القاهرة 11 يناير 2015 الساعة 03:14 م
محلب : بحث طرق التمويل لاستكمال المرحلة الأخيرة من المتحف المصرى الكبير
يعد المتحف المصرى الكبير، قيمة حضارية وسياحية كبيرة ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع هكذا وصف المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء مشروع المتحف المصرى الكبير بمنطقة الهرم خلال جولته التفقدية التى رافقه فيها وزير الآثار الدكتور ممدوح الدمياطي ومحافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن، ومسئولى المتحف
وقال المهندس إبراهيم محلب، ، إن عظمة الموقع هي أساس ضخامة المشروع كونه أرقي وأعظم مكان بالعالم ويعد أفضل مشروع ينفذ في العالم، حيث من المقرر الانتهاء من الأعمال الإنشائية بالكامل بحلول نهاية عام 2017 .
وأوضح رئيس الوزراء أن التحدي الذي يواجه المشروع حاليا هو إيجاد وبحث طرق التمويل لاستكمال المرحلة الثالثة والأخيرة للمشروع والتى تحتاج ما يقارب المليار دولار، خاصة وأنه يمكن القول إن المشروع تم الانتهاء من 60 إلى 70 في المائة منه ، موضحا أن المنحة اليابانية التى تبلغ 42 مليار ين، دفعت اليابان منها 29 مليار ين فقط حتي الآن.
وأكد المهندس إبراهيم محلب أن المتحف المصرى الكبير سيكون أكبر متحف فى العالم، وسيتم ربطه بمنطقة الأهرامات الثلاثة، وعائد الاستثمارات بالمشروع مضمون .. مشيرا إلى أن الهدف من زيارته لموقع المشروع هو متابعة الموقف التنفيذى للأعمال، وحل المشكلات الفنية والإدارية، بالإضافة إلى بحث طرق توفير التمويل لاستكمال المشروع وموعد افتتاحه.
وخلال الزيارة قام رئيس الوزراء بتفقد موقع مشروع المتحف المصرى الكبير، الذى تبلغ مساحته 491000 متر مربع، ويطل على أهرامات الجيزة الثلاثة، ومُصمم بحيث يكون من أكبر المراكز المتحفية في العالم، بل وأكبر متحف آثار في العالم على الإطلاق، حيث يعرض أثارا تعكس الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني، وينفرد بعرض كنوز الملك توت عنخ أمون.
كما قام رئيس الوزراء بتفقد مركز ترميم الآثار، ومخزن الآثار، ومعمل الأخشاب، ومعمل الأحجار، بالإضافة إلى معمل الآثار الثقيلة ، ثم تفقد تمثال رمسيس الذى سبق وأن قام بنقله إلى هذا الموقع عندما كان رئيسا لشركة المقاولون العرب.
أحد المشروعات القومية العملاقة
وفى هذا الصدد أوضح د. ممدوح الدماطي وزير الآثار أن اللجنة الوزارية المختصة بمشروع المتحف المصري الكبير ناقشت سبل تنمية الموارد وبحثت مقترحاً بافتتاح قاعات الخدمات بشكل مبدئي لكي تدر دخلاً يساهم في دعم المشروع ، وأضاف أن اللجنة أطلعت على كافة المعوقات من أجل وضع رؤية متكاملة للتعامل معها وإيجاد حلول سريعة تسمح باستكمال المشروع باعتباره يمثل أحد المشروعات القومية العملاقة والتي تعود بنفعها على مختلف قطاعات الدولة .
وأشار وزير الآثار إلي أن الاجتماع ناقش أيضا آليات تشجيع المنح الأجنبية للمساعدة في تغطية المبالغ المالية المطلوبة لاستكمال المراحل المتبقية من هذا المشروع الضخم ، كما أن مجلس إدارة المتحف المصري الكبير وافق على إطلاق مسابقة يتم من خلالها اختيار أفضل تصميم ليكون الشعار النهائي للمتحف ، كما قرر تكليف عدد من الأثريين الشباب العاملين بالوزارة ليكونوا النواة الأولى لأمناء المتحف بمختلف أقسامه، كما تمت مناقشة إمكانية طرح التغطية الإعلامية لمراحل بناء المشروع في مزايدة علنية بما يضمن توثيق مختلف مراحل المشروع باعتباره يمثل واحداً من أهم المشروعات القومية .
مركز ترميم وصيانة الآثار
من جانبهم أكد مسئولو المتحف أنه فيما يخص آثار الملك توت عنخ آمون، والتى يبلغ عددها ما يزيد على أربعة آلاف وخمسمائة قطعة لم يعرض منها حتى يومنا هذا سوى حوالي ثلث هذا العدد، والباقي كان مخزنا، فإنه يتم حالياً نقلها بكل حرص واحترافية من المتحف المصري بالتحرير إلى مركز ترميم وصيانة الآثار بموقع المتحف المصري الكبير بالهرم، حيث دخلت معامل للترميم الدقيق ليتم ترميمها وإعدادها للعرض المتحفي، ويتم حفظها في المخازن الحديثة المجهّزة بأحدث وسائل التخزين العالمية الملحقة بمركز الترميم، وسيكون عرض الآثار الخاصة بالملك توت عنخ آمون من عوامل الجذب للمتحف المصري الكبير، حيث إنه سيعرض كل آثار توت عنخ آمون مجتمعة لأول مرة منذ الكشف عن المقبرة عام 1922.
وأوضح المسئولون بالمتحف أن المتحف المصرى الكبير، يتضمن كافة مقومات تيسير البحث العلمي، ومركزا متطورا لترميم وصيانة الآثار، ومركزا متحفيا للطفل للتعلم والتوعية بتاريخ مصر القديمة، والتفاعل معه بأسلوب مشوق وباستخدام أحدث وسائل وتقنيات العرض، وبرامج للأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مركز مؤتمرات مجهّز على أحدث مستوى، ومنطقة مطاعم ومحال تجارية، وحدائق ووسائل ترفيه خلوية.
أكبر وأعظم التحف الفرعونية
ويعد مشروع المتحف المصرى الكبير نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية فى العالم وقد خصص للمتحف 117 فدانا على بعد 2.5 كيلو مترا من هضبة الأهرامات على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، وتبلغ المساحة المبنية حوالى 120 ألف متر مربع، كما سيحتوى المتحف على 100 ألف قطعة أثرية تغطى 3500 عام من تاريخ القدماء المصريين، إضافة لحوالى 25 فدانا من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويجية تتاح على مدار 24 ساعة يوميا بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التى تحتوى على التماثيل الفرعونية الكبيرة ، وتم بناء جزء من المتحف فوق الأرض والجزء الآخر تحت الأرض بالأنفاق والبنايات والمعامل التحتية ، لتوفير سبل الحماية الطبيعية للمباني والمعروضات
الظروف البيئية لحفظ الآثار
يضم المتحف حوالي 100 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية منهم 50 ألف قطعة توضع في قاعات العرض و50 ألف قطعة أخرى تكون مخصصة للباحثين والدارسين، وأنه تم نقل حوالي 10 آلاف قطعة حتى الآن إلى المتحف، وجاري نقل باقي القطع، أما بالنسبة لمركز الترميم المُقام على مساحة 14 ألف متر مربع، فيضم معامل متخصصة تحتوى على أحدث أجهزة ترميم الأحجار والجلود والمعادن والخشب، أقيمت تحت مستوى سطح الأرض لتوافر الظروف البيئية المناسبة لحفظ الآثار، و تم تصميم معامل ومخازن الآثار وفق أحدث تقنيات الحفظ والتأمين، وربطها بالمتحف عبر ثلاثة أنفاق، كما يضم المتحف مركزاً عالمياً للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال المتاحف، وورشاً للحرف والصناعات اليدوية ،إلى جانب أكبر مكتبة متخصصة في علم المصريات فضلاً عن قاعات للعروض المسرحية والأوبرالية.
المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون
ونظراً لأهمية المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التاريخية والأثرية والفنية سيتم عرضها فى المتحف المصرى الكبير حيث سيبلغ المعروض منها أربعة آلاف قطعة ، كما ستعرض القطع الأثرية الخاصة بالملك إخناتون ، ومراكب الشمس التى سيتم نقلها من جوار هرم خوفو الأكبر بالجيزة إلي المتحف الجديد الذي سيتصدره تمثال رمسيس الثاني الذي تم نقله من ميدان رمسيس ، كما سيضم المتحف مجمع للمتاحف النوعية منها متحف للأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة لتربية النشء من الصغر على الحفاظ على كنوز مصر وآثارها وحضارتها التى لا مثيل لها فى العالم أجمع هذا إلى جانب منطقة ترفيهية تتضمن حدائق ومطاعم وخدمات وأماكن ترفيه ومركز معلومات على أعلى مستوى خاص بتسجيل كافة المعلومات عن كل قطعة أثرية داخل المتحف .