القاهرة 20 اكتوبر 2014 الساعة 02:58 م
صدر عن دار العينللنشر في القاهرة كتاب "سبع سماوات"
للروائي سعد القرش, ويتضمن رحلات في الجزائر والعراق والهند والمغرب وهولندا ومصر
, وقد فاز بجائزةابن بطوطة للرحلة المعاصرة من المركز العربي للأدب الجغرافي.
ويقول القرش الذييتولى حاليا منصب رئيس تحرير مجلة "الهلال": لا أشغل نفسي كثيرا
بتأمل غرائب الأماكن, ولا تبهرني البنايات الفخمة , إلا بقدر ما تحمل من الملامح
النفسية لمن شيدوها,كأنني أراقبهم, أردد غناءهم, وأحنو عليهم فأحتمل بعض شقائهم,
وأمسح عرقا يتصببمنهم, ويتشكل حجارة لها رائحة البشر.
ويضيف صاحب رواية"وشم وحيد" في مقدمة الكتاب: أدب الرحلة هو فائض محبة.. لم أضبط
نفسي مضطرا لقولما لا أريد.. أستبق الزمن ناظرا إلى الأمام مئة عام , وأضع نفسي
مكان قارئ لم يولدبعد , سيكون قاسيا في حكمه , وأتفادى أن يصفني بالكذب حين يقرأ
لي شيئا عن بلدلم أحبه بقدر كاف يحملني إلى الكتابة عنه. ويستطرد: زرت بلادا جميلة,
أو تبدو كذلك,ولم تلتقط نفسي الإشارة, تلك الذبذبة الخاصة بروح المكان, وتأجلت
الكتابة, إلى حينأو إلى الأبد, كما تكررت زيارتي لبلاد لم تتجاوز العين إلى
قلب يجب أن يفيضبمحبتها أولا.
واختتم القرش بقوله:فصول هذا الكتاب كتبت بتلقائية عقب كل رحلة.. فكرت في إعادة كتابتها
تمهيدا لنشرهافي هذا الكتاب, ثم تراجعت; ففي إعادة النظر في الكتابة الطازجة
لا تكون الرحلةهي الرحلة, ولا أنا أنا, بل شخصا آخر يكتب عن رحلة الرحلة والذات
بعقل منهجي بارد,وبطبعي لا أحب البرود, في البشر أو الكتابة التي أحبها متوهجة
حية نابضة بالدماء,لن أعيد كتابة الفصول, حتى لا أحذف منها الكثير, أو أنسف فكرة
الكتاب أصلا, وحسبيما ذكره العماد الأصفهاني: "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا
في يومه إلا قالفي غده لو غير هذا لكان أحسن, ولو زيد كذا لكان يستحسن, ولو
قدم هذا لكان أفضل,ولو ترك هذا لكان أجمل, وهذا من أعظم العبر, وهو دليل على استيلاء
النقص على جملةالبشر".