القاهرة 22 اكتوبر 2014 الساعة 12:22 م
أقامت مصر إحتفالية عالمية لاعادة إحياء رحلة "العائلة
المقدسة في مصر" بمنطقة مجمع الاديان بمصر القديمة, بحضور المهندس ابراهيم محلب
رئيس مجلس الوزراء والبابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة
المرقسية, وهشام زعزوع وزير السياحة, والمطران بارتليمي أدوكونو سكرتير عام اللجنة
الحبرية للثقافة والتراث بدولة الفاتيكان ممثلا عن بابا الفاتيكان, وكرادلة ومطارنة
عدد من الكنائس الكاثوليكية العالمية, وعدد من الوزراء والسفراء والمحافظين,
وممثلى وكلاء شركات السياحة العالمية ووفود 71 دولة أجنبية .
وخلال الاحتفالية التى تنظمها وزارة السياحة تم تدشين مسار رحلة العائلة المقدسة فى
مصر كمزار ومنتج سياحي عالمي, لرحلة السيدة العذراء والسيد المسيح بن مريم بصحبة
يوسف النجار "عليهم السلام", والتى استمرت 3 سنوات وستة أشهر بمصر ووقعت منذ 20
قرنا .
وفي كلمته قال المهندس ابراهيم محلب أن منطقة مجمع الاديان تتحدث عن نفسها, وإن مصر
القديمة مكان يكاد أن ينطق بهوية مصر من الحب والسلام والرخاء والحماية الإلهية,
حيث تتعانق الاديان, والقلب يذكر الله .
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن تدشين برنامج اعادة احياء مسار العائلة المقدسة أنما هو
رسالة سلام يتزامن افتتاحه مع حلول أعياد الميلاد, متوقعا أن يكون هذا المكان هو
مكان للراحة النفسية لكل سائح يريد أن ينعم بأمن وأمان مصر, داعيا لمصر وشعبها
بالسلام, واستشهد بقول الله تعالي فى كتابه العزيز, بسم الله الرحمن الرحيم " ادْخُلُوا
مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" صدق الله العظيم .
وقد استهل هشام زعزوع وزير السياحة الاحتفالية بعرض تقديمى أشار فيه إلى أن تدشين
مسار العائلة المقدسة يعد أحد الأحداث السياحية الهامة والمؤثرة التى تشهدها أجندة
السياحة المصرية نظرا لأنها ستكون نقطة البداية لنمط سياحى هام يجذب إليه العديد
من محبى السياحية الدينية والروحية فى العالم.
وقال هشام زعزوع أن وزارة السياحة بالتعاون مع الكنيسة لصرية قامت بتصميم هذا المنتج
السياحي لاعادة احياء رحلة العائلة المقدسة وهو المشروع الذى من المتوقع أن يجذب
إليه شريحة كبيرة من السائحين المهتمين بنمط السياحة الدينية والروحية, وسوف يؤدى
هذا المشروع إلى تنمية حوالى 25 مجتمع محلى على مسار الرحلة على رأسها مجتمعات
بصعيد مصر مثل تلك المناطق الموجودة فى محافظتى المنيا وأسيوط.
ومن خلال فيلم تسجيلى قصير شرح وزير السياحة المكانة الكبيرة لرحلة العائلة المقدسة
فى العالم من خلال أشهر الرسامين العالميين والكتاب والمحافل الدولية وتفرد مصر
وخصوصيتها لاختيار العائلة المقدسة لهذا البلد كملاذ آمن يحمل السلام والطمأنينة
والأمن .
كما أوضح زعزوع أن مسار العائلة المقدسة هو فرصة للسائح للتعرف على مناطق سياحية واعدة
فى مصر على طول هذا المسار والذى يمتد لحوالى 3500 كم. حيث يشمل المسار 25 موقعا
للتوقف منها رفح- العريش (6 مواقع) , الفرما, تل بسطا (بالقرب من الزقازيق),
سمنود, سخا, وادى النطرون, علاوة على خمسة مواقع بالقاهرة وهى مسطرد, المطرية, حارة
زويلة, كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة, المعادى, ثم موقعين بالمنيا سمالوط ودير
جبل الطير, وموقعين بأسيوط دير المحرقة ودرنكة, وسيتم البدء بسبعة مواقع كمرحلة
اولى.
وأضاف وزير السياحة أن السائح فى رحلته خلال هذا المسار يستطيع ممارسة أنماط سياحية
متعددة إلى جانب الاستمتاع بمزارات متنوعة ومتميزة مثل المناطق الأثرية والصحراوية
والريفية, مشيرا إلى أنه من المتوقع تزايد الطلب على هذا النمط السياحى بما سوف
يسهم وبشكل كبير فى تحقيق التنمية فى المدن والمحافظات على طول المسار .
وفى كلمته قال البابا تواضروس, ان الكنيسة المصرية هى التى حافظت على مسار وتقاليد
رحلة العائلة المقدسة ونحن نقدم صورة جميلة عن مصرنا التى تحتضن الاديان, ومنطقة
مجمع الاديان خير مثال حيث تحتضن المسجد والكنيسة والمعبد, فى تآلف عظيم.
تجدر الاشارة الى أن إحياء مسار العائلة المقدسة من المشروعات السياحية المهمة التي
تقوم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالعمل من أجل تنشيطها, خاصة وأن هذا النوع
من السياحة مصدر اهتمام لملايين المسيحيين في العالم, حيث يهتم مليار مسيحي
بهذا النوع من السياحة ويسافرون من أجله, وفي ظل وجود العديد من المواقع المسيحية
والكنائس والأديرة التاريخية بمصر, فان مصر يمكن لها إجتذاب أعداد كبيرة من السائحين
المسيحيين لزيارة تلك الأماكن الروحية.
وقد تضمنت الاحتفالية عرضا فنيا بعنوان "رسالة سلام" والتى تؤكد على أهمية حوار ثقافات
الشعوب وهو ما يعكس أهمية السياحة ودورها فى تعزيز العلاقات بين مختلف الشعوب
ونشر السلام.
بدأت رحلة العائله المقدسه إلى مصر من فلسطين إلى رفح ثم العريش ثم منطقة الفرما وهى
موقع اثري في غاية الاهمية ومن مراكز الرهبنة وقد يزيد من اهمية الفرما انها كانت
المحطه الاخيره التى حلت بها العائله المقدسه في سيناء, ثم توجهت إلى تل بسطا:
هى من المدن المصريه القديمه وكانت تسمى مدينه الالهه, ثم الزقازيق فمنطقة مسطرد
(المحمه), وبلبيس, ومنطقة منيه جناح ومنها عبروا بطريق البحر الى سمنود. ويروى
المؤرخون ان السيدة العذراء مريم قد شاركت فى اعداد خبز لدى سيده مصرية من سكان المدينة,
ثم توجهوا الى البرلس, فسخا, وهى مدينة سخا الحاليه وهناك شعرت العائله المقدسه
بالعطش ولم يجدوا ماء وكان هناك حجراً عباره عن قاعدة عمود اوقفت العذراء
ابنها الحبيب عليه فغاصت فى الحجر مشطا قدميه فاْنطبع اثرهما عليه ونبع من الحجر
ماء ارتوا منه, وكانت المنطقه تعرف قديما باْسم "بيخا ايسوس" ومعناه كعب يسوع .
وتضمنت الرحلة منطقة وادى النطرون, التى تضم حاليا دير القديس ابو مقار , دير الانبا
بيشوى , دير السريان , دير البراموس, ثم المطرية وعين شمس ثم الفسطاط: حيث بعد
أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة هناك سكنوا المغارة
التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حالياً بأسم الشهيدين سرجيوس
وواخس, ثم منطقة المعادى, ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى
المكان المعروف بمدينة منف وهى الأن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة
ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة.
وتضمنت الرحلة منطقة البهنسا وجبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الأن على بعد 2
كم جنوب معدية بنى خالد ثم بلدة الأشمونيين فقرية ديروط الشريف ثم القوصية فقرية
مير ثم دير المحرق ثم جبل درنكة باسيوط حيث يوجد دير درنكة حيث توجد مغارة قديمة
منحوتة فى الجبل اقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو اخر المحطات
التي قد التجاْت اليها العائلة المقدسة فى رحلتها فى مصر .