيع 8 مخطوطات نادرة للكاتب الراحل للمتهمة الثانية، أمريكية الجنسية، صاحبة إحدى المكتبات بالولايات المتحدة الامريكية.
اتصلت بابنتى نجيب محفوظ: فاتن وهدى. كانتا مشغولتين ولم تردا. فتواصلت مع محامى نجيب محفوظ: السيد عمار، قال لى إن فاتن وهدى ستكونان فى مكتبه فى الخامسة بعد الظهر. وعرفت منه فصول الحكاية. وأهم ما قاله لى أن من سرقت المخطوطات وباعتها ليست قريبة نجيب محفوظ. ولكنها تمت بصلة قرابة لابن شقيقته محمود الكردى.
لست فى حاجة للقول أن جلسة 22 أبريل يجب أن نذهب إليها جميعاً. كل من قرأ لنجيب محفوظ ومن عرفه ومن تردد عليه. واستفاد منه. فهذا حق الرجل علينا. صحيح ليس لدينا الحق فى التدخل فى القضية. ولكن الهدف معنوى صرف. لكى يدرك القاضى أن القضية الماثلة أمامه ليست قضية رأى عام فقط. ولكنها قضية مصر ودورها الثقافى وضميرها وحاضرها ومستقبلها.
وأتمنى من اتحاد الكتاب أن يكون هناك. وأن يحاول التدخل فى القضية رسمياً. ليس باعتبار نجيب محفوظ كان عضواً فى الاتحاد. ولكن باعتباره نجيب محفوظ وكفى. فنحن نُسرق آناء الليل وأطراف النهار دون أن يتمكن أى كاتب من إثبات ما يتعرض له من نهب وسرقة. ولكننا الآن أمام واقعة ثابتة الأركان. منظورة أمام القضاء. يجب أن نجعل منها وقفة مع نجيب محفوظ. نعتذر له عن إهمالنا له الذى يصل لحدود الجريمة. ونثبت حقه الذى يُعد إثباتاً لحقوقنا نحن الكُتاب والأدباء.
ولأن الأمر معروض على القضاء. فلا مجال لدىّ لممارسة حرية الكتابة. لا بد أن ألتزم بما جاء فى الأوراق وحكاه لى المحامى السيد عمار، الذى يعتبر أن ما يخص نجيب محفوظ رسالة ودورا أكثر من كونها وظيفة.
أعود لوقائع القضية:
تخلص الواقعة من مطالعة سائر ما طوته أوراقها فيما ورد بكتاب دار الكتب والوثائق القومية رقم 83 المؤرخ 5/1/2012 برسم السيد المستشار النائب العام، ملتمساً مباشرة التحقيقات واتخاذ اللازم قانوناً فى ضوء ما جاء بصحيفة الوسط البحرينية بعددها الرقيم 3397 المنشور صباح يوم 26/12/2011 حول عرض مخطوطات غير منشورة للأديب المصرى/ نجيب محفوظ للبيع بدار مزادات بريطانية، ولم يتم الإبلاغ عن هذه المخطوطات من حائزها إلى الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية وهو ما يلزمه به القانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن حماية المخطوطات، وهذه المخطوطات على النحو التالى:
- المجموعة الأولى: مخطوطة بعنوان «قصة عن السودان» وهى رواية غير مكتملة ولم يتم نشرها من قبل وتضم قائمة بأسماء شخصيات عدة مثل فاطمة وخديجة وزينب، ويتضح من المخطوطة تركيز المؤلف على شخصية فاطمة التى يحاول من خلالها أن يقدم التاريخ المصرى وهى عبارة عن مائة صفحة وتعود إلى الفترة ما بين أربعينيات ومطلع خمسينيات القرن الماضى.
- المجموعة الثانية: وتضم مخطوطة بعنوان «تاريخ الفلسفة الإسلامية ونصوصها» ويقارن فيها المؤلف بين التقاليد العربية، ويحلل أبرز أعمال كبار الفلاسفة مثل ابن سينا، كما تشتمل المخطوطة على بعض الحواشى والتعليقات الموجودة بجانب الصفحات، وتقع المخطوطة فى 85 ورقة تحتوى على ملاحظات مسجلة باللغة الإنجليزية بالقلم الرصاص.
- المجموعة الثالثة: وتضم أربع قصص قصيرة وهى «الرجل القوى» وتقع فى أربع صفحات، «الزفة الميرى» وتقع فى ثلاث صفحات، «العود والنرجيلة» وتقع فى صفحتين، «حديقة الورود» وتقع فى ثلاث صفحات.
- المجموعة الرابعة: وتضم ثلاث قصص وهى «البحث عن روح» وتقع فى سبع صفحات ويعود كتابتها إلى عام 1937، قصة بدون عنوان عن نشأة طفل وتقع فى ستة وثلاثين صفحة، وأخرى عن محام وسيدة تقع فى ست عشرة صفحة.
- المجموعة الخامسة: وتحمل عنوان «أحلام فترة النقاهة» وتتكون من ثلاثين قصة تروى كل منها حلماً خاصاً وهى أول عمل للكاتب المصرى/ نجيب محفوظ بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1994.
- المجموعة السادسة: وتحمل عنوان «الأغانى» وهى عبارة عن مقاطع من أغانٍ مصرية مشهورة، وكتبها أيضاً بعد عام 1994.
- المجموعة السابعة: وتحمل عنوان «الأساليب» وتتألف من مقال تمت كتابته عام 1929 عن فن كتابة المقال، ومقال عن كيفية تقبل الناس للقانون الطبيعى تقع فى صفحتين، ومقال بعنوان «حكمة الموت» وهى صورة لقصة مطبوعة من ست صفحات مرفقاً بها رسالة من إحدى دور النشر الفرنسية تفيد دفع حقوق التأليف الخاصة به وتعود إلى عام 1959.
- المجموعة الثامنة: وتتضمن 117 صورة ملونة يظهر فيها الروائى المصرى/ نجيب محفوظ مع أصدقائه ومن بينهم الروائى المصرى/ جمال الغيطانى والروائى السودانى الراحل/ الطيب صالح، بالإضافة إلى بعض الصور الخاصة به فى المستشفى عقب محاولة اغتياله وبعض الصور التى تعود إلى تسعينيات القرن الماضى وعشر صور مع عائلته وخمس صور مأخوذة من صحف مختلفة.
سأحتفظ بحقى فى تصويب ما سبق. وأقول:
نكمل الأسبوع القادم