القاهرة 02 مارس 2015 الساعة 01:54 م
أقام المكتب الثقافى المصرى بالكويت مؤخرا ندوة أدبية
تحت عنوان "شعراء النشيد الوطنى بين مصر والكويت" تحت رعاية السفير عبد الكريم سليمان
سفير مصر بالكويت.
وقال الملحق الثقافى المصرى الدكتور نبيل بهجت فى بداية الندوة إنها تأتى فى اطار
الاحتفال بالأعياد الوطنية لدولة الكويت الشقيقة والسعى للتركيز على رموز الفكر الوطنى
فى كلا البلدين والذين أسهموا إلى حد بعيد فى التأصيل لمفاهيم الوطنية وصناعة
صورة تحمل اسم مصر والكويت وتزرع فى الأجيال على تعاقبها حب أوطانهم.
وأضاف: ليس فى هذا المجال مثل الاحتفاء بأولئك الذين كتبوا كلمات الأناشيد الوطنية
التى تغنت بها الأجيال وحملت أصدق المعانى الوطنية التى نحرص على تثبيتها فى الوجدان.
وأشار بهجت إلى أن ما تمر به الأمة العربية من أحداث يحتاج إلى استدعاء رموز التنوير
والحداثة والوطنية لمقاومة التحديات التى تطل عليها من كل حدب وصوب وتهدد أمن
وسلامة شعوبها.
وأشار بهجت الى أن فى الكويت أيضا يعد الشاعر والمثقف العربى احمد العدوانى واحدا
من الذين ساهموا فى تشكيل الوعى والمعرفة ليس فى الكويت وحدها ولكن فى الوطن العربى
بأسره وهو من صاغ النشيد الوطنى لدولة الكويت.
أدار الندوة الشاعر عبد المنعم سالم الذى قدم الرائدة الإذاعية والإعلامية الكويتية
أمل عبد الله والتى تحدثت عن النشيد الوطنى الكويتى وذكرت أنه قبل عام 1978 لم
يكن هناك نشيد وطني بالكويت إذ كان هناك السلام الأميرى , والذى هو عبارة عن مجموعة
مارشات عسكرية تم توليفها كى تعزف كسلام أميرى منذ عام 1951 مع بداية حكم الشيخ
عبد الله السالم.
وأضافت إنه فى عام 1973 تم تأسيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب وأوكلت لهذا
المجلس مهمة إيجاد نشيد وطنى وفق مقاييس عصرية, وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض فى
عام 1975 وأقيمت مسابقة أسفرت عن عرض 78 نصا على لجنة مكونة من الشيخ سعد العبد الله
والشيخ نواف وأحمد البشر الرومى وعبد العزيز العتيبى وعبد الرزاق البصير , ويوسف
السيسى ورتيبة الحفنى مع رئيس موسيقى الجيش ورئيس موسيقى الشرطة, ولكن اللجنة
رأت أنه لا يوجد بين تلك النصوص ما يصلح لأن يكون نشيدا وطنيا.
وأشارت عبد الله الى أن مجلس الوزراء قرر اعتماد كلمات أغنية الشاعر أحمد العدوانى
"يا دارنا يا دار" التى كتبها لأم كلثوم ولحنها رياض السنباطى ولم ينجح هذا الاقتراح
, وتم تكليف الشاعر أحمد العدوانى بتأليف نص للنشيد الوطنى الكويتى وكان هذا
فى عام 1977.
وأوضحت أن النص الذى كتبه أحمد العدوانى تم تنظيم مسابقة لتلحينه واشترك بها 21 ملحنا
وفى النهاية تم الاستقرار على لحن لإبراهيم الصولة وتم اعتماد النشيد الوطنى
والسلام الأميرى وتم استخدامة مع بداية حكم الشيخ جابر الأحمد.
وقالت الإذاعية أمل عبد الله إن الشاعر أحمد العدوانى له الكثير من الاسهامات فى الحياة
الثقافية الكويتية والعربية وله العديد من الانجازات التى أثرت فى وجدان الكويتيين
والعرب.
وقال الدكتور محمد عليم إن نشيد وطنى لمصر ظهر عام 1923 وتم العمل به حتى عام 1936
وهو نشيد "اسلمى يا مصر "; كتبه مصطفى صادق الرافعى, ولحنه صفر علي, لافتا إلى أنه
قبل هذا النشيد كان هناك ما يسمى بالسلام الملكى والذى استخدم منذ عام 1869 فى
عهد الخديوى اسماعيل الذى طلب من الموسيقار الإيطالى فيردي تأليفه.
واضاف عليم إن مصر بعد ثورة 1952 استخدمت "نشيد الحرية"; من تأليف كامل الشناوى وتلحين
الموسيقار محمد عبد الوهاب, وقد استخدم جزء منه فى نشيد "الجمهورية العربية المتحدة"
التي جسدت الوحدة بين مصر وسوريا.
وأوضح أنه فى عام 1960 تم استبدال النشيد الوطنى المصرى ووقع الاختيار على نشيد "والله
زمان يا سلاحي" وتم استخدامه حتى عام 1979 حيث بدأ استخدام النشيد الحالي "بلادي
بلادي", وهو من كلمات الشيخ يونس القاضى ولحن فنان الشعب سيد درويش, لافتا الى
أنه تم تغيير بعض الكلمات من نص الشيخ يونس القاضى وأعاد الموسيقار محمد عبد الوهاب
توزيع اللحن فى عام 1982.
وتحدث عليم عن الشيخ يونس القاضى باعتباره من الرواد الذين أثروا فى الحركة الثقافية
فى بداية القرن الماضى, وانه عرف كزجال, وقد بدأ حياته صحفيا فى جريدة "المؤيد",
ثم "اللواء", وانه كتب العديد من المؤلفات ما بين الأغنيات التى تغنى بها معظم
المطربين ومنهم سيد درويش وعبد الوهاب وام كلثوم, بالاضافة الى الازجال والمسرحيات
وأنه توفى فى عام 1969 وكانت حقبة العشرينيات من القرن الماضى هى اخصب فترات
عطائه الإبداعى ورغم أن نشيده يغنيه الملايين إلا أن الكثيرين منهم لا يعلمون أن
مؤلف النص هو الشيخ يونس القاضى.