القاهرة 28 يناير 2015 الساعة 01:16 م
سوف يُحسب للقائمين على الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية (24 – 31 يناير 2014) نجاحهم الكبير في الحصول على حقوق عرض الكثير من الأفلام الأجنبية المتميزة،لكن سيظل عرض الفيلم الروائي الطويل "جزيرة الذرة" (جورجيا / 2014) المرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي طويل ناطق بلغة أجنبية،التي يُنتظر أن تُعلن في مارس القادم، بمثابة المفاجأة الأجمل في الدورة الثالثة ؛ فالفيلم يُعيد السينما إلى أصلها (الصورة التي تقول كل شيء)،ويكاد يخلو من الحوار، باستثناء بعض الكلمات التي تُعد على أصابع اليد الواحدة،وبرع مخرجه الجورجي "جورج اوفاشفيلى"،الذي شارك في كتابة السيناريو،في تقديم السينما الخالصة،والسحر في معناه الذي لا تعرفه السينما المصرية الغارقة في الأفكار المستهلكة، والموضوعات المكررة، والمعالجات التقليدية، فضلاً عن الثرثرة الفارغة والادعاءات الباطلة !
أما المفاجأة الكبرى فتمثلت في استجابة المخرج "جورج اوفاشفيلى" للدعوة التي وجهتها له إدارة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، وبعد أن وصل إلى الأقصر نظمت إدارة المهرجان مؤتمراً صحفياً معه أعرب فيه، كعادة الضيوف الأجانب، عن "سعادته بالتواجد في أرض
الفراعنة"،لكنه فك الطلاسم التي واجهت الجمهور الذي شاهد الفيلم ، وعلى رأسها أنه فشل في العثور على الجزيرة التي يبني عليها ديكور فيلم "جزيرة الذرة" (عشة متواضعة للغاية)،ويصور على أرضها فيلمه الذي تجري أحداثه في ثلاثة فصول من السنة، فاقترح على المنتج بناء جزيرة صناعية لكنه وصف الفكرة بأنها غبية،لكن وجهة نظره كمخرج هي التي انتصرت في النهاية ؛ إذ تم العثور على مهندس تكفل ببناء الجزيرة المطلوبة في مياه يتأرجح عمقها بين خمسة وستة أمتار. وبمقتضى السيناريو الذي ينتهي بتدمير الجزيرة،كانت الحاجة ملحة إلى بناء جزيرة مدمرة الأمر الذي تسبب في ارتفاع موازنة الفيلم إلى مليون و 300 ألف يورو،وهو أمر غير معتاد،حسب تأكيده، فى السينما الجورجية .
كانت الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية (24 – 31 يناير 2014) قد شهدت أيضاً عرض الفيلم الروائي الطويل "قط وفأر" (مصر / 2014) سيناريو وحوار وحيد حامد وإخراج تامر محسن (الثنائي الذي تعاون من قبل في المسلسل الدرامي "بدون ذكر أسماء") وبطولة : محمد فراج،محمود حميدة، سوسن بدر والسورية سوزان نجم الدين؛حيث امتلأت قاعة عرض قصر الثقافة بالأقصر عن آخرها، في مشهد يؤكد أن أهل الأقصر في تعطش حقيقي إلى السينما الجميلة،والأفكار الطازجة،وهو الأمر الذي تحقق بدرجة كبيرة في فيلم "قط وفأر"،وتكرر في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم، وحضرها المخرج تامر محسن والممثل محمد فراج وأدارتها الناقدة ماجدة موريس،وبدأها المخرج تامر محسن بالقول إن الكاتب الكبير وحيد حامد عرض عليه السيناريو عام 2009، وقال إن اختيار محمود حميدة في دور وزير الداخلية كان بمثابة تحد بالنسبة له؛ نظراً لأن الش
خصية "كارتونية" وتمزج بين الكوميديا والجدية التي اشتهر بها "حميدة" في أدواره بينما نوه إلى سابق تعاونه والممثل الشاب محمد فراج في مسلسل "بدون ذكر أسماء"،وتحدث عن سوسن بدر وسوزان نجم الدين،التي كشف ـ على الملأ ـ أنه لم يكن يعرفها من قبل، وأن الكاتب وحيد حامد هو الذي اختارها !
حديث تامر محسن في ندوة الفيلم أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن بعض المخرجين ينبغي عليهم أن يتفرغوا للإبداع أو تنفيذ السيناريوهات فقط، ومنالأفضل أن يلتزموا الصمت في الندوات والحوارات أو يقتصر حديثهم على العناصر الفنية فقط !
أما محمد فراج فقد كشف عن كيفية اختيارالشكل النهائي لشخصية "حمادة الفأر"،سواء النظارة سميكة العدسات أو الأسنان البارزة، ومن دون مناسبة زج باصطلاح "أفلام المهرجانات" ليؤكد أن الفيلم،الذي أخذ طريقه إلى الصالات التجارية قبل انطلاق مهرجان الأقصر بأيام قليلة، يجمع بين الحس التجاري والجدارة الفنية التي تؤهله للمشاركة في المهرجانات، كما أعرب عن سعادته بالنجاح الذي يُحققه الفيلم في دور العرض .
حدث في المهرجان
• في خطوة من إدارة المهرجان للاعتذار عن عدم عرض الفيلم الإماراتي "ظل البحر" بسبب ظروف تقنية خارجة عن الإرادة،عُرض الفيلم صباح أمس الثلاثاء بحضور مخرجه نواف الجناحي،الذي شارك في الندوة التي أقيمت في قاعة المؤتمرات، وحرص على حضورها قرابة خمسة أشخاص !
• لم يستقر رأي د.محمد كامل القليوبي رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون،التي تنظم مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية،على الشخصيتين اللتين تخلفان السيدة د.ماجدة واصف والناقد يوسف شريف رزق الله في منصبي رئيس المهرجان ومديره الفني،بعد قرار د.جابر عصفور وزير الثقافة باختيارهما لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .