القاهرة 23 اكتوبر 2014 الساعة 01:40 م
لامني كثيرون علي كآبة مقال الأسبوع الماضي. فليس من حق الكاتب أن يدخل الاكتئاب علي قرائه. ذلك ان لديهم ما يكفيهم.. ولكن من أين تأتي الابتسامة؟.. وهل يذهب الحزن بالكلام؟!
علي أي حال. ماذا يضيرنا لو أننا تخيلنا ان الجو بديع والدنيا ربيع. وعشنا مع ال "هشك بشك شو" فنخطف رجلنا إلي بيروت حيث يسهر الجمهور ويسعد بأغان مصرية من زمان مع الرقص الساخن والمنديل أبوأوية وطرابيش الموسيقيين وصورة جلالة الملك فؤاد.. افراح وليالي وكباريهات من سنة ألف وتسعمية. و"يا خارجة من باب الحمام كل خد عليه بوسة" و"البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي" أو "الشيكولاتة ساحت مطرح ما راحت راحت".. أو "الحلو في الفراندة شاورلي وبص لي".
لماذا نذهب بعيدا بحثا عن الفرفشة وعندنا برنامج بل برامج طويلة كلها رقص في رقص تشارك فيها لولبيات من كل بلاد الدنيا. وعيش حياتك.. أو اعلان عن فيلم جديد ليس فيه سوي "الربربة" من الصدر للأرداف مع خالص الشكر للراقصة الأرمينية "صافيناز". يا سلام علي "الهز" وهي "تخرط" الملوخية. اتعلموا يا بنات مصر!
* الكاتب الساخر جاسر الجاسر يبشرنا بانتصار المرأة السعودية التي كانت تسير وراء ولي أمرها مبتعدة عنه ثلاثة أمتار سواء في الداخل أو الخارج.. وكان الرجل لا يذكر اسم زوجته إلا حين كتابة العقد أو الطلاق في المحكمة أو تجديد الطاقة. أما ما عدا ذلك فهي "الأهل" وأم فلان والعبارة الشائعة "ياهيش".. أصبحت المرأة في عام 2014 هي التي تضرب زوجها علانية وبعنف إلي حد طلب الرحمة أو اللجوء للقضاء.. هذا ويذكر التاريخ ان الصفع والركل واللكم والضرب بالعصا أو بالعقال كان من حق الرجل حتي وقت قريب.. لقد ولي كل ذلك إلي غير رجعة وأصبح مثله مثل الرجل المصري والكويتي!!
** آخر أغنيات مطربتنا شيرين عنوانها وموضوعها "عنده داء السيطرة".. فجأة الحمل الوديع يتحول لإنسان فظيع عنده استعداد يسيبني. عنده استعداد يبيعني.. "لو عملت له البدع. لو ضربت له الودع. اما كلامه يمشي. يا اما بقه يعمل جدع".
* من دلع شيرين إلي خبر مفرح بصحيح لملايين المصريين المصابين بالوباء الكبدي بعد أن وصل العلاج الموعود "سوفالدي" بصرف النظر عن الشكاوي والخلافات والتشكيك والسعر الرهيب.. المهم ان ربنا أنقذنا من اختراع "اللواء" الذي اشتهر باسم "الكفتة" ولم نعد نسمع له صوتا.
* سمعت ان زميلا ذهب إلي البنك الذي يتعامل معه وانهي اجراءاته في ربع ساعة مع أنه ليس من كبار المودعين الذين لا يقفون في طابور ويقابلون من الحارس حتي المدير بالترحاب.. فرحت إذ ان ذلك يشكك في حكاية الصديق القديم المهموم بالشأن العام رجل الأعمال "محمود عمارة" ولو انني أثق في روايته.. قال انه ذهب مع صديق له مصري مهاجر إلي فرع أحد البنوك ولا داعي لذكر اسمه ولو انه ذكره. فالشكوي عامة من كل البنوك.. أراد أن يفتح حسابا ويودع عشرة آلاف يورو ومن موظف مكشر لموظفة مكلضمة لمدير خايب يرفض فتح الحساب بجواز سفره المصري الجديد الممغنط ويرفض أيضا جواز سفره الفرنسي. لازم بطاقة الرقم القومي.. استعان بابنته في باريس لترسل له صورة البطاقة التي تركها هناك.. برضه ماينفعش!!
لراحة البال نتذكر حكمة رئيس مصر بثلاثين سنة حسني مبارك: "خليهم يتسلوا" وارمي ورا ضهرك.
يا صديقي "الأبنودي" سلامتك
** لم أرسل له باقة ورد وكان تليفونه مغلقا عندما طلبته ولم أحاول في وقت اخر.. ولكنني انشغلت كثيرا خوفا من ان يكون هناك تطور دفع الرئيس "السيسي" للسؤال عنه وارسال حملة من الأطباء وسيارات الاسعاف لانقاذ شاعر الشعب.
قام عبدالرحمن الأبنودي بنفسه بتطمين الذين أحبوه. وما أكثرهم. بحديثه الجميل مع الكاتب الشاب هشام اصلان وأول كتبه مجموعة قصصية بعنوان "شبح طائرة ورقية" وهو ابن الراحل الموهوب ابراهيم اصلان صاحب "مالك الحزين" التي تحولت إلي فيلم "الكيت كات" ولكنني احببت له أكثر حجرتان وصالة.
جلس معه هشام وسط صحبة من المحبين ليتني استطعت ان أكون هناك في قرية "الضبعية" حيث يقيم عبدالرحمن بأمر الأطباء محمد المنسي قنديل "أنا عشقت" وشعبان يوسف يكتب لنا ما لا نعلم في الأدب والفن والسياسة وابراهيم داود "يبدو انني جئت متأخرا ورئيس تحرير "ديوان" وطارق إمام "الأرملة تكتب الخطابات سرا" وأشرف عبدالشافي "البغاء الصحفي" وشريف حلمي "الفنان الممثل والمؤلفة".
دفعة أولي من الأصدقاء تمنيت ان أكون معهم وأعود بقفص "مانجة عويسي" زرعها الأبنودي لأن زوجته الإعلامية الرقيقة "نهال كمال" تحبها.
عرفت بذلك ان الشاعر بخير.. وهو الذي قال انه من أكبر أثرياء العالم. ليس كما اشاع المغرضون ولكن ثروتي هي مجموعة اصدقاء السراء والضراء الذين "حوشتهم" علي مدي العمر المديد الذي عشته.. ومازلت اكسب واخسر صداقات حتي الآن وكأني ابدأ الحياة وأنا علي حافة الرحيل.
شعراء لا يتبعهم الغاوون
** ويصلح كلامهم لكل مكان وزمان مثلما أطل علينا "أحمد فؤاد نجم" من العالم الآخر يعيد علي اسماعنا أبياتا من قصيدته طالما غناها الشيخ إمام:
الثوري النوري الكلمنجي.. هلاب الدين الشفقنجي
قاعد في الصف الأكلنجي.. شكلاطه وكاراميلا
يتماركس بعض الأيام.. يتمسلم ببعض الأيام
ويصاحب كل الحكام.. وبستاشر ملة
يا حلاوة لو شفته زمان.. مهموم بقضايا الإنسان
بيتكتك لا تقول بركان.. ولا بوتاجاز ولا حلة
اش حالك يا قريب اليوم.. اش جاب التفاح للدوم
واش جاب أوضة ببدروم.. للعربية وفيلا
السياحة بطبق كشري.. وأشياء أخري
** قلبي مع وزير السياحة فالحالة صعبة.. وان كنا قد شبعنا من الوعود والسياح قادمون والمريضة تتعافي والرحلات المكوكية بين دول العالم ومؤتمر شركات السياحة الألمانية في معبد الأقصر ومعرض ديزني لايف وميكي ماجيك شو الذي يقدم أشهر متخصصي العالم في خفة اليد و110 أعوام علي اكتشاف مقبرة نفرتاري وأوبرا عايدة تحت سفح الهرم ورحلة العائلة المقدسة.. حتي وصلنا إلي أكبر طبق كشري في العالم يقدمه "أبوطارق" في مسابقة عالمية علي طريقة محمد هنيدي في فيلم "فول الصين العظيم".. الطبق الموعود لدخول قائمة موسوعة "جينيس" عرضه عشرة أمتار وارتفاعه أكثر من متر.
هل يأتي السياح بالكشري؟! ولماذا لا يكون بالفول المدمس وعندنا "الجحش" و"البغل"؟! ولماذا "أبوطارق" وهو أستاذ في الكشري وليس "سيد حنفي" البلدي الشيك فما أكثر الأرز بالعدس أبوجبة والمكرونة والشعرية والصلصة والشطة والتقلية.. آخر لخبطة لذيدة.
يقولون انها وجبة مصرية أصيلة.. ويقولون انها جاءتنا من الهنود مع جنودها الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية حيث يفطرون في الهند أرزا مع أشياء أخري.
ويختلف المؤرخون عما إذا كان الاسم من "كشير" أي طعام الآلهة أو من كلمة فرعونية واسألوا زاهي حواس أو من أيام الحملة الفرنسية وقد اسموه الأرز المخبأ Riz cache تحورت عند الجنود الانجليز إلي Cashe rice فأصبحت عند العامة كشري.
لم يعد أكل الفقراء ولا حتي الأغنياء وإنما سوف نطعمه للسياح.
هذا. أو العشاء في السماء الذي بدأت تجربته في "الجونة" حول مائدة معلقة في الهواء ترتفع 50 مترا فوق سطح البحر.. الصورة جميلة والفكرة مغرية.. المهم ان يأتي السياح!!
ليس بتفجيرات الإخوان أو حوادث الطرق أو التحرش في المعابد وحدها وإنما بقلة كفاءة أجهزة وزارة السياحة والتعقيدات في وجه الشركات والفنادق العائمة والثابتة وأيضا بالنصب عند التسوق وعند الهرم وسوء المعاملة في كل استقبال حتي الفندق والمطار.. كأننا نطفش السياح. فهل يفيد الكشري؟!
معرض "شنغهاي" السياحي
لن نذهب إليه هذا العام وموعده 13 نوفمبر.. تردد ان الجناح المصري ألغي مع ان الظروف السياسية ملائمة وكان اشتراكنا في المرة السابقة حيث يقام المعرض كل عامين في ظروف غير مناسبة فحكم الإخوان لم يكن مشجعا للسفر إلي مصر.
في العام الماضي خرج من الصين 97 مليونا. يتوقع ان يصلوا هذا العام ل 116 مليونا.. وكانوا قد بدأوا السفر للخارج منذ 15 سنة وقد استنفدوا زيارة الدول المجاورة ويتطلعون لما هو أبعد وعيونهم علي التاريخ والتسوق المتوفرين في مصر.
مع ان وزير السياحة قال لزميلنا الكاتب السياحي مصطفي النجار انه تم الاتفاق علي 4 رحلات شارتر من الصين إلي الأقصر وأسوان.. فهل يتفق ذلك مع عدم حضورنا معرض شنغهاي؟!
خسارة ألا نذهب والاستقرار الأمني يعود إلي مصر والعلاقات مع الصين تزداد قربا وهم ينتظرون زيارة قريبة للرئيس السيسي تكون لو تمت دفعة لقدوم السياح الصينيين لمصر.