القاهرة 09 مارس 2015 الساعة 02:33 م
_رائد سياسي اجتماعي ورياضي
_تيار الاعتدال في السياسة المصرية
_تولي العديد من المناصب خلال النصف الأول من القرن العشرين
_واحد من أكثر من تولوا المناصب الوزارية
_الرئيس الرابع للنادي الأهلي والأكثر بقاءً علي كرسي الرئاسة
_أول رئيس لإتحاد كرة القدم
(الدور الاجتماعي..والرياضي)
(تأسيس النادي الأهلي)
كما سبق ذكرنا مقدمة حديثنا عن جعفر ولي باشا أنه كان أحد طلائع ومتفوقي مدرسة الحقوق التي تخرج منها عام 1906 ومعروف ما كانت تلعبه المدارس العليا "الكليات "حينذاك من دور قوي في الحركة الوطنية وإشغال روحها بين صفوف الشعب وتكوين المنتديات وازدياد الوعي الفكري لدي الجميع وكان تأسيس نادي طلبه المدارس العليا وخريجيها أحد أبرز تلك المنتديات التي تعرف لممارسه الشباب السياسة تحت غطاء ..اجتماعي رياضي وكان جعفر ولي بك(26 عاما) ضمن المساهمين في تأسيس النادي الذي اتخذ موقعا له (جزيرة الجبلاية) منتصف نيل القاهرة وبدأت اجتماعات الطلبة في منتداهم ووصل عدد أعضائه إلي 90 عضوا وبدأت تواجه أعضاءه مشكلة التمويل والصرف والميزانية فكان أن تم إنشاء شركة النادي الأهلي للألعاب الرياضية وتم طرح الأسهم الخاصة بها في اكتتاب عام بداية من مايو 1907 وبلغ جملة المساهمين أربعين شخصية من كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية في مصر وكان ضمنهم جعفر ولي بك وكيل النيابة المجتهد والوطنى والرياضي لسبعة ملاعب كرة قدم مميزة في مدرسة الخديوية,, ومن بعدها الحقوق الذي وقّفت أعماله وانتقالاته دون الاستمرار في مشواره الرياضي كلاعب ولكن هذا الانتقال لن يحول بينه وبين العمل الإداري لخدمة الرياضة والرياضيين متطوعا ومساهما كأحد أبناء النادي الذي لم يعد ناديا للتربية البدنية فحسب ولكن نادي الوطنية والثقافة والفن والإبداع بجميع أنواعه.. والرياضة
وانتشر وازداد أعضاء النادي ومؤسسيه وفي يناير1919 ومع اشتعال ثورة الشعب وفورانها قررت الجمعية العمومية طرح أسهم جديدة للاكتتاب وللمساهمة
في استمرار المؤسسة الكبري بالنادي الأهلي واقتنع كثيرين عن إكمال المشوار وقاد جعفر ولي باشا وكيل النادي قائمة المساهمين والمكتتبين لاعترافه بالدور الذي يؤديه النادي وكانت الأزمة المالية تكاد تعرقل مسيرة النادي لولا استمرار هذا الضخ المالي من الأعضاء المساهمين ودخل خزينة النادي حينذاك 1289 جنيع و925 مليم حصيلة 358 سهما وكان هذا المبلغ ضمن أهم دعائم استمرار النادي الذي انتعشت خزينته وكان جعفر ولي باشا في هذا التوقيت وكيل النادي منذ 9 فبراير 1919 مساعدا ومساهما ومؤازرا لرئيس مجلس الإدارة صديق الكفاح والنضال عبد الخالق باشا ثروت الذي وضع معه قوانين ودستور النادي المستمر حتي الآن
(رئاسة النادي الأهلي)
في 14 فبراير 1924 وقع اختيار الجمعية العمومية للنادي الأهلي علي جعفر ولي باشا لتولي رئاستها ليكون الرئيس الرابع للنادي الذي تحول علي يديه وتحت قيادته طوال تسعة عشر عاما وعشرة شهور إلي أكبر كيان ومؤسسة رياضية واجتماعية وثقافية.
وانتقل النادي معه إلي آفاق أخري كان أبرزها وأكثرها وطنية وقوة التمصير النهائي لأعضاء وعضوات النادي والقضاء علي الأجانب ووجودهم في ردهات النادي وتم ذلك في 4 يناير 1925 حيث إتخذ الرجل القرار وتحمل تبعاته رغم انتشار أعضاء النادي من الأجانب بجميع جنسياتهم داخل أروقة النادي ولكن لا يصلح أن يتمتع هؤلاء بروح ورائحة النادي الأهلي وهم يمارسوا القمع لأبناء النادي المسلوب الحرية..
وكانت هذه الخطوة ضمن أهم الخطوات الوطنية في تاريخ النادي..وقد كان التمصير ومصادرة الممثل الأجنبي أهم قضايا جعفر ولي التى بدأ بها في النادي الأهلي..ومن ثم في الألعاب والاتحادات الرياضية الأخري..وكذا قلنا سابقا أنه حاول تطبيق ذلك في قوات الجيش ..وغيرها من الأنشطة في الحياة العامة
(توسيع مساحة الأهلي)
كان الدور الإصلاحي والقيادي الذي لعبه الرجل في حياة النادي الكبير وكان ضمه أبرز مساهماته في فبراير1921 إضافه قطعة أرض كبيرة بمقدار 3 أفدنة و32 قيراطا و18 سهما بمجهوده كوزير للأوقاف ووكيل النادي وفي عام 1927 أضاف للنادي مساحة فدانان و10 قراريط و20 سهما آخرين وهكذا توسع جعفر ولي باشا في مساحة النادي وتكبيره جغرافيا وتاريخيا
(الأهلي مؤسسة وطنية..ورياضية)
ومخطئ من يتصور أو يظن أن النادي الأهلي ناديا للتربية البدنية فقط فالتاريخ والوقائع تقول إن النادي مؤسسة وطنية ساهم في بناء كل أركان الحياة المصرية وكان جعفر ولي صاحب دورا كبيرا في إعلاء أسهم النادي ولنبدأ بالجانب الرياضي المسمي والدور الأول له حسب ما تقول الأوراق فقد ساهم في إنشاء وتأسيس وإدراج العديد من الرياضات لأروقة النادي وكان أبرزها عام 1917 حيث تم إدراج رياضات الرجب والكريكت والكروكيه عام 1920 ثم أدخل رياضة الإسكواش وفي عام 1923 أدخل الملاكمة وفي 1924 أدخل المصارعة والشيش وفي عام 1930 أدخل كرة السلة التي أنشاء ملعب هو الأول من نوعه لها في مصر وفي عام 1932 أدخل الكرة الطائرة والهوكي والرماية وفي عام 1939 أدخل كرة اليد والسباحة وتنس الطاولة والجدير بالذكر أن لاعبو السباحة وأبطالها من أبناء النادي كانوا يمارسون التدريب بحمام سباحة نادي الجزيرة جيران الأهلي وخرج من هذه الألعاب مئات الأبطال والنجوم أصحاب المواهب العظيمة والتي منحتها إدارة الأهلي وعلي رأسها رئيس النادي كل الاهتمام ورعاية ومن أبرز النجباء السيد نصير بطل رفع الأثقال العالمي والأوليمبي وصاحب الميدالية الأوليمبية الذهبية الوحيدة في تاريخ النادي الأهلي بأوليمبياد أمستردام 1928..وهناك مختار حسين بطل العالم في رفع الأثقال عام 1930 وعنتر عرفه وعطية محمد صاحب فضية أوليمبياد برلين 1936 في رفع الأثقال
أما كرة القدم اللعبة التي أنجب فيها الأهلي كل كبار اللعبة وعلي رأسهم كابتن مصر حسين حجازي والتتش وعلي الحسيني ومحمود مختار صقر وجميل الابير ومصطفي كامل منصور وعبد الكريم صقر..وعشرات الأبطال الذين وضعوا البذرة الأولي في صرح النادي العريق ومثلوا النادي الأهلي في الألعاب الأوليمبية بباريس 1924 وامستردام 1928 وبرلين 1936ثلاث دورات أوليمبية متتالية إضافة إلي تمثيل العديد من لاعبي الأهلي في كأس العالم 1934 بإيطاليا وعلي رأسهم الأسطورة التتش والذي حصل علي لقب أحسن مساعد هجوم في أوليمبياد أمستردام 1928
الأهلي سفير الكرة المصرية في أوروبا))
كان جعفر ولي وراء أول مشاركة خارجية للأهلي في أوروبا عام 1926 أثناء رئاسته و طاف خلالها فريق الأهلي في الدول الأوروبية لعب 11 مباراة فاز في ثلاث وتعادل في 4 وانهزم في مثلهم وطبعا لا يخفي علي أحد مدي الدور الدعائي الذي أدته هذه الرحلة في أوروبا والتي كانت أول رحلة لنادي مصري في أنحاء أوروبا .
الجدير بالذكر أن الجهاز التدريبي للنادي الأهلي استعان بثلاثة نجوم الاتحاد السكندري لتدعيم الفريق وهم محمود جودة ..وشقيقة سيد حودة ..وجابر السوري
(دور الأهلي في الحياة الثقافية)
أما في المجالات الثقافية فقد برز دور الأهلي أثناء تولي جعفر ولي لرئاسته بتنظيم الحفلات الفنية الساهرة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وصالح عبد الحي والعديد من نجوم وأساليب الغناء لأجل إمتاع أعضاءه وجماهيره..وكانت هناك حفلات ومسرحيات تقام بمسرح النادي وتكونت من أبناء النادي والمشاهير فرقة مسرحية شهيرة بقيادة سليمان نجيب رئيس دار الأوبرا والممثل القدير ومعه محمد عبد القدوس زوج السيدة روزاليوسف وكانت هناك حفلة سنوية تقيمها إدارة النادي ويخصص دخلها لتنمية موارد النادي إضافة إلي إقامة العديد من الندوات الثقافي والمحاضرات..وإصدار الصحف والكتب ولنقرأ لما كتبته بجريدة الجهاد عن النادي في عدد 12 إبريل 1934
..ولعل النادي الأهلي في مقدمة أنديتنا المصرية في السعي إلي الكمال من الوجهتين الرياضية والاجتماعية ففي الأولي يبذل ما فى وسعه في إحياء أكبر عدد ممكن من الرياضات بقدر هواية الأعضاء وفي الثانية يعمل علي توثيق عري الصداقة بين أعضائه وترتيب المجتمعات الساهرة لهم في حفلات تقام خصيصا لهذا الغرض وغير ذلك من الكثير الذي يصب في صالح تاريخ الأهلي انتهي كلام الجهاد ببطولات الأهلي ولهواة الأرقام أذكر عدد بطولات كرة القدم التي حصل عليها الأهلي أثناء تولي جعفر ولي باشا رئاسته وصل عددها إلي عشر بطولات للكأس السلطاني كأس مصر حاليا وكان فوز الأهلي بتلك البطولة مسار حديث الجميع لأنه كان بمثابة تظاهرة سلمية ورسالة قوية يرسلها أبناؤها للمستعمر الإنجليزي حيث كانت تقام مباريات نهائي الكأس علي ملاعب العشب الخشب الأخطر بالعباسية وحين يفوز الأهلي بها تحتشد جماهيره وتحمل الكأس واللاعبيين في رسالة قوية حتي أرض النادي بالجزيرة مرورا بثكنات وقشلاقات جيش المستعمر الإنجليزي فضلا عن المرور بشوارع القاهرة منددة بالاحتلال وجنوده الذين يتحيلوا هذا المرور والتظاهر بحنقه وحقد ولكن المظاهرة الشعبية والاحتفال كان يصعب إيقافه فالفائز هو الأهلي والمحتفل هم الجماهير العريضة صاحبة الرسالة الوطنية وقبل أن أترك الجانب الرياضي بالنادي أذكر لقاء رياضي غير كروي بين الأهلي وقوات الاحتلال الهندية التي تمارس الهوكي وكانت بمثابة المنتخب العسكري للهند والتي غزت العالم بفوزها في كل اللقاءات التي خاضتها علي مدار 33 لقاءً لم تنال خلالها هزيمة واحدة وحين التقت بهوكي النادي الأهلي علي ملاعب الجزيرة حقق خلالها المصريين الفوز المؤزر 3|1 في لقاء بالقطع مثل
صورة المجتمع))
لقد كان النادي الأهلي ومازال من حيث أعضائه وجماهيره صورة للمجتمع المصري وتطوره في عصر الحجاب كانت عضوية النادي مقصورة علي الرجال وإن كان عمرو لطفي بك مؤسس وصاحب فكرة النادي قد اقترح في جلسة 13 ديسمبر 1907 قبول عضوية المرأة ولكن تم تأجيل الاقتراح
وحين لعبت المرأة المصرية دورا قويا ومشرفا في ثورة 1919 قررت اللجنة الإدارية العليا (مجلس الإدارة ) السماح بعضوية النساء من أقارب وأسر الأعضاء.. دون مزاولة أي نشاط رياضي وحدثت عدة محاولات لإنشاء فرع مستقل للسيدات علي أرض النادي ولكنها لم تتم
وفي يناير 1922 تم السماح للسيدات الأوروبيات فقط بلعب التنس مع أقاربهن
وفي يناير 1923 تم تخصيص صباح يومي السبت والاثنين في الإسبوع لنشاط السيدات الرياضي ثم يوم ثالث الأربعاء لها بعد شهور
ولم يكن مسموحا للرجال الاشتراك معهن في اللعب..أو حتي المشاهدة بل لا يسمح للرجال بدخول النادي في تلك
الأيام الثلاثة ..صباحا
وتحفظت السيدات في البداية استخدمن البنطلونات الطويلة وشيئا فشيئا زال الحجاب وشاركت المرأة في معظم الألعاب..قامت المعارف والصدقات الشريفة والعلاقات الأسرية التي أدت إلي مايزيد علي عشرين زيجة نهاية العشرينات ولعل أبرزها ما تم زواج اللاعبة والرائدة الرياضية نفيسة الغمراوي وعبد المنعم وهي نجمة كرة السلة والذي وصل لأعلي المناصب الرياضية والدولية بفضل رعاية وصداقة المسئولين بالأهلي الذين فتحوا جنبات النادي لجناح التفوق للأفراد والجنس الناعم الذي وصل مشواره حتي أصبحت المرأة واللاعبة الأهلاوية علي عرش العديد من البطولات العالمية والأوليمبية .
(أول فريق رياضي للسيدات)
للتاريخ نذكر أن يرجع الفضل لجعفر ولي باشا رئيس النادي الأهلي أنه كان وراء تأسيس أول فريق رياضي للسيدات في النادي أو لنقل في تاريخ الرياضة المصرية حدث ذلك عام 1936 وتكون الفريق من الرائدة نفيسة الغمراوي كابتن الفريق وأول لاعبة ميمي صبري ,فتحية سليمان,احسان عابد,أنغام سعيد,ليلي الصيرفي,عيشة مراد ثم انضمت اللاعبات تباعا فاطمة يحيي,فاطمة حسان,نعمات اسماعيل,صديقة محمد,عيشة عثمان,نعمت صابر,جيجي قطب,فتحية مدكور,احسان مراد,اعتماد الغمراوي وازدهرت اللعبة وانتشرت وقادت لاعبات الأهلي الحركة الرياضية النسائية اللائي ذرعن بذرتها عام 1936
(تأسيس وتمصير إتحاد الكرة)
بذل جعفر ولي باشا جهود جبارة لتأسيس إتحاد لكرة القدم المصرية ونجح في 13 أكتوبر عام 1921 من تأسيس ورئاسة أول إتحاد مصري للكرة برئاسة جعفر ولي ومعه فؤاد أباظة نائبا,اسماعيل يسري أمينا للصندوق,يوسف محمد مدير عام والأعضاء طاهر السرجاني,رياض شوقي,عبد الحميد محرم,علي صادق,محمد جاهين,محمد صبحي,عباس حلمي زغلول,محمد ابراهيم,ابراهيم علام,زكريا عباس,حسين حجازي
وظل جعفر ولي باشا رئيسا للاتحاد حتي 29|6|1928 في ثلاث تشكيلات للإتحاد وضع خلالها الأسس
الأولى لانطلاق سياسة الكرة المصرية
(استنباط المانجو)
تعددت اهتمامات وأنشطة الوزير الباشا المتواضع وكان يمتلك مساحة تزيد عن 60 فدانا بمديرية بلبيس في قريته ثم تعديل اسمها الجعفرية نسبة إلي الرجل صاحب أكبر رقعة زراعية بالقرية وكان يقوم بزراعة المساحة كلها بالمانجو الذي يعشقه وكان يقوم باستنباط وتطعيم مجموعة كبيرة من أصناف المانجو وصلت إلي 50 نوعا مختلفا بالأسماء والأصدقاء والأبناء المحببين .وذكرتها كتب ومراجع الفاكهة المسجلة في سجلات وزارة الزراعة ومراكز الأبحاث الزراعية وهذا يحمل ولاءه الأكيد و موسوعية الرجل وفكره العصري وإفادة الوطن في كل جوانبه ولكل جانب أداء مميز من الوطن .
رحمه الله الذي انتقل لجواريه في 28 ديسمبر عام 1934 تاركا خلفه تاريخ وطني وسياسي ورياضي حافل