القاهرة 18 ديسمبر 2014 الساعة 02:28 م
تنبهنا منذ سنوات لما فعله الإخوان المسلمين طوال أكثر من 40 عاما فى مصر منذ إتفق معهم الرئيس الراحل أنور السادات على السماح لهم بالعودة للحياة مرة أخرى بعد أن وأدهم الزعيم جمال عبد الناصر طوال فترة الستينات ، وكان الثمن الذى حصل عليه السادات هو قتله فى حادث المنصة الشهير ..!!..واستمر مسلسل الدم الذى لا يمل الغياب ولا يمل الحضور !!
المهم بدأ توغلهم وبأشكال مختلفة وتخلل البنية المجتمعية المصرية لملء فراغ الحكومات المتعاقبة بتقديم البديل عن عجز الحكومة فى تقديم خدمات صحية أو تعليمية أو تجارية .. الخ .
فى الأحياء الفقيرة بل والشعبية المتوسطة.. انشأوا المساجد وألحقوا بها مستوصفات طبية ومراكز علاجية تطورت لتصبح مستشفيات تقدم الخدمات العلاجية بأسعار زهيدة وأحيانا مجانية بفضل التبرعات أو الدعم المادى الخفى .. وكانت هذه الخدمات بمثابة ورقة التوت التى كشفت عورة الحكومات بميزانياتها المتهالكة ...فى الأحياء الفقيرة بل والشعبية المتوسطة.. انشأوا المساجد وألحقوا بها فصولا للدروس الخصوصية لجميع مراحل التعليم لمحاربة ضعف الخدمة التعليمية فى المدارس الحكومية وجشع المدرسين فى الدروس الخصوصية ، وانتقل الأمر إلى الجامعات ليقدموا من خلال طلابها المذكرات والدروس الخصوصية المطبوعة والإعانات المالية والإنسانية للطلاب لزيادة أتباعهم .. وكانت هذه الخدمات بمثابة ورقة التوت التى كشفت عورة الحكومات بميزانياتها المتهالكة ...فى الأحياء الفقيرة بل والشعبية المتوسطة انشأوا بعض الشوادر لبيع اللحوم أو مستلزمات المدارس أو الملابس بسعر معقول.. وكانت هذه الخدمات بمثابة ورقة التوت التى كشفت عورة الحكومات بميزانياتها المتهالكة .. فى المناسبات الاجتماعية كنت تجد رجالهم بشكل أو بآخر وسط الناس يقدمون الدعم النفسى والاجتماعى !!
وهكذا تخللوا مسام المجتمع وساعدهم فى التغلغل ما أشاعوه عن حق أو باطل من اضطهاد الشرطة لهم وتعذيبهم فى السجون والمعتقلات .. الخ من أساليب ابتدعوها لكسب تعاطف الناس لهم .... وكان شعار "الإسلام هو الحل "الذى خاضوا به الانتخابات كلمة السر لحصد ما فعلوه فى المجتمع عبر سنوات طويلة .. و جاءت واحدة من النتائج الأكثر إثارة للدهشة في الانتخابات البرلمانية 2005 بحصولهم على 88 مقعدا من أصل 454 وبنسبة تصل إلى 50% مما حصل عليه الحزب الوطنى الذى حصل على 177 مقعد ا بالانتخاب قبل ضم المستقلين له ، وشكل الإخوان أنذاك أكبر كتلة معارضة في
البرلمان ، والباقى الكل يعرفه .. يعنى بدأ المخطط يتنامى حتى وصلنا إلى المشهد الراهن ..
الخطير الآن وإن كان قد بدأ منذ سنوات هو الاتجاه إلى أبناء الذوات والأغنياء وصفوة المجتمع بعد أن نجحوا فى اختراق الطبقات الفقيرة من قبل ، وللوصول إلى الهدف لم يبخلوا على الصيد الثمين بكل الإمكانيات ، فإذا كان كيلو سكر أو زجاجة زيت أو مجموعة تقوية أو كشف طبيب .. الخ هو الثمن عند الفقراء ، فالثمن الآن غالى بعض الشىء ... مدارس 7 نجوم لأبناء الأغنياء هى الطريق الملكى إليهم ، فإذا كانت المدارس الدولية " الانترناشيونال "تقدم خدماتها فى مصر لأبناء الذوات مقابل 70 أو 80 الف جنيه للطفل ، فهذه المدارس تقدم خدمة تفوقها ب 15 الف جنيه فى العام !!..طبعا الأغنياء بلعوا "الطعم " مثل الفقراء تماما " ومفيش حد أحسن من حد "!!، الحقوا أولادهم بهذه المدارس ، وسرعان ما بدأ يتكشف الهدف الحقيقى مؤخرا .. الأطفال الذين لم يتفتح وعيهم بعد عادوا إلى آبائهم يرفعون شعار" رابعة "بعد أن وضعه بعض المدرسين والمدرسات على صدورهم .... الأطفال" الخضر "يصفون ثورة 30 يونيو ب "الانقلاب " بعد أن سمعوا ذلك فى ال " الفصل أو ال " كلاس " من" المستر أو المس" ، فجأة أصبح اللونان الأصفر والأسود هما اللونان المفضلان عند الأطفال بعد أن ارتدت "المس" طرحة وحجاب مكون من هذه الألوان ، الخ من أفعال لم تتوقف عند جعل الأطفال أصدقاء ب "العافية " لصفحات صفراء وسوداء على الإنترنت والفيس بوك صنعها هؤلاء المدرسون ، أسف المزيفون لوعى أطفالنا ... ووجد الآباء أنفسهم فى مأزق لا يحسدون عليه .. مطلوب منهم أن يهزوا صورة مدرسي أطفالهم فى المهد ، وإذا حدث ذلك ستظل الصورة مشوهة طوال العمر ، مطلوب من الآباء أن يضربوا مصداقية المعلم فى مقتل وهو الذى قال
عنه أمير الشعراء أحمد شوقى : قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا.
يسأل الآباء أنفسهم أى معلم الذى تحدث عنه أمير الشعراء وهو الآن يبث الحقد والسم والغل فى نفوس خضراء يسأل الآباء أنفسهم أى تبجيل وأى احترام لمعلم ينزع ويقتل فى أطفالنا فكرة الوطن وهى مازالت بذرة فى المهد يسأل الآباء أنفسهم أى معلم يشبه الرسول وهو يعلم الأطفال العنف والقتل ويخلع من ضلوعهم وقلوبهم الخضراء الحب لأقرانهم فى الوطن ...يحتار الآباء بعد أن كشفوا المخطط ويسألون أى مدرسة ممكن أن تقبل تحويل أبنائهم إليها بعد اقتراب منتصف العام ...يحتار بعض الآباء الذين لا يملكون مصاريف المدارس "الانترناشيونال " أى الدولية التى تقبض بالدولار أو بعشرات الآلاف من الجنيهات بعد أن ذاق أولادهم نعيم المدارس ال 7 نجوم الإخوانية ...
يسأل الآباء لماذا يصمت د. محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم ورجاله عن هذه المدارس ويكتفون باللوم ويغضون الطرف عن الجريمة التى تنموا كل يوم مثل النار التى بدأت تشب فى قلوب آلاف الأسر المصرية وتحاول أن تحرق الغد والمستقبل بأكمله !!
سيادة الوزير إذا كنت تعرف وتصمت فهذه جريمة ، وإن كنت تعرف ولا تتحرك فالذنب لا يغتفر ... انتظر أفعالا وليس أقوالا !!
هامش
سيادة وزير التربية والتعليم .. من مدارس الإخوان إلى مدارس المعاهد القومية يا قلبى لا تحزن ... معقولة تأمر بتشكيل لجنة لدراسة حال مدارس المعاهد القومية من العاملين بها ، أقصد من المستفيدين من استمرار هذه العزبة التى يدفع أموالها بعض أفراد الطبقة المتوسطة ..." ليسيه الحرية "باب اللوق خير نموذج .. قولا واحدا ... ضم هذه المدارس إلى وزارة التربية والتعليم بشكل كامل مثلما كان يريد د. أحمد زكى بدر
وزير التربية والتعليم الأسبق هو الحل الوحيد لإنقاذها وإنقاذ آلاف الطلاب من المافيا المسيطرة عليها .. سيادة الوزير اسأل عن مكافآت قيادات ونظار ومديرى هذه المدارس ومرتبات صغار المدرسين لتكتشف حجم الكارثة ... سيادة الوزير اسأل عن المستوى المتدنى للتعليم فى هذه المدارس التى كانت فى القمة فى مصر والشرق لتكتشف حجم الكارثة ... سيادة الوزير اسأل عن الكتب التى لم تصل حتى الآن للتلاميذ وقد اقتربنا من امتحانات منتصف العام لتعرف حجم الكارثة .. سيادة الوزير .. قم بزيارة لمدرسة ليسيه الحرية باب اللوق التى لا تبعد عن مكتبك مئات الأمتار لتعرف حجم الكارثة التى يدفع ثمنها الآباء من
أموالهم الخاصة .
سيادة الوزير إذا كنت تعرف وتصمت فهذه جريمة ، وإن كنت تعرف ولا تتحرك فالذنب لا يغتفر ... انتظر أفعالا وليس أقوالا !!
Yousrielsaid@gmail.com