القاهرة 16 اكتوبر 2014 الساعة 04:06 م
نعم أكثر من 120 مليار هدية للشعب المصرى والرئيس عبد الفتاح السيسى يمكن أن تكون فى يد المصريين خلال الشهوروالسنوات القادمة ..والأمر لا يقتصر على ذلك لكن يدخل فى مجال الحفاظ على السيادة المصرية والأمن القومى المصرى .. كيف ؟
أقصد حق مصر فى كنوز البحر المتوسط وفى مقدمتها الغاز الطبيعى و البترول..والحكاية ببساطة أن منطقة شرق البحر المتوسط التى تطل عليها مصر ستتحول خلال الشهور القادمة بل بدأت بالفعل تفصح عن ثروة هائلة من احتياطات الغاز الطبيعي تهديها السماء لنا بسبب تقدم تكنولوجيا الحفر فى أعماق البحار.
وبدأ المسلسل حلقاته بالانقطاع المتكرر للكابلات البحرية القادمة من أوربا وتسكن قاع البحر المتوسط منذ عام 2008 وترتب على ذلك القطع المتكرر لخدمة الإنترنت ولم نكن نعرف السبب لإننا أبرياء .."خليها أبرياء" حتى لا يتهمنى أحد بسيطرة فكر المؤامرة واتهامات الخيانة على خيالى بالتجنى على نظام مبارك .... ولذلك اكتفينا بالتعويضات للأفراد والشركات المستخدمة للإنترنت ولم نكن نعرف أن هناك نشاطا كبيرا يتم فى قاع شرق المتوسط تقوم به شركات عالمية لصالح إسرائيل وقبرص واليونان تحت غطاء المناورات والدوريات البحرية العسكرية الإقليمية ..وبدأت حلقات المسلسل تتكشف بتركيب منصات الحفر البحري للتنقيب ودخول شركات جديدة للبحث عن الغاز، وانسحاب شركات من البحث فى المياه الإقليمية في مصر مثل شركة شل وهي شركة بترول بريطانية وهولندية وتمتلك أمريكا 40 % من رأس مالها !!!
وتأتى المفاجأة الكبرى التى لم تهز ساكنا عندنا بإعلان إسرائيل وقبرص اكتشافات للغاز تعدت 1.5 تريليون متر وقدرت قيمتها بنحو 240 مليار دولارفى شرق المتوسط بل ووصف بعض الخبراء الاكتشافات بأنها باكورة التنقيب في المنطقة الحبلى بأكبر احتياطات للغاز في العالم.
وحتى نفهم اللعبة من جذورها نعود لعام 1999 حين وقعت مصر أكبر امتياز للتنقيب البحري مع شركة « شل» في شمال شرق البحر المتوسط وأطلق عليه «نيميد » ويمتد الامتياز شمال الدلتا حتي السفح الجنوبي لجبل «إراتوستينس» الغاطس المثبتة ملكيته لمصر منذ نحو 200 سنة قبل الميلاد .. و قدرت الشركة الاحتياطات بنحو 800 مليار إلي تريليون قدم مكعب من الغاز..لكن حدث اللغز الذى يبحث عن تفسير الآن في فبراير 2003 حين وقعت قبرص ومصر اتفاقية لترسيم المنطقة الاقتصادية لكل منهما حسب حد المنتصف، والغريب في هذه الاتفاقية أن كلتا الدولتين لم تكن قد رسمت حدودها مع إسرائيل، طبعا قد يقول قائل وهل نرسم الحدود مع عدو مغتصب لفلسطين ولا وجود له أصلا .. أقول نعم معكم حق لكن هل يعنى ذلك الصمت فى سرقة أرضنا وثرواتنا المصرية ؟.. وهذا ما حدث فى المفاجأة الكبرى عند بدء إسرائيل في حفر حقل «لفياثان» في جبل «إراتوستينس شمال دمياط.. أي أن مصر لم تعد تجاور قبرص.. بل تفصلها مياه إسرائيلية بعد قيام قبرص وإسرائيل بترسيم الحدود بينهما لتكون المياه الإسرائيلية على حد زعمهما فاصلا بين مصر وقبرص .
وتتوالى المفاجأت ففي فبراير 2004 حين أعلنت شركة «شل » اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعي في بئرين في شمال شرق المتوسط فى منطقة الامتياز المصرية وأنها ستبدأ المرحلة الثانية من عملية الاستكشاف وتستمر 4 أعوام وتهدف إلي تحويل المشاريع المكتشفة إلي حقول منتجة...و رفعت شركة شل في فبراير 2004 توقعاتها للاحتياطات المحتملة إلي 15 تريليون قدم مكعب من الغاز، ومليار برميل من النفط.. لكن المفاجأة في عام 2007 حين أعلن رئيس «شل مصر» أن الشركة لم تجر أي أنشطة حفر منذ عام 2004، وجاءت المفاجأة الكبرى في مارس 2011 حين قررت «شل» الانسحاب من امتياز التنقيب المصري في منطقة شمال شرق البحر المتوسط، والمتقاطع تماما مع حقل «أفروديت» الذي أعلنت قبرص اكتشافه.. وعلى الجانب الآخر بدأت تظهر خيوط المؤامرة في يونيو 2010 حين أعلنت إسرائيل بالاشتراك مع شركة «نوبل إنرجي» الأمريكية، اكتشاف حقل لفياثان للغاز في جبل «إراتوستينس» المصري، باحتياطي 450 مليار متر مكعب.، بل وتعترف إسرائيل بأن حقلي ل?ياثان وتمار موجودان في مناطق بحرية متنازع عليها، بخلاف حقلي «سارة» و«ميرا» في غزة.
وفي يناير 2011 ومع بداية الثورة المصرية أعلن الرئيس القبرصي اكتشاف أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم والذي يقدر بـ 27 تريليون قدم مكعب بقيمة 120 مليار دولار، فيما يسمي «البلوك 12» من امتيازات التنقيب القبرصية، والمعطاه لشركة «نوبل إنرجي» الأمريكية، وهو البلوك المتقاطع مع «بلوك نيميد» المصري الذي قامت بالحفر فيه شركة «شل» وقررت تسميته حقل «أفروديت» .. ويقع هذا الحقل في السفح الجنوبي لجبل «إراتوستينس» المصري.
وفي 7 فبراير 2012 بدأت إسرائيل تطوير حقلين يقعان قرب سواحل لبنان ومصر..وفي 30 أبريل 2012 أعلنت إسرائيل وقبرص واليونان عن إنشاء لخط أنابيب غاز من حقول شرق المتوسط إلي جزيرة كريت.. الأمر الذي يجعله يمر في المنطقة الاقتصادية الخالصة المصرية ويربط بين حقل شمشون الذي يبعد عن دمياط 114 كم وتستولي عليه إسرائيل و يبعد 237كم من حيفا أقرب نقطة له، وكذلك حقل لفياثان الذي يقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر حوالي 188كم من دمياط ، أما حقل أفروديت الذي تسرقه قبرص والذي يبعد 190 كم من دمياط و اعترفت قبرص بأنه يقع في امتياز نيميد الذي حفرت فيه من قبل شركة «شل» فى مصر.
والحل اعتقد أنه فى اقتسام كل ما يتم اكتشافه بين مصر وقبرص وإسرائيل أو إعادة ترسيم الحدود بيننا طبقا للقوانين الدولية .
فى النهاية أعرف أن هناك ظروفا سياسية تمر بها مصر منذ ثورة 25 يناير استغلتها إسرائيل وقبرص وخلفهما شركات أمريكية لصالح الكيان الصهيونى من جهة ومن جهة ثانية لإضعاف قوة مصر الاقتصادية حتى لا تضاف لها هذه الثروات الكفيلة بإحداث نقلة اقتصاديىة كبرى لمصر .
لكن السؤال الخطير والذى لا يدخل فى السيادة المصرية على أراضيها فحسب لكن على مستقبل العالم العربى كله هو كيف سيكون حال إسرائيل بعد هذه الثروات الضخمة من البترول والغاز....؟ ، فإذا كان وضعها الحالى المعتمد على المعونات الأمريكية والغرب هكذا فما بالنا بعد هذه المليارات من الدولارات التى ستصب فى خزائنها خلال الأعوام القادمة .
الأمر الثانى أعرف أن هناك ظروفا سياسية حاكمة فى علاقتنا مع قبرص خاصة مع الفتور مع تركيا لكن اعتقد أن الحنكة الدبلوماسية المصرية قادرة على الحفاظ على مصالحنا الاقتصادية من جهة وعدم التفريط فى السيادة على مياهنا وحدودنا البحرية التى تحفظها القوانين والمعاهدات الدولية من جهة ثانية !!
yousrielsaid@gmail.com