القاهرة 21 اكتوبر 2014 الساعة 02:39 م
ترجمة: عواطف الوصيف عن الواشنطن تايمز والنيوزويك
فاز الروائي الأسترالي ريتشارد فلاناغان بجائزة "مان بوكر برايز" الأدبية عن كتابه "الطريق الضيق إلى عمق الشمال"(The narrow road to the deep north) المستوحى من تجربة والده كأسير حرب لدى الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
رواية الحب والحرب
وقال أنطوني غرايلينغ رئيس لجنة التحكيم خلال تسليم الجائزة في لندن: "الموضوعان الكبيران منذ بدايات الأدب هما الحب والحرب.
إنها رواية رائعة حول الحب والحرب هذا هو الكتاب الذي ولد ريتشارد فلاناغان لكتابته.
لمحة عن ريتشارد فلاناغان
وريتشارد فلاناغان من مواليد 1961 وله أصول إيرلندية وهو واحد من أبرز الكتاب في استراليا وكتب ست روايات وخمسة كتب في الأدب الواقعى وسيناريو وفيلمين وهو الاسترالي الثالث الذي يفوز بجائزة "مان بوكر" التي تترافق مع كأس ومكافأة مالية مقدارها خمسون ألف جنيه إسترليني 63 ألف يورو.
دراسة فلاناغان
ودرس فلاناغان فى جامعة تسمانيا وبعد حصوله على بكالريوس الأدب درس التارريخ ثم حصل على منحة دراسية ليدرس الأدب بجامعة أكسفورد ووضع كتب تاريخ قبل أن ينتقل إلى الكتابة الأدبية.
واستمرت كتابة الرواية الفائزة 12 عاماً وانتهت يوم وفاة والد الكاتب.
جائزة مان بوكر
و "مان بوكر برايز" من أعرق الجوائز الأدبية في العالم. وهي تمنح منذ عام 1969، وتؤدي إلى ارتفاع كبير في المبيعات والانتشار العالمي.
وتمنح الجائزة إلى أفضل رواية أصلية باللغة الإنكليزية كتبها أحد مواطني دول الكومونولث وإرلندا وزيمبابوي.
ورشح للفوز بهذه الجائزة للمرة الأولى هذه السنة كاتبان من أميركا الشمالية.
السماح لرواية إنجليزية بالمشاركة فى جائزة مان بوكر
على الرغم من أنه العام السادس والأربعون لمان بوكر إلا أن هذه المرة الأولى التى يسمح فيه لرواية إنجليزية مطولة بالمشاركة فى المسابقة ولكن هذا التغير لم يلق ترحيبا خوفا من أن يسيطر الأمريكيون بعد ذلك على الجائزة .
"الطريق الضيق إلى عمق الشمال"
معالجة صعبة وعبقرية للكاتب الاسترالي ريتشارد فلانجان تظهر ببراعة في كتابه "The Narrow Road to the Deep North"
"الطريق الضيق إلى عمق الشمال" والذي يشرح صفات مختلفة ومتنوعة لمشاعر إنسانية تتمثل في الحب والعذاب ونشوة العقاب وحكمة الغرور وسخاء الشعور بالوحدة والضياع.
كل تلك المشاعر المختلفة والمتناقضة أيضا تظهر بعد الوصول إلى تاسمنيا تلك الجزيرة التي تقع في أقصى استراليا حيث الشعور بالسعادة والسرية عند النظر إلى المناظر الطبيعية الجميلة تحت ضياء نور القمر.
إلا أن كل ذلك يتحول بعد مشاهدة أدغال بورما النتنة تلك التي واجهها الدكتور الاسترالي بعد ذهابه إلى هناك ليواجه الوحوش في الحرب العالمية الثانية بمخيم الرقيق والعمل.
التوهج والألم
أعربت لجنة مراجعة كتاب ريتشارد عن سعادتها لما وجدته من كتاب يحوى الكثير من الفقرات التي تتميز بالتوهج والألم التي واجهها البطل وأشار لها الكاتب ومع ذلك فهناك ما يعتبر من أقوي فقرات الكتاب حيث تتميز بالعديد من الصفات المتناقضة والتي تجمعت معا وهى الصوفية والأسلوب الغنائي والحالة المأساوية والإنسانية أيضا.
دوريجو ايفان
وفى إحدى فقرات الكتاب توضيح لشخصية البطل دوريجو ايفان ذلك الشاعر كاتب القصائد الذي يمتاز بالغرابة الذي ألقي
بنفسه في قلب أراضى الأدغال التي وصفها ريتشارد بالتشابك وإنها أرض يملاها الرماد جعل منها أرض جرداء.
وفى لحظة واحدة يجد البطل لحظة تنبهه أو بالأحرى تفسد عليه لحظات التأمل يوم عيد الكريسماس حيث يواجه لحظات من قطع لرؤس بشرية وكأنه قرر الذهاب إلى هذه الأرض ليلبى رغبة من طلبوا منه أن يقتل نفسه فذهب إلى هذه الأرض ليكتب قصيدته الأخيرة قصيدة تعبر عن مغامرته وموته.
تجسيد واضح
وكانت تلك القصة وبطلها ايفان هى تجسيد واضح لقصة حياة الكاتب فلانجان الذي ولد بجزيرة تاسمنيا وهو مكان محور القصة تلك الجزيرة التي تركها وهو في السادسة عشر من عمره لحصوله على منحة دراسية في أكسفورد ثم عاد إلى الوطن مرة أخرى.
وكتب فلانجان خمس روايات بعد أن اكتشف ملكة الكتابة ومنهم روايتي "الأسماك" و"السائح المجهول" وهم من أشهر ما كتب منذ 2007.
عودة إلى إيفان
وإذا انتقلنا إلى شخصية ايفان بطل القصة فهو إنسان غريب مر بالعديد من المغامرات بدأ حياته عندما انتقل إلى الجامعة ليدرس في كلية الصيدلة ثم التحق بالجيش ليواجه مناوشات طائلة في القاهرة وسوريا وبورما مثلما يشير الكاتب في قصته كما أنه تعرض للأسر إضافة إلى بنائه طريق للسكك الحديدية.
ويبدو أن ايفان كما وضح فى تفاصيل القصة كان يعشق المغامرة ويثق في نفسه حيث كان دائما يقول لأصدقائه "إن
نا نحن الاستراليون لا نقل عن الانجليز سنعانى مثلهم وننتصر مثلهم أيضا".
وقام ايفان بإنشاء مقبرة له في بلاد الأدغال مواجهة لنهر كاواى وبعد وفاته دفن فيها مثله كمثل كل أهل الأدغال في جزيرة تاسمنيا.
انفصال عن الزمان والمكان
قررت لجنة مراجعة "الطريق الضيق إلى عمق الشمال" أن تلك الرواية لا ترتبط بزمان أو مكان محدد وإنما نستطيع وصفها بأنها بمثابة الملحمة التي تمتاز بالكثير من المواقف المختلفة والمتناقضة التي تجمعت كلها معا مثل.
مغامرات أوقات الحروب وانتصاراتها وتاريخ جزيرة تاسمنيا في استراليا كما إنها تناولت كيف يمكن أن تكون قصة الحب مثلما صورها الكاتب ومر بها البطل ولم ينس الكاتب أن يصور شعب تصل به درجة المعاناة إلى الموت جوعا مثلما يحدث في بورما.