القاهرة 23 مارس 2015 الساعة 02:26 م
كتب : حسام ابراهيم
ثمة حاجة لقراءة ثقافية عربية متعمقة في دلالات نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
التي تؤكد ضمنا تصاعد الثقافة الصهيونية المتعصبة فيما توفر هذه الثقافة العدوانية
حاضنة لتنامي التطرف في المنطقة ككل وتمنح ذرائع لجماعات الارهاب التي تهدد
الأمن القومي العربي.
فبعد هذه الانتخابات البرلمانية باتت فرص كتلة الليكود اليمينية لتشكيل حكومة جديدة
أكبر من منافسي هذه الكتلة والمتحالفين معها , بينما تتراجع فرص الاتحاد الصهيوني
بزعامة اسحاق هيرتزوج رئيس حزب العمل وكذلك تسيبي ليفني وزيرة العدل الاسرائيلية
السابقة والتي أقالها بنيامين نتنياهو من حكومته.
وهكذا فإن إسرائيل تتجه نحو ثقافة أكثر تشددا وعدوانية وإقحاما للدين في السياسة كما
تعبر عنها أفكار أحزاب مثل "إسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي" و"شاس" و"التوراه"
وبكل ماتعنيه هذه الثقافة اليمينية العدوانية من انعكاسات على امن منطقة الشرق
الأوسط واستقرارها مع الاستمرار في المد الاستيطاني وإسقاط اي التزامات باقامة دولة
فلسطينية.
وكانت مصر قد حثت على سرعة استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني
, وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة تتوقع من اي
حكومة إسرائيلية جديدة الانخراط مباشرة في العملية السياسية بما يؤدي لاستئناف المفاوضات
بشكل سريع وبناء.
وبلا جدال فإن ما يحدث في إسرائيل من تصاعد لثقافة يمينية عدوانية يتطلب إعلاء ثقافة
الاصطفاف العربي ودعم التضامن بين مكونات الجسد العربي فيما تستعد مدينة شرم الشيخ
لاستضافة القمة العربية التي ستعقد في أواخر شهر مارس الجاري.
وخلال اجتماعه امس الأول "السبت" مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل
العربي لبحث ترتيبات عقد القمة العربية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية
إعلاء قيمة التضامن العربي وتعزيز العمل العربي المشترك والحرص على وحدة الصف,
مشيرا إلى خطر الإرهاب الذي يحدق بالعديد من دول المنطقة العربية في الوقت الراهن.
وفيما يتزامن بدء القمة العربية يوم الأحد المقبل مع الذكرى السبعين لتأسيس جامعة
الدول العربية , فلعل هذه الجامعة مدعوة الآن - وهي بصدد تحولات وإعادة للنظر في
ميثاقها - لدور ثقافي اكبر ومقاومة ثقافية اكثر فاعلية للثقافة الصهيونية المتشددة
بتجلياتها الاحتلالية وعمليات القولبة العقائدية المتعصبة ضد العرب.
وقد تدعو الضرورة لقيام جامعة الدول العربية ببحث سبل تشجيع اتجاهات وتيارات داخل
إسرائيل مناوئة للثقافة الصهيونية المتطرفة فضلا عن اقامة جسور حقيقية من التواصل
البناء مع قوى وتيارات غربية في اوروبا والولايات المتحدة ترى ان تصاعد الثقافة
الصهيونية المتطرفة يشكل تهديدا للسلام في العالم ككل.
وهذه الثقافة المتطرفة تدفع في اتجاه إعلان إسرائيل كدولة لليهود وحدهم وإقصاء اي
مكون عربي من هوية هذه الدولة باعتبارها باتت "الدولة القومية للشعب اليهودي" وتجسد
القيم والمعتقدات الدينية اليهودية وبما يتضمنه ذلك من "فرض للرؤية اليهودية لتاريخ
المنطقة".
وفي المقابل فان هناك تيارات سواء داخل إسرائيل او بين اليهود في العالم ترى ان هناك
حاجة للتخلص من سطوة "ثقافة الجيتو اليهودي" والتحرر من قيود الماضي الانعزالي
من اجل الاندماج مع بقية البشر ولصالح اليهود انفسهم.
وعلى سبيل المثال فان "حركة المؤرخين الجدد" في إسرائيل ومن إعلامها المؤرخ بني موريس
تطالب "بحل انساني للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني" وهي حركة مناوئة لما يعرف
بأفكار "الصهيونية الجديدة" كما تعبر عنها ليمور ليفانت وزيرة التعليم السابقة في
حكومة بنيامين نتنياهو والتي تنزع نحو إنكار وجود الفلسطينيين معيدة للأذهان ما
قالته جولدا مائير رئيسة الحكومة الاسرائيلية عندما تساءلت في بدايات سبعينيات القرن
الماضي عما اذا كان هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني ?!.
ورغم تصاعد واضح في الثقافة الصهيونية المتعصبة والعدوانية فان للمثقف المصري والعربي
أن يدرك أن الحكمة الإنسانية ستنتصر والأهداف النبيلة لابد وان تتحقق يوما ما
في منطقة عانت طويلا من الظلم والخيارات المشوهة والأيديولوجيات المتطرفة حتى بلغت
الحيرة مداها واستبدت الفوضى في الإقليم.
ولكن هناك ما يدعو بالحاح لرصد دقيق وقراءة متعمقة في الصهيونية كثقافة احتلالية وعقيدة
استيطانية وأيديولوجية للدولة العبرية تمر بمتغيرات بقدر ما تواجه تحديات وتفرز
ظواهر وظواهر مضادة حتى بات السؤال يتردد اليوم :"الصهيونية الى اين"?!.
ومن الأهمية بمكان قراءة الصهيونية في سياق عالمي يتفق كثير من المحللين على انه يمر
بلحظات تحول من نظام قديم يسقط لنظام جديد لم تتضح بعد كل ملامحه في عالم ملييء
بالمتغيرات وقد لا تنفرد الولايات المتحدة بقيادته المستقبلية
واذا كان مفكر سياسي مصري مثل الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة
قد وضع يوما ما طروحات بشأن إمكانية حل الصراع العربي - الإسرائيلي عبر تفريغ إسرائيل
من أيديولوجيتها الصهيونية فان السفير السابق والكاتب والمثقف المصري معصوم
مرزوق قد أبدي ايضا اهتماما بهذه القضية وان اجتهد الآن بصورة مختلفة مع اختلاف
المشهد وتوالي المتغيرات.
وفيما يرى معصوم مرزوق أن الممارسات العنصرية لإسرائيل تشكل مع الفقر والتخلف الجذور
الحقيقية لظاهرة الإرهاب فانه قال ان "إسرائيل اليوم غير قادرة بنفسها على التخلي
عن رسالتها او تعديلها لأن القوى الصهيونية التي انشأتها قد حبستها في هذا الطريق
الذي هو طريق الصهيونية" كما إن قادة إسرائيل لا يريدون ذلك لأنهم هم انفسهم
كانوا أعضاء في الحركة الصهيونية.
وبالتالي - كما يقول مرزوق - فان اي مبادرة يجب ان تواجه وتعدل بشكل حاسم ما يسمى
"مهمة اسرائيل الصهيونية" وهذه المبادرة لا يمكن ان تنبع من داخل إسرائيل وإنما من
خارجها كوسيلة لتفادي حرب كبيرة او حتى حرب عالمية يحتمل ان تستخدم فيها اسلحة
الدمار الشامل.
ومن المنظور التاريخي وفي ضوء التراث النضالي لكل حركات المقاومة والتحرر الوطني في
العالم فان الشعب الفلسطيني كان يحق له الشروع في المقاومة منذ أن بدأت الصهيونية
في تنفيذ الموجة الأولى لهجرتها المنظمة الى فلسطين عام 1882 منذرة بخطر الاستعمار
الاستيطاني في ارض عربية وهو نوع من الاستعمار يختلف نوعيا عما تعرض له اغلب
الوطن العربي من احتلال اجنبي.
وغني عن البيان أن هذا الاحتلال الصهيوني الاستيطاني في موجاته المتتالية ومستجداته
المفاجئة يستدعي حركة مقاومة على أعلى مستوى من الوعي النضالي وامتلاك البوصلة
التي توجه المقاومة في الاتجاه الصحيح لتحرير الأرض الفلسطينية من أقسى انواع الاستعمار
دون السقوط في مستنقع الانقسام او الوقوع في خطيئة التدخل في الشؤون الداخلية
لدول عربية من بينها من قدم شعبها أغلى التضحيات وجاد بالأرواح من اجل قضية فلسطين.
وواقع الحال أن محللين أمريكيين من بينهم ناثان ثرال المتخصص في قضايا منطقة الشرق
الاوسط يتفقون على أن التطورات في المنطقة تثبت ان الوقت قد حان للتعامل بجدية مع
عملية السلام ودفعها للأمام.
واذا كان الاستيطان اليهودي يدخل في صميم الأيديولوجية الصهيونية بأبعادها الأسطورية
فان ناثان ثرال الذي يتخذ من القدس مقرا له قد رصد تململا واضحا وانتقادات غير
خفية في مؤسسات وأوساط أمريكية هامة حيال الأنشطة الاستيطانية فيما تشمل هذه المؤسسات
والأوساط البيت الأبيض وأجهزة الأمن القومي وهيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز.
وتتوالى الأنباء حول عزم السلطات الإسرائيلية تنفيذ مشاريع استيطانية جديدة وخاصة
في القدس الشرقية المحتلة فيما تحدث رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو عن "تغيرات
جوهرية " تشهدها منطقة الشرق الأوسط متمسكا بضرورة "اعتراف الفلسطينيين بالهوية
اليهودية لدولة إسرائيل".
ويكشف استمرار الممارسات الاستيطانية عن عدم تخلي الصهيونية عن مقولتها الفجة والتلفيقية
التي زعمت ان "فلسطين ارض بلا شعب" وان لليهود حقهم التاريخي في هذه الأرض
فيما تتجه حكومة بنيامين نتنياهو بوضوح نحو تبني ما يعرف "بالصهيونية الجديدة" كنسخة
اكثر يمينية وعدوانية استيطانية من الصهيونية الكلاسيكية بمفاهيمها التقليدية.
وباديء ذي بدء لا حاجة للتأكيد من جديد على أن العرب هم مثل اليهود من الساميين ,
كما انه غني عن البيان ان الديانة اليهودية هي ديانة سماوية تحظى بكل الاحترام اما
الصهيونية فهي حركة سياسية عانى العرب من أفكارها وممارساتها بل انها في قلب المظلومية
التاريخية التي تعرض لها شعب بأكمله هو الشعب الفلسطيني.
ومن هنا يقول معصوم مرزوق إن الشعوب العربية ترى اسرائيل "كعميل للقومية الصهيونية
التي ارتكبت في حقهم العديد من المظالم" مؤكدا على أن العرب لا يعادون اليهود كأفراد
او اليهودية كدين وانما الإشكالية تبقى في الطابع العدواني للصهيونية وهو موضوع
حظى من قبل باهتمام قلة من المثقفين المصريين مثل الراحل الدكتور عبد الوهاب
المسيري فضلا عن الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني .
ومن نافلة القول إن حرب اكتوبر شجعت تيارات داخل إسرائيل تدعو للسلام بعد أن أدركت
مدى ما يمكن أن يتسبب فيه التطرف الصهيوني من خسائر فادحة للإسرائيليين , وبعد أن
أسقطت هذه الحرب المجيدة عمليا نظرية الأمن الإسرائيلية التي تقوم على التوسع واحتلال
اكبر قدر ممكن من الأرض العربية.
وفي هذا السياق ايضا فان ثمة حاجة ثقافية فلسطينية وعربية لملاحظة ظواهر داخل المجتمع
الإسرائيلي قد تساعد في تفكيك الصهيونية كايديولوجية خطرة على اليهود انفسهم
بقدر خطورتها على المنطقة والعالم ككل ومن بين هذه الظواهر ما يعرف بظاهرة المؤرخين
اليهود الجدد.
وهذه الظاهرة التي تستنكرها الصهيونية تعيد قراءة التاريخ بصورة اكثر إنصافا عبر مثقفين
إسرائيليين مثل الأكاديمي ايلان بابيه صاحب كتاب "الفلسطينيون المنسيون" والذي
يجهر بحق العودة للفلسطينيين فضلا عن حقهم المشروع في المقاومة ما دامت أراضيهم
محتلة.
ويعتبر مثقفون يهود عن حق أن الصهيونية كايديولوجية قومية استيطانية منغلقة تهدد الاستنارة
وتخاصم الليبرالية بمعناها الحقيقي كما أنها لا يمكن ان تنتصر للعقل وهي
تعلي من أفكار التفوق العرقي وفلسفات القوة الغاشمة.
ويبدو التاريخ ميدانا للمواجهة بين ظاهرة المؤرخين اليهود الجدد والصهيونية الجديدة
التي تفرض حضورها الايديولوجي في مناهج التعليم داخل إسرائيل لتنكر تماما اي وجود
تاريخي وحقيقي للشعب الفلسطيني فيما يمكن تلمس بذور هذا الاتجاه الصهيوني الجديد
في المقولة التي أطلقتها رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير في مطلع سبعينيات
القرن الماضي وتضمنت سؤالا استنكاريا عما اذا كان هناك شعب يدعى بالشعب الفلسطيني!.
وفي ضوء انتماء جولدا مائير لحزب العمل الذي يحلو له التشدق بمقولات اشتراكية وارتداء
زي اليسار يمكن القول بأن الصهيونية الجديدة تجمع كما جمعت الصهيونية القديمة
ما بين من ينسبون انفسهم لليسار او لليمين او يتوزعون ما بين حزب العمل وكتلة الليكود.
وفي المقابل , فإن ظاهرة المؤرخين الجدد التي تتحول الى تيار ثقافي يضم أسماء عديدة
لمثقفين في إسرائيل مثل ميشيل مزراحي و ثيودور كاتز وبينى موريس وشلومو ساند لها
تجلياتها في الطروحات التاريخية والإبداعات الشعرية والروائية وكلها مضادة للصهيونية
وداعية "لحل انساني ومنصف للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني" وقد تشكل مع تناميها
سببا من أسباب مراجعة حقيقية في الغرب وخاصة الولايات المتحدة للسياسات المؤيدة
لإسرائيل بصورة مطلقة وان كان لا يمكن واقعيا افتراض ان تؤدي في المدى القريب
لتخلي الغرب عن هذه السياسات بصورة جذرية.
ويقول المحلل الأمريكي ناثان ثرال في طرح بدورية "نيويورك ريفيو اوف بوكس" إن هناك
قناعة داخل تيار يتبلور في السياسة الخارجية الأمريكية ويدعو من منطلق نقد الذات
لمراجعة العلاقات مع إسرائيل بأنه "في غياب اي ضغط أمريكي على الإسرائيليين فانهم
سيفضلون استمرار الوضع القائم".
واذا كان هذا التيار كما أوضح ثرال يضم شخصيات أمريكية نافذة ومن بينها الرئيس باراك
اوباما ذاته وهو ملتزم بالحفاظ على امن إسرائيل رغم ملاحظاته النقدية والمنتقدة
أحيانا لسياساتها فقد ذهب معصوم مرزوق الى أن الدول التي تدعم إسرائيل وفي مقدمتها
الولايات المتحدة لا يزال بيدها مفتاح السلام لأنها هي التي تملك التأثير على
سلوكها بوسائل لاتصل الى حد الحرب.
وهذا التأثير كبير لأن وجود إسرائيل نفسها - كما يؤكد مرزوق - لا يزال معتمدا على
دعم هذه الدول التي يمكنها ممارسة هذا التأثير من خلال ربط دعمها المستقبلي بآداء
إسرائيل في أفعال محددة مطلوبة لإنهاء الصراع بشكل يشبه موقف المجتمع الدولي من
نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
وتابع مرزوق ليقول إن افضل من يتخذ مبادرة تقود الى هذا الهدف هو الولايات المتحدة
الأمريكية لأنها الدولة التي تعتمد عليها اسرائيل في وجودها ونقطة البداية في هذا
الاتجاه قد تكون من خلال إيضاح أمريكا لموقفها فيما يتعلق بمفهوم "قومية الشعب
اليهودي" بما يتضمنه ذلك من معان تتعلق بالولاء المزدوج والجنسية المزدوجة والإعفاء
من ضرائب الدخل على الأموال التي تجمع في امريكا من اجل إسرائيل لتستخدم في انشطتها
السياسية والعسكرية في اطار المفهوم الصهيوني.
في هذا السياق يمكن توقع التعاون من الشعب العربي عندما يقتنع - على حد قول معصوم
مرزوق - بأن هذا الاتجاه لحل الصراع مؤسس على النوايا الحسنة اما فيما يتعلق باسرائيل
فهو يتوقع انها لن توافق على هذا المدخل على الأقل في المرحلة الأولية لأنه
يتضمن فكرة تفكيك الصهيونية اليهودية وهي أساس نشأتها.
غير أن معصوم مرزوق الذي تولى من قبل منصب رئيس تحرير مجلة الدبلوماسي التي تصدر عن
وزارة الخارجية المصرية اعتبر انه من الضروري أن يكون هناك استعداد للمجتمع الدولي
لفرض إجراءات ضد إسرائيل وقال :"المطلوب هو جهد محدد بشكل جيد تقوده الولايات
المتحدة الأمريكية لأن إغفال خطورة الوضع الحالي قد يؤدي الى مخاطر هائلة على العالم
ولا يمكن لأحد أن يتصور ان تستمر معاناة الشعب الفلسطيني بلا نهاية".
بطابع الحال هذه الرؤية تتطلب نوعا من الاصطفاف العربي بما يحفز او يضغط على الولايات
المتحدة لممارسة ضغوط على إسرائيل غير أن المشهد العربي الراهن والمثخن بالجراح
والتهديدات الوجودية للكيانات الوطنية لا يبدو مواتيا لمثل هذه الرؤية وبالتأكيد
فهو يختلف عما كان عليه اثناء حرب السادس من اكتوبر.
والثقافة الصهيونية يهمها كثيرا "آلا يتعانق الهلال مع الصليب" في كل دول المنطقة
ويسعدها اشتعال الفتن الطائفية والمذهبية كبرهان على فشل نموذج الدولة القومية الحديثة
في العالم العربي والترويج لهندسة سياسية جديدة تقسم هذا العالم على أسس طائفية
ومذهبية بزعم انها اكثر واقعية وادعى للاستقرار.
وقد تذهب النفوس حسرات على ماحل ببلدين عربيين كانا في مقدمة الدول العربية الداعمة
عسكريا لمصر وسوريا في حرب أكتوبر وهما العراق وليبيا ناهيك عما يحدث الآن على
التراب السوري ذاته فيما يبدو الفكر الاستراتيجي العربي مدعوا لمزيد من الاستبصار
والتحليل حول قضية "توظيف التطرف بسبل مختلفة ومعقدة لصالح اعداء الأمة".
فتحية إكبار لكل من يتصدى لهذا المخطط العدواني..تحية لمن يواجه ثقافة عدوانية احتلالية
وينتصر للسلام العادل .