القاهرة 17 مارس 2015 الساعة 01:30 م
تمر غدا الاربعاء الذكرى الخمسين على رحيل آخر ملوك المملكة
المصرية , واخر من حكم مصر من الاسرة العلوية , الملك فاروق الذى توفى فى
18 مارس 1965 عن عمر يناهز 45 عاما , والذى استمر حكمه 16 عاما , وعقب ثورة
يوليو 1952 , اجبر على التنازل عن العرش لابنه الطفل احمد فؤاد , الذى ما لبث ان
خلع فى 18 يونيو 1953 وتحولت مصر من ملكية الى جمهورية.
وقال الباحث الاثرى ولاء الدين بدوى رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومى
للحضارة - فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم - إن عصر الملك فاروق
كان به الكثير من الانجازات والاخفاقات خلال فترة حكمه التى امتدت ل 16 عاما و
التى يمكن وصفها بالفترة الصعبة على الملك الشاب وعلى مصر ايضا , مشيرا الى الكلمة
الشهيرة التى قالها فاروق للواء محمد نجيب (ليس من السهل حكم بلد كمصر ) وهى
الكلمات التى اثبتتها الايام حتى الان .
واضاف انه طوال حكم فاروق , الذى جلس على عرش مصر فى 6 مايو 1936 , تشكلت 24 وزارة
على مصر فى دلالة واضحة على صعوبة المرحلة والحراك السياسى القوى فى البلاد آنذاك
, مشيرا الى انتهاء حكم الملك الشاب بحركة الضباط الاحرار ونهاية الحكم الملكى
على مصر حيث ارغم على التنازل عن العرش لابنه الطفل احمد فؤاد والذى كان عمره
حينها 6 اشهر.
وتابع ولاء الدين بدوي انه فى السادسة من مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك مصر على
ظهر اليخت الملكى " المحروسة " , ولسخرية القدر هو نفس اليخت الذى غادر به جده
الخديوى اسماعيل عند عزله عن الحكم , موضحا ان فاروق طالب بأن يحافظ على كرامته
فى وثيقة التنازل عن العرش فطمأنه على ماهر باشا رئيس الوزراء فى ذلك الوقت وذكر
له انها ستكون مثل الوثيقة التى تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه .
واوضح ان على ماهر باشا قد اتصل بالدكتور عبد الرازق السنهورى رئيس مجلس الدولة حينئذ
طالبا منه تحرير وثيقة التنازل فأعدت الوثيقة وعرضت على اللواء محمد نجيب فوافق
عليها واقترح جمال سالم (احد الضباط الاحرار)اضافة عبارة " نزولا على ارادة الشعب
" على صيغة الوثيقة , وغادرفاروق الى منفاه الاختيارى فى روما .
وذكر الباحث الاثري انه بعد انقضاء نصف قرن من الزمان لا تزال علامات الاستفهام تحلق
حول وفاة الملك فاروق ليلة 18 مارس 1965 فى الساعة الواحدة والنصف صباحا بعد
تناوله العشاء فى مطعم (ايل دى فرانس)الشهير بروما حيث قيل انه توفى نتيجة تخمة
فى الاكل , وتردد انه اغتيل بسم " الاكوانتين " تم وضعه فى كوب عصير الجوافة
الذى كان امامه , مشيرا الى ان وصية الملك فاروق كانت ان يتم دفنه فى مصر فى مسجد
الرفاعى مع اسلافه.
واشار الى إن الملك فاروق كان قد ولد فى قصر عابدين فى 11 فبراير 1920, و اهتم والده
الملك فؤاد الاول بتربيته لدرجة مبالغ فيها وكانت مربيته الانجليزية (مس انيا
تايلور) صارمة فى التعامل مع الامير الصغير متسلطة لدرجة انها كانت تعترض على تعليمات
والدته الملكة نازلى فيما يختص بتربيته , واصبح فاروق وليا للعهد وهو صغير
السن وأطلق عليه لقب " أمير الصعيد " فى 12 ديسمبر 1933 , وكان الملك فؤاد ينتهز
أيه فرصه ليقدم بها الامير الصغير الى الشعب الذى سيكون ملكا عليه.
واضاف بدوي انه فى 28 ابريل 1936 توفى والده الملك فؤاد وترك له تركه ثقيلة وهى حكم
البلاد من والدته الملكة نازلى وأربع شقيقات هن فوزية , فايزة , فائقة , وفتحية
, وعاد فاروق من بريطانيا الى مصر فى 6 مايو 1936, وهو التاريخ الذى اتخذ
فيما بعد التاريخ الرسمى لجلوسه على العرش , ونصب ملكا خلفا لوالده , واستمرت الوصاية
عليه ما يقارب السنه وثلاثة شهور حتى اتم الملك فاروق سنة هلاليه فى 21 جمادى
الاول 1356 الموافق 29 يوليو 1937, و استقبل الملك الصغير من الشعب استقبالا
رائعا واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد ابيه الذى كان ينظر اليه على انه ملك مستبد
وميال للانجليز.
وذكر ان الملك الشاب تزوج من صافى ناز ذو الفقار التى سميت بعد ذلك الملكة فريدة وكان
الزواج الملكى اسطورة عصرهما, وأنجب منها ثلاث فتيات هن( فريال - فوزية-فادية)
ثم الملك احمد فؤاد الثانى من زوجته الثانية الملكة ناريمان.