القاهرة 16 نوفمبر 2014 الساعة 04:14 م
يقف القطار عند فيلد، مباشرة بعد حدود كولومبيا البريطانيه. أترجل منه وأسير بجانب الأعمده مخترقة الهواء الساخن. «لطيف جداً ان تنزل من القطار لفترة من الزمن اليس كذلك» كدت أن لا أعرفه. إنه قصير، كما أعتقد ان العديد من نجوم السينما ذوى الوجوه الجميلة كانوا كذلك أيضاً. ثيابه كانت حقيقة خردلية اللون. أعنى أن سترته وبنطاله كانا كذلك. قميصه المفتوح أحمر وأما حذاؤه فخمرّيٌ غامق. صوته مثل صوت من يضعه عمله فى صلة يوميه ملتصقه بالجمهور.
«آمل أن لا تضيق بى إذا ما سألتك، هل انت من برج الأسد؟».
«كلا».
سألتك لأننى انا من برجل خرى.
«أنا آسفة».
«ظننت أنك تبدين شخصاً يمتّعنى تبادل الكلام معه».
أذهب وأقفل على نفسى باب غرفتى وأقرأ مجلة حتى آخرها حيث الإعلانات عن الخمر وأحذية الرجال. ولكننى أشعر بأسف ربما لم يكن يعنى أى شيء أكثر من الذى قاله. انا انسانه ممتعه يحلو للآخرين الحديث معي. والسبب أننى أستمع لأى شيء. وقد يكون هذا بسبب المقالات التى تنشرها المجلات والتى كنت أقرأها فى بداية صبايا (حيث كان أى عنوان به كلمة شهرة قد يحولنى إلى ثلج ويشدنى إليه) ويحثنى على عملية تطوير لهذا الفن الإجتماعى المنفتح. لا أعنى أننى أفعل ذلك. ولكن وجهاً لوجه مع أى إنسان له قناعات أو أوهام ومعظم الناس لديهم هذا – او لديهم فقط مسيرة طويلة من التجارب الغير واضحة ليشاركو بها. أشعر بشيء كالذهول كافياً ليشلّني. «عليك ان تنهضى وتسيرى بعيداً، يقول هوج».
وهذا ما على ان أفعله.
***
«سؤالى لك إن كنت من برج الأسد، كان لمجرد تبادل الكلام. ما كنت اريد أن أسألك فعلاً كان شيئاً مختلفاً ولكننى لم أدر كيف أضعه. مجرد أن رأيتك عرفت اننى قد رأيتك سابقاً».
«أوه، لا اعتقد ذلك. لا أعتقد انك فعلت»
«اعتقد اننا نعيش اكثر من حياة»
تجارب متعاكسه، حيوات متعدده فى واحده. هل هذا ما يعنيه؟ ربما هو يحاول تبرير عدم إخلاصه لزوجته، إذا ما كان له زوجه.
«انا أومن بذلك، قد ولدت قبل الآن ومتّ من قبل هذا صحيح».
أترى؟ اقول لهوج وأنا قد بدأت بتأليف قصة له، حول هذا الرجل، فى عقلي. إنهم دائماً يجدونني.
«هل سمعت فى حياتك عن الروزيكروشين؟»
«هل هم الذين يعلنون عن سيادة الحياة؟
قد تتلاشى السخرية وتختفى ولكنه يستطيع تتبع زلاقة اللسان فالتأنيب الممل للمتحول يقوى لهجته.
«منذ ست سنوات رأيت احد هذه الإعلانات كنت فى حالة سيئة جداً. زواجى تحطم وكنت اصرف وقتاً فى التفكير اكثر مما يناسبني. ولكن هذا ليس كل المشكلة. كما تعلمين؟ هذا ليس المأزق الحقيقي. كنت أجلس فقط لأفكر لماذا أنا هنا على أى حال. مثل الدين – تنازلت عن كل ذلك. لم اكن استطيع القول إذا ما كان هنالك شيء كالروح. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فماذا بحق الجحيم؟ أتعرف ما أعني؟
«ثم راسلتهم وحصلت على بعض ادبياتهم وبدأت أذهب إلى اجتماعاتهم. وعندما ذهبت فى المرة الأولى كنت خائفه لأن يكون الجموع مجموعة من المجانين. لم اكن اعرف ماذا اتوقع، كما تعلم؟ يا للصدفة التى حصلت لى عندما رأيت نوعية الأشخاص هناك. رجال ذو نفوذ. ورجال أثرياء ورجال محترف مهن. جميعهم مثقفين ومتعلمون أناس من صفوة القوم إنهم ليسوا أغبياء أو معتوهين. وهذا شيء معلوم ومثبت علميا».
انا لا أجادل.
«مائة وأربعة واربعون عاماً. هذا هو زمن الدورة الواحدة منذ بدء إحدى الحيوات إلى الثانية. إذاً فلو مت أنت أو أنا لنقل فى السبعين وهذا ما يعادل – اربعة وسبعين عاماً، أربعة وسبعين عاماً إلى بداية الحياة الثانيه عندما تولد روحنا من جديد».
«هل تتذكر؟»
«من الحياة الأولى إلى الحياة الثانية، هذا ما تعنيه؟ حسناً، انت تعرف نفسك، الإنسان العادى لا يتذكر شيئاً. ولكن بمجرد ان يفتح عقلك، وبمجرد ان تعرف ما الذى يدور حولك، عندئذ تبدأ فى التذكر. حياة واحدة انا نفسى اعرف عنها بشكل مؤكد. كنت اجد الفاتحين فى آسيا والمكسيك. هل تعرف الفاتحين؟».
«نعم». «شيء مضحك. كنت أعرف دائماً أننى أستطيع ركوب الخيل. لم افعل ذلك أبداً كما تعلم، فصبى المدينه، لم يكن لديه أى مال. ولم يركب ابداً حصاناً. وكذلك عرفت ذلك كما عرفت هذا. ثم اثناء اجتماع منذ عامين لمؤتمر «الروزيكروشن» فى فندق «فانكوفر»، جاءنى احد الأشخاص الأكبر سناً، كان من كاليفورنيا، وقال، كنت هناك، كنت واحدة منهم. لم أدر ما الذى كان يتكلم عنه. كنا معاً. قال إننى كنت واحده من الذين ذهبوا إلى المكسيك وكان هو من الذين تخلفوا عنهم كان يعرف وجهي. وهل تريدين أن تعرفى أغرب ما فى الأمر؟ وبينما كان ينحنى ليكلمني، كان لدى انطباع أنه يضع قبعة. مع انه لم يكن كذلك. تعرف القبعة ذات الريشه. وكان لدى انطباع ان شعره كان غامقاً وطويلاً، بدلاً من كونه رمادياً وقصيراً. كل ذلك قبل ان يقول كلمة من هذا لي. اليس هذا شيئاً ذا دلاله؟»
نعم، شيء ذو دلالة. ولكننى سمعت اشياء من قبل. سمعت من أناس يرون بشكل منتظم أجساما كالنجوم تطوف حول المكان مباشرة تحت السقف، أناس يتحكمون بكل أيامهم بعلم الفلك والذين غيروا أسماءهم وانتقلوا إلى عناوين جديده حتى يتبركوا بالقيم العددية للأحرف الجديده. هذه هى الأفكار التى يعيش على أساسها الناس فى هذا العالم. وانا استطيع أن ارى السبب وراء ذلك.
«ما الذى تريد ان تراهن عليه انك كنت هناك ايضاً؟»
«فى اسبانيا؟»
«فى اسبانيا، هكذا فكرت عندما رأيتك. كنت سيدة اسبانيه وربما بقيت فى الخلف، ايضاً. وهذا يفسر ما أراه. عندما أنظر إليك – ولا أقصد أى افتراء، فأنت سيده جذابه جداً – اراك أصغر مما أنت الآن، وهذا بسبب أننى عندما تركتك خلفى فى اسبانيا كنت فى العشرين فقط أو الواحد والعشرين.
ولم أرك مرة ثانية فى تلك الحياه لا تمانعين قولى هذا؟ »
«كلا، كلا، هذا شيء يجلب السرور، حقاً، أن يُرى الإنسان هكذا.»
«كنت دائماً اعرف، كما تعلمين، أن لهذه الحياة شىء أكثر مما نراه. انا لست إنساناً مادياً ليس بالطبيعة. لذلك فأنا لم اكن ناجحاً جداً. انا بائع عقارات. ولكننى لا اعطيها ما عليك ان تعطيها من اهتمام، إذا ما أردت النجاح. لا شيء يهم. فأنا ليس لدى سوى نفسي».
انا أيضاً لا أملك إلا نفسى. ولا استطيع التفكير بما على أن أفعل. لا أستطيع التفكير بما افعل بهذا الرجل سوى ان أحوله إلى قصة اتلوها لهوج، شيء غريب، نكته من اجل هوج. هوج يريد أن يرى الحياه بهذه الطريقة. هو يبحث عن نغمة جافة. مشاعر عارة عليه ان يخطو عليها، مثل اللحم العاري.
«هل تحبني، هل تحب مارجريت، هل تحبنا كلينا؟»
«انا لا أدري».
كان يقرأ مجلة. إنه يقرأ كلما تكلمت إليه. قال هذه الكلمات بصوت ملول، تعب، بالكاد يسمع. دم من حجر.
«هل أطلقك، هل تريد الزواج منها؟»
«لا أعرف»
اقتربت مارجريت من الموضوع وتمكنت من إدارة الحوار حول بعض الفناجين البورسلين التى اشترتها لنا كهديه متأملة ان لا يرميها خارج المنزل اثناء نوبة الغضب لأن مارجريت اذا ما انتقلت إلى المنزل سوف تجدها مفيده. ابتسم هوج عندما سمع ذلك، وكان شاكراً. إذا ما قمنا بتأليف النكات نستطيع ان نعيش. على ما أظن.
لا أجد مشكلة فى تحديد أسعد لحظة من لحظات زواجنا. كنا فى رحلة إلى ميتشغان الشماليه عندما كان اولادنا ما زالوا صغاراً. إنه كرنفال الأنسجه الصوفيه تحت السماء الرماديه. ركبنا فى قطار منمنم. اخذنا فى التجوال معاً ووقفنا أمام قفص بداخله دجاجه. وهنالك اشارة مكتوب عليها ان هذه الدجاجه باستطاعتها العزف على البيانو. قلت اننى اريد أن اسمعها تعزف البيانو، فوضع هوج دايم (6 بنسات) وعندما سقط الدايم، فتح باب المحبس فسقطت حفنة من الذرة نزلت على مفاتيح البيانو اللعبه. كانت الدجاجه وهى تلتقط الذرة تصدر أنغاماً خاصة. أصبت بخيبة أمل وسميت هذا احتيالاً، ولسبب ما كنت قد صدقت ما اشارت إليه اليافطة. صدقت أن الدجاجه ستعزف البيانو فعلياً. ولكن كان تصرف هوج وهو يسقط الدايم، نوعاً من الطيش الغريب الذى بدى مدهشاً جداً ومعبراً عن الحب اكثر من اى شيء فعله أو قاله فى أى وقت آخر، فى اى مستوى رفيع من حاجاته ومدى ارتوائه منها. كان هذا الفعل بمثابة شيء مذهل ومؤقت – طائر صغير جداً لنقل، بالوان نادره – يجلس بالقرب فى زاوية نظرك، التى لا تجسر ان تنظر إليها بشكل صريح. فى تلك اللحظة لم يكن تبادل اللطف بيننا تغطيه للغيوم ولم يكن تكتيكيا، صراعاتنا بدت غير حقيقيه. فتح باب، على ما يبدو.. ولكننا لم نتجاوزه.
أما أكثر اللحظات كآبة فلا أستطيع ذكره لك. فكل صراعاتنا تختلط مع بعضها البعض وهى فى واقع الأمر اعادة تجسيد لنفس الصراع، الذى نعاقب به انفسنا أنا - بالكلمات وهوج بالصمت – كوننا نحن ما نحن. لم نحتج لأكثر من ذلك.
إنه الإنسان الوحيد الذى لا أمانع فى أن أراه يتعذب. لا أمانع فى أن أرى العذاب يجرّه وحبيبات الأسى منثورة على وجهه، حتى استطيع التحول، «الآن تعرف، اليس كذلك؟ الآن ترى». نعم. فى أقصى درجات ألمه قد أظهر له ابتسامتى الصغيرة، المتشفية، المتراجعة. قد أظهرها.
«وعندما توصلت إلى أن أفهم الموضوع شعرت أنى أعطيت بداية جديدة».
يؤمن الناس هذه الأيام بالبدايات الطازجه. حتى نهاية حياتهم. عليهم ان يسمو بذلك. وان يبدأو مجدداً كأناس جدد، ولا يعرف أنفسهم القديمة إلاّ هم؛ لا يستطيع أحد أن يمنع أحداً من فعل ذلك الناس الكرام يفتحون الأبواب على مصراعيها ويوزعون البركات. ولم لا؟ سوف يحدث هذا على أى حال.
تجاوز القطار ريفلستوك، عبر الجبال المتناقصه تدريجياً. مقصورة القهوة خالية منذ فترة، ما عدا انا والرزوكروشن. قام القائمون على خدمة الزبائن بتنظيف المكان.
«يجب ان أعود».
لم يحاول ان يوقفني.
«سعدت جداً بمحادثتك، وأرجو ان لا تعتقدى أننى مجنون».
«كلا، كلا. انا لا أعتقد ذلك».
يتناول بضع كراسات من جيبه الداخلي.
«قد ترغبين فى تصفّح هذه إذا ما كان لديك الوقت لذلك».
شكرته.
ينهض، وينحنى لى قليلاً، بجلال إسباني.
سرت نحو محطة فانكوفر لوحدي، أحمل شنطتي. اختفى الروزيكروشن فى مكان ما. لم يعد موجوداً وكأننى أنا التى اخترعته. ربما لم يأت حتى فانكوفر، ربما نزل فى احد بلدات وادى فريزر، فى الصباح الباكر الشديد البرودة.
لم يكن أحد فى استقبالي، لم يعلم إحدى بقدومي. جزء من داخل المحطة يظهر وكأنه مغلق، مقفول. وحتى الآن، وعندما يكون به بعض النشاطات المضمونه مرتين فى اليوم فإنه يبقى مكاناً مهجوراً كالكهف.
منذ احد وعشرين عاما التقيت وهوج هنا فى مثل هذا الوقت من الصباح. كان هذا المكان فى ذلك الوقت مليئا بالضوضاء ومزدحماً. جئت إلى الغرب لكى اتزوجه. كان يحمل أزهاراً سقطت من يده عندما رآني.
فى تلك الأيام كان اقل تمالكاً لنفسه بالرغم من انه لم يكن اكثر تواصلاً مع الآخرين. وجهه احمر، قاسى النظرات بشكل هزلي، مليء بالعواطف التى كان يختزنها كأنها حزن خاص به. عندما لمسته، لم يفقد تماسكه كدت أحس بعروق رقبته المشدود. يغلق عينيه ويتابع مختلياً بنفسه. لربما كان يرى الاشياء قبل وقوعها؛ الفساتين المطرزه، الحماس، الخيانات. ولم اكن غالباً جاهزة لأكون لطيفه. منزعجة لسقوط الأزهار، متمنية ان يرحب بى بشكل يختلف عن اسلوب الكتب الهزلية، خاب أملى لمواجهة براءته التى بدت حتى تزيد عن براءتي، لم أمانع فى أن أتركه يرى زاويه من زوايا عدم اكتفائي. هنالك طبقات وطبقات فى هذا الزواج، اخطاء فى التوقيت، اخطاء فوق اخطاء، ولم يستطع احد الوصول إلى مصدرها الأصلي. ولكننا توجهنا مباشرة نحو بعضنا البعض، تعانقنا وبقينا كما نحن.
دسنا على الأزهار المجروحة. تمسكنا ببعضنا البعض مثل أناس مسطوحين انقذتهما معجزه. وليس للمرة الأخيرة. ممكن أن يحدث هذا مرة ثانية؛ قد يحدث ثانية وثانية. ودائماً تكون الغلطة نفسها.
آووه
تملأ صرخة محطة القطار. صرخة حقيقية مصدرها خارج نفسي. بإمكانى أن أرى اناساً آخرين يقفون، وقد سمعوها أيضاً الصرخة مثل صرخة أحد الغزاة مليئة بحزن رهيب. ينظر الناس نحو الأبواب المفتوحة، نحو شارع هاستينجز، وكأنما يتوقعون الانتقام يأتى مسرعاً نحوهم. ولكن باستطاعتنا الآن ان نرى أن الصرخة تأتى من رجل عجوز، من رجل عجوز يجلس مع رجال عجائز على مقعد خشبى فى إحدى زوايا المحطة.
كان هنالك عادة مقاعد خشبية متعددة، والآن لم يبق إلا واحد، يجلس عليه رجال كبار فى السن، لا يأتى على ذكرهم أحد مثل الصحف القديمة. لقد وقف الرجل الكبير على قدميه ليرسل هذه الصيحة، التى هى صرخة غضب ليس إلا، صرخة غضب ضمير ورعب أكثر منها صرخة ألم. وبينما تبهت الصرخه يستدير نصف استداره، يهتز، يحاول البقاء فى الهواء وذراعاه مرفوعتان واصابعه مفتوحه، يسقط، مستلقياً على الأرض وهو يتشنج.
الرجال الآخرون الذين يجلسون على المقعد الخشبى لا ينحنون لمساعدته لم يقف واحد منهم، فى حقيقة الأمر بالكاد ينظرون إليه ولكنهم يتابعون قراءة الصحف أو الحملقه فى أقدامهم. يتوقف التشنج.
لقد مات، اعرف ذلك. يأتى إلى الخارج رجل يرتدى بذلة سوداء، ربما كان مديراً أو أحد الرسميين، للتقصى عن الموضوع. يتابع الناس حاملين أمتعتهم وكأن شيئاً لم يكن. لا ينظرون فى ذلك الاتجاه. ويقترب آخرون مثلى إلى المكان حيث يستلقى الرجل العجوز. ثم يتوقفون؛ يقتربون ويتوقفون، وكأنه كان يرسل نوعاً من الأشعة الخطرة.
«قد تكون حالة قلب»
«سكتة دماغية»
«هل انتهى؟»
«حتما. انظر إلى هذا الشاب الذى يضع معطفه».
يقف الرجل الرسمى الآن بقميصه. حيث إن سترته ستذهب للتنظيف. أستدير مبتعدة بصعوبة وأسير نحو مدخل المحطه. كان من المفروض ان لا أذهب، وكأنما صيحة الرجل وهو يموت، والآن هو ميت، ما زالت تتطلب شيئاً مني، ولكننى لا استطيع التفكير ماذا يكون. بفعل تلك الصرخة اندفعنا إلى الخلف هوج ومارجريت والروزيكروشين وانا وكل مرة هوجي. ما نقوله ونشعر به لم يعد يرن فى اذاننا كشيء حقيقى فقد انحرف إلى حد ما عن مساره. كأننا كنا جميعاً مقيدين لفترة طويلة ونحن الآن نفلت خارج السيطره، نرسل الأزيز ونرفع الضوضاء. ولكن بمجرد لمسه يمكننا ان نتوقف، ونرى بعضنا البعض للمرة الاولى مخلوقات غير مؤذيه وساكنه. هذه رسالة، انا أومن أنها كذلك؛ ولكننى لا أدرى كيف أستطيع إيصالها للآخرين.
------------------------------
<< اليس مونرو روائية كندية تكتب باللغةالإنجليزية. وصفت أعمالها بأنها صنعت ثورة فى بناء القصة القصيرة خاصة من حيث قدرتها على التحرك فى الزمن إلى الأمام وإلى الخلف.
ولدت إليس مونرو فى العاشر من شهر يوليو سنة 1931 فى وينجهام، اونتاريو، كندا. تزوجت من جيمس مونرو (1951 – 1972) ثم تزوجت ثانية من جيرالد فريملين (1976 – 2013) . لها أربعة أولاد من زواجها الأول.
كتبت اثنتى عشر كتاباً من المجموعات القصصية، حازت على العديد من الجوائز الأدبية سواء فى بلدها كندا أم على مستوى العالم.