القاهرة 29 يناير 2015 الساعة 12:58 م
لو كنت "أغاخان" لسافرت إلي أسوان اقضي شهرا أو أكثر في أجمل مكان علي النيل. أنعم بالدفء وراحة البال وقد تشفي آلامي بالدفن في الرمال.. ولكن أين لي بمن يزنني كل عام من الرعايا المؤمنين بي. كما كانوا يفعلون مع "الخان" وآخر مرة وزنه اتباعه ومريدوه بالألماس.. ثم مات. فأصبح قبره بجوار قصره علي أعلي هضبة في البر الغربي ولم يبق سوي "الوردة الحمراء" رمز بائعة الورد الفرنسية التي أحبها وتزوجها وأصبح اسمها "أم حبيبة" بقيت علي وفائها لذكراه حتي آخر العمر.
* ولو كنت "محمد الأمين" لأخذت طائرتي الخاصة وعليها من أحب من الإعلاميين. واهبط في مطار أسوان وأطلب الإقامة ولو انها لا تدوم أكثر من بضعة أيام.
ليس وحده. ولكن عندي حق لديه بعد أن دخل عش الدبابير وامتلك صحيفة علي الأرض ومحطة في الفضاء. وأصبح رئيسا لغرفة صناعة الإعلام. يشاغب بها نقابة الصحفيين وتشاغبه.
"محمد أبوالعينين" له طائرتان ويملك الحسنيين "المال والإعلام".. و"نجيب ساويرس" له طائرتان وله في الصحافة "كاتبا" والتليفزيون "مالكا".. و"أحمد" ابن الأستاذ هيكل.. ورجال وسيدات أعمال.
* ولو كنت "لورد" حقيقي من بتوع زمان لسافرت أيضا إلي أسوان ولكن بالقطار الذي كان متعة. أما اليوم فالعياذ بالله.. كان اللورد يأتي بكل أفراد أسرته ومعهم "الباتلر" كبير الخدم. يقيمون في "كتراكت" القديم بموقعه الفريد. فندق ليس له مثيل.. يمكثون أسابيع ويعودون في نفس الوقت من الشتاء القادم وكثيرا ما كان يحجز نفس الأجنحة والحجرات التي يرتاح للنظر منها علي اللوحة الربانية.
* أصابنا. وأصاب النيل نكسة. وان بدا الأمل يطل علينا وأسوان تداعبني أركب الفندق العائم.. اسمع كلام الصحفي السياحي "جون بولونج" الأمريكي الذي جاء منذ أيام مع مجموعة التليفزيوني الشهير "بيتر جرينبرج" وقد قابله الرئيس السيسي.. عاد بولونج يكتب عن مصر وقد قضي فيها أسبوعا ما بين القاهرة والباخرة "توسكا" ويقول أنها الأجمل ما بين الأقصر وأسوان ويكتب مبشرا بأن تعود مصر من أفضل المقاصد السياحية لقضاء الاجازات هذا العام بعد أن شهد بنفسه استقبال المواطنين والعاملين والباعة مرحبين بالسياح الأجانب سعداء بعودتهم. وكان الأمريكيون وغيرهم قد توقفوا عن المجيء منذ عام 2013 بعد أن كانوا مواظبين علي زيارة مصر لثلاثين عاما وأكثر.
أما "جرينبورج" فقد أعلن بعد لقائه مع السيسي انه سوف يعود لعمل فيلم مع الرئيس في برنامج التليفزيون الشهير علي "سي بي إس" الأمريكية واسمه Royal Tour يسافر من خلاله إلي عدد من دول العالم ويقابل رؤساءها لاستكشاف أفضل الأماكن السياحية يشاهده 300 مليون مشاهد.
** بصراحة أنا هارب من نفسي وقلقي.. لم أعد أطيق صوت الرصاص ورائحة الدم.. وكله علي رءوسنا.
أليس محزنا ان يكون الإرهاب في يوم الاحتفال بالثورة: حرق الترام والأتوبيس العام والقطارات ومحطات توليد الكهرباء والصرف الصحي وخطوط الغاز ومحطات السفر والأحياء الشعبية وتحت الكباري وأمام الجامعات فلا يصيبون إلا عامة الناس مدنيين وجنودا؟!
في يوم الحفل الموعود قتل وأصيب عشرات وأصاب الرعب مئات في يوم واحد. كانت أشهرهم "شيماء عادل" جاءت من الإسكندرية لتشارك مع خمسين من أعضاء الحزب الذي تنتمي إليه في مسيرة لوضع الزهور علي نصب الشهداء في ميدان التحرير. فكان نصيبها رصاصة مازالت مجهولة.
يقول عنها الأديب المصري النوبي "حجاج أدول": أنا أسمر وهي بيضاء. لكن أنا أبوها وهي بنتي.. عارفين لما يبقي عندي بنت مش من ضهري. لكن بنتي وباحبها وفخور بيها.. أنا و"هدي" زوجتي سميناها "كريسة" يعني قطة بالنوبية. قمورة وعايزة تعيشها بالطول والعرض.. حب مصر في قلبها وعقلها عميق عمق لا يتخيله إلا اللي يعرفها.. كانت بنت جميلة وعاملة زي الولاد في لبسها وشعرها القصير.. هوه احنا مانعرفش ابن الموت إلا لما يموت!!
أحاول الهرب إلي أسوان. ولكن كيف أهرب من نفسي؟ وأين المفر؟!
زوجة القرموطي محافظا
** لابد وأن حركة المحافظين قد صدرت قبل كتابة هذا المقال. بعد تعثر كانت له أسبابه. وبعد كتر كلام.. فلا حديث عن أصبع محافظ الإسماعيلية الشهير. أو تصريحات محافظ الإسكندرية الوردية التي فضحتها مجاري "ميامي" ولا اللي قال "محافظ المنوفية" لمواطنة تشكو "عارف ان ليكي حق. لما أمشي ابقي خديه" ولا "محافظ دمياط" يقول: "الدمايطة مش عايزيني ليه" ولا جلسة "محافظ أسيوط" علي الكورنيش ولا مداعبة الرئيس للإعلامي المتحمس "يوسف الحسيني": ما تيجي نعملك محافظ ولا الاعتذارات بالجملة من بين أكثر من مائة مرشح استقبلهم رئيس الوزراء ونظرت في أمرهم الأجهزة الرقابية ثم وافق الرئيس.. أما المحافظات الحدودية فلها حسابات أخري.
لا يبقي سوي غضب "جابر القرموطي" علي الهواء في برنامجه المتميز "مانشيت" لأن حركة المحافظين لا تضم ولا سيدة واحدة ويتساءل: لازم الست تكون لواء أو من جهة سيادية عشان تتعين محافظ؟
.. أنا مراتي عايزة تمسك محافظ مسكوها وشوفوها هتعمل ايه.. بس بلاش محافظة القاهرة عشان محافظها بنقدره. ممكن تكون محافظ السويس.
قلبي مع المحافظين الجدد والقدامي.. ومع زوجة "القرموطي".. ومع "القرموطي" نفسه.
البحث عن دقن الملك
** حكاية قناع "توت عنخ آمون" ليست الأولي فقد سبقها أخطاء مصرية في الترميم ولكن الأمر هذه المرة أخطر.. ولم أفهم استخفاف وزير الآثار بأن كلام الخبراء والصور "فوتوشوب" يعني تزوير وتلفيق.. وذلك أفضل من مدير المتحف الذي قال انه ولا ترميم ولا حاجة!!
تابعت ما يبذله سفيرنا في اليونسكو الدكتور "محمد سامح عمرو" لارسال خبراء دوليين في الترميم لتقييم حالة القناع علميا وفي حالة وجود تلف يقوم متخصصون باصلاحه.
وهي مناسبة للسعي مبكرا لترشيح مندوبنا الشاب مديرا لمنظمة "اليونسكو" وتلافي ما حدث من أخطاء في المرات السابقة وآخرها عند ترشيح وزير الثقافة الأسبق "فاروق حسني" عندما فازت عليه المديرة الحالية "ايرينا بوكوفا" وهي بلغارية تنتهي مدتها بعد عامين.. فازت بصوت واحد وانتهت بكلمة حسني مبارك له: "ارمي ورا ضهرك".
وإذا كان هناك مرشحون نقدرهم فإن "سامح عمرو" بخبرته المباشرة ونشاطه الملموس وشبابه المتحمس الأكثر مناسبة لتولي مصر منصب "وزير ثقافة العالم" الذي تستحقه بجدارة لأسباب كثيرة والذي خسرته أكثر من مرة لأسباب تتعلق بأهواء الحكومة.
رشحنا مرة الدكتور "إسماعيل سراج الدين" منافسا للدكتور "غازي القصيبي" وهو وزير وشاعر وكاتب سعودي وطلب الملك "عبدالله" من "حسني مبارك" توحيد الجهود وتخلي "سراج الدين" وهو ما حدث ولكن آخرين في القصر تحمسوا له وجري ترشيحه من دولة "بوركينا فاسو" فخسر الاثنان.
الأسماء الأخري المرشحة هي الدكتورة "مشيرة خطاب" ولها خبرتها وكذلك الدكتورة "فايزة أبوالنجا" التي عملت طويلا في المحافل الدولية وذلك قبل توليها منصب مستشارة الرئيس.. والدكتور "هاني هلال" وزير التعليم الأسبق وكان مستشارنا الثقافي في باريس.. والدكتور "فتحي صالح" وكان مديرا لليونسكو..
كلهم أصحاب تاريخ نقدره.. ولكن رجلنا في اليونسكو فرصة لإعطاء شبابنا العلماء أصحاب الخبرة فرصة!!