القاهرة 27 نوفمبر 2014 الساعة 12:00 م
إلي الداعين لجريمة اليوم "25 نوفمبر"..
وإلي المشاركين. في تظاهراتها.. كبرت هذه التظاهرات.. أو صغرت..
وإلي المحرضين عليها.. والمخططين لها..
نتقدم بدعوتهم.. إلي القليل من الحياء.. ومن الخجل..
ندعوهم إلي قدر من الذوق والرحمة..
ندعوهم أيضاً. إلي الالتزام. بمسحة من الإيمان.. ومن التعقَّل..
فما تقدمون عليه.. وما تحرضون "العباد".. عليه.. ليس إلا حالة من "الكفر".. السافر. والسافل. والحقير..
ما تحشدون الناس والعباد له.. خروج علي العقل والمنطق والأصول..
هو محاولة إن شاء الله فاشلة لتدمير الوطن .. ونشر الجريمة.. وإشاعة الفوضي.. وإفساد النفوس والعقول.
هو قبل هذا وبعده.. إصرار وتصميم منكم.. ومن يوظفكم. ويستأجركم. لحرمان هذا البلد "الأمين". الذي تنتسبون إليه. وتعيشون بين جنباته. أنتم وذوويكم.. من فرص التقدم. ومحاولات النماء..
فالفوضي لا تصنع نهضة.. والقتل والاقتتال والتخريب.. خروج سافر علي الدين. ومقدساته.. وممارسة حقيرة. لكل المحرمات التي نهي عنها الإسلام.. بل وجميع الأديان. والقيم العليا والرفيعة. التي تأكدت. وتأصلت في القلوب والعقول والنفوس. علي مدار وامتداد المسيرة. الإنسانية.. وحتي قبل أن تهبط الرسالات من السماء.
قد تكون دعوتي اليوم.. من أجل الالتزام بقدر من الخجل والحياء.. وبقدر من المراجعة. وحساب الذات.. متأخرة بعض الوقت.. لكن الملاحظ أن الداعين "للفوضي". وللاقتتال. وللخراب "قدماء".. علي هذا النهج.. ثابتون علي موقفهم وقناعتهم به.. فهم ليسوا "زوَّاراً".. جدداً.. وليسوا فصيلاً من الهواة. والغاضبين. .. نزلوا إلي الساحة.. أو دفعت بهم الظروف. الصعبة. إلي الخروج علي الواقع المعاش.. ومحاولة تغييره..
إنما هم فصائل. وجماعات. وقوي محترفة..
هم "محترفون".. مكلفون. من جانب قوي عظمي. وكبري لتولي هذه "المهمة".. المشبوهة.. ومنذ سنوات طويلة..
فمنذ أن بدأت "جماعة الشر".. أو "الإخوان".. مهامها عام ..1928 أي منذ 86 عاماً.. لم تتوقف.. ولم تنتهج منهجاً قويماً وصحيحاً وحتي اليوم.. والمتأمل والمدقق لهذا التاريخ. والسلوك الفاسد.. يتبين وعلي الفور.. أن المهمة التي أنشئت من أجلها "الجماعة".. هي. هي ولم تتبدل.. ولهذا حافظوا علي بقاء الأوضاع. داخل المجتمع المصري. علي ما هي عليه.
حافظوا علي انتشار "الفقر". وبجميع أنواعه.
وحافظوا علي استمرار "الأمية والجهل"..
نفس الشيء مع "المرض". وصحة العباد..
وأيضاً.. حرصوا. وبكل قوة. علي استمرار "التمييز" والعنصرية بين فصائل المجتمع..
ذلك أن كل هذه النقائص والأمراض.. هي طريقهم إلي السيطرة علي جماهير. البسطاء. والفقراء..
ومن خلال "مستوصف".. بدائي..
أو "حسنة".. تقدم لمحتاج..
أو "شنطة".. تحمل وجبة في المناسبات الدينية..
ما غير ذلك ممنوع.. بل "محرم".. في عرفهم.
ليبقي كل علي حاله.. وتبقي "الحاجة".. هي الطريق لاجتذاب الناس وتجميعهم.
***
حتي بالنسبة للدين نفسه.. للإسلام.. الذي يتمسحون به. وينسبون أنفسهم إليه.. لا أظن أن أحداً جماعة كان أو أفراداً أساء للإسلام كما أساءوا..
فإذا كانوا فعلاً أصحاب.. "دعوة إسلامية"..
فبماذا يفسرون هذا "الخروج الكبير". علي الإسلام. الذي نشاهده ونعيشه هذه الأيام.. والتي تضخم فيها حجمهم.. وعلا فيها صوتهم.. بل واستطاعوا أن يقفزوا إلي قمة السلطة والحكم.. إلي رئاسة الدولة.. لقد استطاع الدين الإسلامي خلال قرن ونصف القرن أن يجذب إليه كل يوم مؤمنين وأتباعاً جدداً. ليصل عدد المسلمين في العالم إلي ما يقرب من مليار ونصف المليار مسلم..
إلا أن ما نتابعه. ونقرأ عنه هذه الأيام.. أن أعداداً غير قليلة. من المسلمين. يخرجون عليه.. "إلحاداً".. أو "تحولاً".. إلي عقائد أخري. فما تمارسه "جماعات الدعوة"... المنبثقة عن "جماعة الشر".. تدفع الناس.. وفي كل أنحاء الأرض. حيث يتواجد الإسلام.. إلي "الكفر".. بما تحاول هذه "الفئات الضالة".. أن تنشره وتعممه.. فهذه البدع.. التي تمارس اليوم. من قطع للرءوس إلي العودة إلي عصور العبودية.. وإلي المتاجرة بالنساء. وبيعهم في سوق النخاسة لا يمكن إلا أن تدفع الناس ألا للكفر "بالدين".. الذي يدعون إليه.
لن نخوض كثيراً في تفاصيل وحكايات. هذا الانحراف. وهذا الشذوذ الذي نقرأ عنه في سلوكيات "باكوحرام" وغيرهم..
إذ يكفينا اليوم.. ما نعايشه هنا في مصر.. وفي المنطقة العربية. من شذوذ وجرائم ترتكب في كل لحظة وباسم الدين..
هل يمكن أن يكون "القتل".. قتل المسلم للمسلم.. فضيلة. أو من مباديء الإسلام..
وأن يكون "الكذب".. أياً كانت أسبابه ودوافعه.. سلوكاً مقبولاً ومبرراً دينياً..؟
وهل يمكن. استباحة. تدمير وتحطيم. مصادر المياه. والكهرباء والسكك الحديدية. وجميع الخدمات التي يعيش بها وعليها المواطن.. سواء كانت مرافقها للصحة. أو للعلم. أو المعرفة. أو غيرها من شئون الحياة. ومتطلباتها..؟!
***
والسؤال .. لماذا كل هذا..؟
هل فقط.. هو "السمع والطاعة".. لأوامر الكبار في الخارج.. حتي يمنعوا مصر. من التقدم والنمو.. والخروج من حالة الفقر والجهل والمرض..؟!
أم "الغل"... والحقد والكراهية.. لهذا الشعب وهذا الوطن.. تحت وهم مفتعل. ومخترع. ومكذوب.. وهو ما يسمي "دولة الخلافة"..
ربما ليس هذا ولا ذاك.. أو ربما كان بسببها جميعاً..
مضافاً إليها.. عنصر "المال".. "الرشوة".. "البيزنيس"..
يمكننا أن ننسي. ونتجاهل كل ما سبق. من دوافع وأسباب.. ونتوقف عند هدف آخر.. أكثر إغراء وجاذبية.. وهو.. السعي إليپالسلطة والحكم.. ومحاولة الاستيلاء عليها..
والإجابة هي: ليتهم يجرون وراء هذا الهدف.. أو هذه الغنيمة.. فقناعتي الثابتة.. ان هذا الغرض. هم بعيدون عنه. ولا يفكرون فيه..
والسبب: أنهم أدري بأنفسهم.. وأعلم بقدراتهم.. وأكثر معرفة بمستوي كوادرهم. وقياداتهم.. ولقد جاءتهم بالفعل "الغنيمة".. يوماً.. وجلس د. محمد مرسي علي كرسي الرئاسة.. ومكنوا أتباعهم رجالاً. ونساء من الإمساك بالعديد من المناصب العليا والحاكمة والمؤثرة في شئون البلاد.. ولم يكن ينافسهم عليها أحد.. والنتيجة فشل.. لا بعده. ولا قبله فشل..
والفضائح التي كشفتها وشهدتها. وسجلتها هذه التجربة.. "القبيحة".. لا تسمح لأحد منهم.. أو من غيرهم أن يتصدي للدفاع أو التبرير..
ولهذا.. رفضوا.. وبغباء غير مسبوق أن يمنحوا أنفسهم فرصة ثانية.. للتصحيح أو للمراجعة.. يوم حدث نوع من التوافق العام علي أن تجري "انتخابات".. "رئاسية".. يحتكم فيها الشعب إلي جماهيره.. فإما أن نعيد انتخاب "مرسي" رئيساً للمرة الثانية.. أو أن يختار مرشحاً "إخوانياً".. آخر تتقدم به "الجماعة".. التي تدعي أنها تملك الأغلبية..
رفضوا "الفرصة". بكل غباء.. وسوء تقدير.. وجهالة.. وكانت 30 يونيه.. وكانت 3 يوليه.. وكان "مرسي".. والنظام الإخواني جميعه خارج اللعبة تماماً.
الغريب أن "الجماعة".. وبالتأكيد.. بتعليمات من الخارج.. ومن كبارهم الدوليين.. ظلت علي عنادها وعلي غبائها وجهلها.. وبدلاً من أن تعيد النظر في سلوكها. وفكرها.. بل وطموحاتها.. إعادة نظر.. تتبين من خلالها.. عناصر الضعف.. وأسباب الفشل. وتركز خلالها أيضاً علي عوامل القوة والتميز التي تتمتع بها.
بدلاً من ذلك تمسكت بكل ما يؤكد.. العجز.. وعدم القدرة.. وغياب المعرفة.. والجهل واختارت الإجراءات والسلوكيات. والممارسات الخارجة علي القانون وعلي الأصول.. واحتلت ميداني "رابعة".. والنهضة ومارست العنف والجريمة والفساد والتدمير.. وهي علي نفس الدرب سائرة ومستمرة.. ومن لا يصدق عليه أن يقدم لنا.. ولو "لمحة".. أو إشارة واحدة تدحض هذا التصور..
فها هم اليوم يدعون إلي "الشغب".. وإلي الفوضي.. وإلي الاقتتال.. ولم يقولوا للناس..
لماذا كل هذا.. وما هو المطلوب..
وما هي الأفكار والخطط. والرؤي التي يسعون إليها..
غير تسليم مصر. لأسيادهم. متحاربة متقاتلة..
متوقفة عن التقدم إلي الأمام.. إن استطاعوا..
وهو المستحيل ذاته.