القاهرة 26 اكتوبر 2014 الساعة 02:58 م
اهداء ..
إلى أنبل وأجمل ما أنجبته مصر .. وكانوا هم الطلائع التي تحركت وكسرت الحواجز والقيود ، وجاءت رسالتهم تجلجل في فضاء مصر والعالم العربي ، وترددت الأصداء بقوة في أرجاء الكون بأسره حتى تسلمها كل معنى بشأن مصر ..
إلى جيل الشباب الذي قاد معركة إنقاذ مصر ، وفجر ثورتين في 29 شهرا، ومدّ يده فإستعاد وطنه ، وهيأ نفسه لجهاد طويل لايضعف فيه ولايلين .. وكان بحق تجسيدا لحلم خلاص مصر ، وأثبت بيقين لايرقى للشك ، أنه جيل لايقبل سوى أن يعيش كما يتمنى ، وأن لديه القدرة على كتابة التاريخ الحىّ لمصر ..
إلى شباب مصر ..
تصدير مجموعة أحاديث
في هذا الكتاب مجموعة وجهات النظر التي كتبتها ــ حول ومع ــ أحداث كانت متلاحقة ومتصادمة ، وبعضها يناطح البعض ، في مناخ كان ــ ولايزال ــ أكثر إثارة للجدل والخلاف .. وفي الحقيقة فإن السطور التي يحتويها الكتاب ، ليست مجرد متابعة أو تعليق أو تحليل لما وقع وحدث .. ما يجرى وما جرى ، وتواصلت مشاهده عقب إندلاع مسيرات غضب الثورة الشعبية الأولى يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 وحتى تنحى أو تخلى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن مهام منصبه يوم 11 فبراير .. ثم توالت بعدها " مليونيات " التظاهرات الشعبية الإحتجاجية الرافضة لوقائع إنتكاسة أهداف الثورة ، وحتى زحفت الجماهير بالملايين تلتحم بالملايين يوم الأحد 30 يونيو 2013 يوم الخروج الكبير للشعب المصري في ثورته الشعبية الثانية ، وعزل الرئيس السابق محمد مرسى العياط يوم الأربعاء 3 يوليو 2013 .. ثم هبت عواصف وتداعت أحداث فيما بعد ، وبدت في حقيقة الأمر أعقد بكثير وأصعب من أن يجرى حولها مجرد متابعة أو تعليق أو تحليل .. وكانت تجرى في طريقها تساؤلات كثيرة ، حرت في الوصول إلى إجابة عليها ، فقد كان مجرى الحوادث
في ظاهره لايكفى لرؤية ما يدور تحت السطح!!
ومجموعة الأحاديث في هذا الكتاب ، كانت ــ فيما أتصور ــ أكثر من مجرد رصد أو وصف لمسلسل وقائع وأحداث من أجندة الأحوال المصرية ، التي شهدت ــ ولاتزال ــ صخبا إعلاميا وسياسيا ، تزاحمت داخله الظلال والألوان ، ومع الصراعات والإنقسامات والتحولات والتراجعات ، التي تكشفت معها مواقف ، وتعرّت تماما سياسات ومصالح ضيقة وأهداف ومطامع .. وفي هذه الأجواء ، والطقس المتقلب ، كانت تلك الأحاديث من وجهات النظر ، مجرد رؤية ترصد ما هو أوسع من الوقائع وأشمل ، وربما كانت أقرب إلى سجل لما حدث في الثورة الأولى ، وماذا حدث بعدها .. ما يجرى وما جرى على إمتداد مسافة كانت حاسمة وفاصلة في تأثيرها ، ليس فقط على مستوى تاريخ الشعب المصري ، بل وعلى مستوى أمته العربية ..
وأظنني كنت واحدا من هؤلاء الذين طرحوا رؤيتهم منذ البداية بالتنبيه والتحذير .. وإن كانت توقعاتهم أقرب إلى التنبؤ بما هم قادم ، بعد أن كشفت الأحداث المتلاحقة : المواقف والأفكار والقدرات ، بل وقامت بتعرية بعضها ، ولم تترك لها رداء ولاحياء تتستر به !! وإذا كانت الأحداث الكبرى في حياة الأمم والشعوب ، ليست مصادفات تلقى بها الأقدار ، أو ليست أقدارا لاترد من زمن الأساطير الأغريقية التي أعلت من شأن التنجيم والتنبؤ ، والسعى لقراءة الطالع ، ولكن جاءت المؤشرات والشواهد في "الحالة المصرية " لتفرض أحكامها وبمقتضى الظروف ، لإستشراف ما هو قادم ، وإن كان في صورة "توقعات " تنذر وتحذر .. كانت المؤشرات والشواهد تقود إلى إستنتاجات خطيرة ، منها قضايا عولجت بالإرتجال ، وأن كل الأطراف الموجودة في الساحة إما حائرة من الموقف ، أو أقل قدرة من الموقف ، وأن هناك خيارات مقلقة ، وخيارات معطلة ، وأن هناك شبهة مقامرات في هذا البلد لاتجوز !!
وحين يطرح السؤال الحائر والقلق : مصر إلى أين .. وماذا حدث ويحدث ؟! كانت أية محاولة للإجابة تؤدى بدورها إلى إستنتاج أساسي وهو : أن هناك قصورا ليس فقط في الفعل الثوري ، وإنما القصور بدأ في الإدارة الإرتجالية للمرحلة الإنتقالية الأولى بعد ثورة 25 يناير ، وأن أية جهود .. ربما كل الجهود .. كانت على مسار " بقاء الوضع كما كان الحال قائما " مع تغيير في واجهة السلطة فقط ، أى إحلال نظام محل نظام تم خلعه ، ودون السفر إلى المستقبل .. وإذا كان التاريخ يتحرك فإن السياسة عاجزة .. وكان اللامعقول في هذه الحالة كثير .. وكثير جدا !! وفي هذه الأجواء وما حولها ، كان الشعب المصري يشعر بأن مطالبه لاتلقى العناية الكافية ، وأن الملايين التي خرجت وصنعت ثورة 25 يناير 2011 ثم عادت إلى حياتها الطبيعية ، بدأت ترى أن العمل السياسي الذي يجرى في العاصمة ، هو سباق قوة مشغول بما هو فيه ، وقد حدث هدر عقيم في العمل الوطنى ، عوّقت حركته وأربكته ، والنتيجة أن هذه الجماهير أصابها نوع من ضيق الصدر ، ونفاذ الصبر ، وبان قلقها ، وقد هبّت رياح الخماسين على مناخ الثورة ..
كل ما كتبته ونشرته في تلك الفترة الملحقة مباشرة بزمن الثورة الأولى 25 يناير ، وحتى الثورة الثانية 30 يونيو ، قد أعتبره ــ وفيما أظن ــ وأأمل أن يكون الظن صحيحا ، مجرد عرض لأجندة الأحوال المصرية ، وسجلا لتطورات الأحداث والوقائع والرؤى داخل المشهد المصري العام ، وتحليل تطوراته ، وإستخلاص نتائج تساعد بدورها على تصور متماسك للموقف العام كله ، وبقدر ما تسمح به سرعة إيقاع الحوادث من ناحية ، والملابسات التي أحاطت بها من ناحية أخرى ودفعت أمامها بعلامات تعجب وإستفهام ؟؟!!
ولقد إعتقدت ، ومازلت أعتقد ، أن المشهد العام في مصر ، لايزال ، وربما سوف يظل لسنوات قادمة لاتتجاوز خمس سنوات على أقل تقدير ، تحت التشكيل ، وأن المجرى الجديد للأمور لم تتحدد ملامحه ، ولم يستقر بعد على قواعد تأسيس جديدة .. وواقع الحال أمامنا شاهد لايكذب !!
توضيح
صورة للحركة .. والمناخ .. والشعلة
قبل كتابة ونشر هذه المجموعة من الأحاديث ، وبعد الثورة الشعبية المصرية الأولى في الخامس والعشرين من يناير 2011 ، كان هناك تفويضا عاما للآمال وهي تسبح في فضاء لاتحده الآفاق .. كانت الآمال في مجملها مجسدة في كتابة شهادة ميلاد جديدة لمصر ، وسفر إلى المستقبل والتاريخ .. سفر إلى التقدم .. وحين كان الميدان ( ميدان التحرير ) رمزا للأمل وللفكرة ، وشعلة وضاءة ، في طول البلاد وعرضها ، وبعد أن أثبتت مصر لنفسها وللعالم أنها مازالت تحتفظ بكبريائها ، وأنها قادرة على الثورة ..
وأتلفت إلى تلك الأيام ــ 18 يوما بدءا من يوم الثلاثاء 25 يناير ــ وأنا أستعيد قراءة تاريخها .. أستعيد ملامح من صورة الحركة والمناخ والشعلة ، فقد عايشت أياما كانت ــ هي ــ صانعة للتاريخ المصري المعاصر بعد 25 يناير 2011 ، ورغم أن ما حدث بعد اللحظة التاريخية الفارقة والمصيرية والحاسمة في تاريخ مصر ، وما شهدته الأيام والشهور الطويلة فيما بعد ، كان أشبه بعملية إنسلاخ مؤلمة من زمان إلى زمان ، وإن كانت هذه التجربة قد عانتها من قبلنا أمم وشعوب ، ولكن صعوبة الأمر بالنسبة لنا ، وخلافا مع تجارب غيرنا ، أن هذه العملية خلقت مناخا من الإكتئاب والقلق والتوتر ، أوشكت أن تجهض كل الآمال والتمنيات ، وأن تحجب عنها الأفق ورؤية المستقبل الذي طالما حلمنا به ، وكان القلق على المستقبل يكاد يسد الأفق .. ثم جرت جهود حثيثة لتشويه صورة شباب الثورة .. وربما بدأ هذا الخلل منذ أن تحسب المجلس العسكري الحاكم بأنه تلقف كرة النار بين يديه بعد الثورة ، ثم أخذ يبحث عن مكان آمن يجنبه حرق نفسه ومجلسه الأعلى والبلاد ، وبدلا من الإحتماء بالقرار الصحيح ، لجأ إلى محاولة إرضاء جميع الأطراف .. وإن كان إرضاء الجميع غاية لاتدرك !!
وعلى مدار المرحلة الإنتقالية " الإرتجالية " وإستمرت نحو 16 شهرا ، سقط عشرات الشهداء ، وتكبد الإقتصاد المصري خسائر فادحة بلغت نحو 342.2 مليار جنيه ، ودخلت البلاد دوامة " متاهات " لاتعرف كيفية ولا وقت الخروج الحقيقي منها ، وكان فيها من المجهول أكثر من المعلوم .. ثم كان غير المعقول وغير المقبول كثير جدا فيما بعد ، وحتى زحفت الملايين تعزل بالإرادة الشعبية ، أول رئيس مدنى منتخب ، بعد أن توالت مشاهد الإغارة على سلطة الدولة !!
وبقيت البداية ــ وقائع إندلاع الثورة الشعبية الأولى ــ مجرد ذكريات قد يطوف البعض حول تخومها بكلمات ل
لذكرى ، أو حديث عابر ، وأخشى أن تجرفها الشواغل والإهتمامات الأخرى إلى رصيف النسيان ، رغم أنها أيام العاصفة التي أزاحت ما كان موجودا ، وطوت صفحته ، وأشهرت رسالة على الملاء من ميدان التحرير ، كانت عميقة الدلالة .. وفي المشهد البديع كان التاريخ يتحرك بإتجاه تأسيس الجمهورية الثالثة ، إلا أن الأحداث كانت تأخذ منعطفا آخر ، بالعنف تارة ، وبالتسويف تارة أخرى ، وعقد الصفقات في الظل حينا آخر ، وكانت هناك أطراف وقوى خارجية بدأت تطل على الساحة المصرية ، وأطراف داخلية تتحفز للقفز على الثورة التي أزاحت نظاما ثم توقفت ، حتى بدا وكأننا أمام أزمة حكم سقط ولايريد أن يرحل .. ثم ساد مناخ لايسمح بحل المشاكل عن طريق المناقشة الحرة .. بالحوار الوطني .. وأصبح العمق المصري يموج بتفاعلات تتسارع حركتها ، وتتصارع عواملها ، لايراها أحد ولكن آثارها ما تلبث أن تطفو على السطح .. وطفت وكادت أن تحجب عن الذاكرة المشهد البديع الذي صنع في لحظة مصيرية ، تاريخا جديدا لاتزال سطوره متعثرة وهي تسجل البدايات ..
أتلفت إلى تلك الأيام ، وأجدها صانعة للتاريخ الحىّ ، وقد وقع ما كان محتما أن يقع ، فقد تغيرت أشياء كثيرة ، واستجدت حقائق جديدة ، وقوى جديدة ، ومطالب جديدة .. وأتصور أن إعادة عرض لمحات من تلك الأيام ، وبإيجاز ــ وأرجو أن لايكون تسطيحا مخلا للتاريخ ــ هو أكثر إستحقاقا ، وإستدعاء لتنشيط الذاكرة ، وما أجده أيضا تذكيرا وجسرا لإتصال الحديث مع سطور مجموعة أحاديث كانت تحاول أن ترصد وتحلل ، وأحيانا تدفع بتوقعات لما هو قادم ، وقد حدث بالفعل الكثير مما توقعناه ، وليس رجما بالغيب ، أو التوسل بقراءة الطالع ، فقد كانت الأحداث ــ نفسها ــ كاشفة لما بعدها .. وهي مجموعة أحاديث ، قد تكون أقرب إلى كشف حساب مزيلا بتعبير المحاسبة المالية " ما عدا السهو والخطأ " وهي ترصد ماحدث وجرى في بر مصر ، ومع تسلسل زمنى بعد الثورة الشعبية الأولى 25 يناير 2011 وإنتكاساتها ، وبعد الثورة الشعبية الكبرى الثانية 30 يونيو 2013 وطموحاتها بتصحيح مسار الأولى ..
والتقديم لمجموعة الأحاديث ، يستدعى أولا العودة بالخطوة السريعة إلى تلك الأيام التي كانت صانعة للأحداث والأخبار والمشاهد والصور :
ــ الثلاثاء 25 يناير 2011
خرج آلاف المتظاهرين إلى ميدان التحرير للمطالبة بنهاية لحكم مبارك المستمر منذ 30 عاما ، واشتبكوا مع الشرطة في يوم " الغضب " ونظمت مظاهرات في الإسماعيلية والسويس وفي مدن أخرى ، ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين مما أسفر عن مقتل 4 مواطنين بالسويس ، بينما قتل مجند بالقاهرة ، ولكن الشرطة تمكنت من تفريق المتظاهرين فجر الأربعاء بالقنابل المسيلة للدموع ..
ــ الأربعاء 26 يناير
تحدى المتظاهرون قرار الشرطة بحظر التظاهر ، ووقعت اشتباكات ، وأعتقل نحو 500 متظاهر على مدى اليومين .. وفرضت السلطات قيدا على الإنترنت ، وحجبت مواقع للتواصل الاجتماعي ..
ــ الخميس 27 يناير
جماعة " الإخوان المسلمين " تقرر المشاركة في الثورة غدا ، في اليوم الرابع ، وتطالب أنصارها بالإلتحاق بالمتظاهرين بعد صلاة الجمعة ، والحكومة ترد بإعتقال عدد من الأعضاء البارزين في الجماعة ..
ــ الجمعة 28 يناير
السلطات تستبق إنطلاق مظاهرات " جمعة الغضب " بقطع خدمة الإنترنت والرسائل النصية القصيرة .. وعقب صلاة الجمعة مباشرة أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لترهيب المتظاهرين ، ولكن المظاهرات خرجت من جميع المساجد ووقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات .. وفرض " مبارك " بصفته الحاكم العسكري حظرا للتجول في القاهرة والسويس والإسكندرية .. والشرطة المصرية إنسحبت تماما من شوارع ومدن القاهرة ، وهاجم بعض المتظاهرين معظم أقسام الشرطة ، وتم إحراق المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم .. وعمليات سلب ونهب للمتحف المصري ، ومركز أركاديا التجاري ، ومعظم شوارع القاهرة .. ومبارك يقيل الحكومة لكنه رفض التنحي ..
ــ السبت 29 يناير
عين مبارك اللواء عمر سليمان نائبا له ، والفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء .. وتواصلت الاحتجاجات الغاضبة في القاهرة وعدة مدن بعد خطاب مبارك مطالبين إياه بالتنحي .. وبدء تشكيل لجان شعبية ، بعد أن إنتشرت عمليات السلب والنهب .. وفرار 40 ألف سجين ، والاستيلاء على 30 ألف قطعة سلاح .
ــ الأحد 30 يناير
ـ تواصل إجلاء الرعايا الأجانب في مصر ، بسبب الإنفلات الأمني .. ومبارك يعقد إجتماعا مشتركا مع سليمان والمشير طنطاوي ، وسامي عنان ، وكبار قادة القوات المسلحة ..
ــ الإثنين 31 يناير
مبارك يكلف نائبه عمر سليمان بإجراء اتصالات مع جميع القوى السياسية .. وتعيين حكومة جديدة بدون رجال أعمال ، وتغيير 15 وزيرا بينهم الداخلية والمالية ..
ــ الثلاثاء أول فبراير
ـ تجمع أكثر من مليون شخص في ميدان التحرير مطالبين باستقالة مبارك وحكومته الجديدة .. وفي خطاب عاطفي ، أعلن مبارك أنه لن يترشح في الإنتخابات الرئاسية المقبلة ..
ــ الأربعاء 2 فبراير
مظاهرات في عدة مناطق تخرج مؤيدة لمبارك بعد خطابه العاطفي ، وتحركت نحو المظاهرات المناهضة له في ميدان التحرير ، واقتحموا الميدان بالأحصنة والجمال ، وقذف مؤيدو مبارك المتظاهرين بالتحرير بقنابل المولوتوف ، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات ..
ــ الخميس 3 فبراير
النائب العام ، يعلن منع كل من : رجل الأعمال والقيادي البارز بالحزب الوطنى الحاكم أحمد عز، ورجل الأعمال ووزير السياحة زهير جرانة ، ورجل الأعمال ووزير الإسكان أحمد المغربي ، وحبيب العادلي وزير الداخلية ، وعدد آخر من المسئولين في بعض الهيئات والمؤسسات العامة ، من السفر خارج البلاد ، وتجميد حساباتهم في البنوك .. وعمر سليمان يعلن أن مبارك ونجله جمال لن يترشحا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في سبتمبر 2011
ــ الجمعة 4 فبراير
2 مليون مصري يتظاهرون في ميدان التحرير في " جمعة الرحيل " للمطالبة برحيل مبارك .. وقوات الجيش والحرس الجمهوري تسيطر على المواقع الهامة والرسمية في العاصمة .. وعشرات الألاف من المتظاهرين يؤكدون أن ثورتهم لن تهدأ قبل سقوط النظام .. وكتبوا على مقدمة دبابات الجيش التي تجوب شوارع القاهرة " يسقط مبارك " ولم يتدخل رجال القوات المسلحة لشطب الشعارات ..
ــ السبت 5 فبراير
تواصل مظاهرات الغضب " المليونية " .. وعشرات الألاف من المتظاهرين في ميدان التحرير والمحافظات المصرية رغم حظر التجول الذي يبدأ من الثالثة عصرا .. وتشكيل دروع بشرية لحماية الكنائس .. والإئتلاف الوطني للتغيير يعلن عن مطالبه : ( 1 ) أن شرعية رئيس الجمهورية قد أسقطها الشعب وأن عليه ترك منصبه ( 2 ) تشكيل حكومة وطنية تكون مهمتها تنفيذ آمال وطموحات شباب الوطن ( 3 ) الدعوة إلى تشكيل جمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد للبلاد يحقق مبدأ سيادة الأمة ويضمن تداول السلطة في إطار دولة مدنية ديمقراطية ( 4 ) حل المجالس النيابية القائمة التي جاءت نتيجة التزوير " مجلسي الشعب والشورى " ..
ــ الأحد 6 فبراير
قوى المعارضة توافق على الحوار الوطني مع نائب مبارك اللواء سليمان بينهم " الإخوان المسلمون " وذلك للمرة الأولى في تاريخ مصر .. وعقد إجتماع آخر بين عدد من قيادات الإخوان وسليمان .. وجماعة الإخوان تطالب عناصرها بالإنسحاب من ميدان التحرير ، وإنشقاق نحو 500 شابا من الإخوان إحتجاجا على طلب قياداتهم ..
ــ الخميس 10 فبراير
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يجتمع دون رئاسة مبارك ، ويصدر بيانه الأول ويقول إنه في حالة إنعقاد مستمر ويتعهد بحماية طموحات الشعب .. وفي ثالث خطاب له منذ إندلاع الثورة ، مبارك يفوض سلطاته إلى نائبه عمر سليمان .
ــ الجمعة 11 فبراير
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر بيانه الثاني ويقرر ضمان تنفيذ تعهدات الرئيس .. والملايين يخرجون إلى شوارع القاهرة والمنصورة والإسكندرية والسويس وبورسعيد ، وأكثر من عشر محافظات ، فضلا عن ميدان التحرير ، والآلاف يحيطون بقصري العروبة بالقاهرة ، ورأس التين في الإسكندرية .. وأنباء عن مغادرة الرئيس مبارك وعائلته القاهرة .. اللواء عمر سليمان يعلن أن الرئيس مبارك تنحى عن الحكم ، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد ..
وما سبق كان مجرد تسلسلا زمنيا لأيام هبوب العاصفة التي أزاحت ما كان موجودا .. الحركة التي أسقطت القيد .. ولكن ما حدث ، أن إيقاع التغيير بعد الثورة ، لايتناسب مع آمال الشعب الذي صنع الثورة ، وكان في تقديره أنها نجحت وآن أوان توزيع أرباحها .. ولم يكن يتوقع أن نوازل الفوضى سوف تضرب الوطن .. فوضى غير محكومة وغير منضبطة .. وفوضى القمة أكثر من فوضى القاع .. وفراغ قوة خطير ، وفراغ سلطة مخيف .. وأن ما يجرى قد يدفع البلد إلى مجهول ، وحيث لاتوجد حوائط تمنع أو تحيل دون الإتجاه إلى الهاوية ، وبعد أن وصل الأمر إلى درجة يصعب على أى وطن قبولها !!