القاهرة 12 اكتوبر 2014 الساعة 12:39 م
العلماء: الله يقول:"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"...داعش : لا يجوز الالتزام مع المجاهدين ا?خرين بعهود أو مواثيق؛ ?نهم مشروع صحوات ولا عهد ولا ذمة للكافر المرتد... العلماء : الرسول احترم عهوده مع الكفار واليهود (
كتبت :عواطف الوصيف
يؤكد تنظيم داعش أن كل من يقاتله أو يحاول مواجهته يصبح كافرا مرتد حتى وإن كان مسلما مؤمنا معلنا تصديقه بأن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله.
لذا لابد من توجيه سؤال لقادة التنظيم وجميع أعضاءه وهو:
من أعطاكم حق تكفير الآخر سواء كان مسلما أو غير مسلما؟
فحتى من هم فى دول الغرب من أهل الذمة وهناك منهم الكثيرون من لا يؤيدون حتى حكوماتهم فيما تفعله ببعض البلدان الأخرى فكيف إذن أخطو فى طريق القتل الذى قد أصيب به برئ لا ناقة له ولا جمل.
إضافة إلى أن القتل حتى لغير المسلم لا يجوز إلا فى حالة الاعتداء المباشر فقط من ناحيته إلا أن داعش الآن تقوم حتى بقتل آلاف المسلمين فى العراق وبلاد الشام ويحكموا عليهم بالكفر فقط لمجرد أنهم يخالفونهم.
داعش: من لم يكفر من نقرر كفره أصبح كافرا
يرى التنظيم أن دين الناس ومنهجهم يمتحن ليثبت قوته بتكفير الأفراد اللذين تقرر داعش وحدها كفرهم.
إذن إذا حكم التنظيم على شخص أو جهة ما بالكفر فلابد من تأييدها فى ذلك لأن عدم تأييدها يعد كفر وهو ما يستلزم الرد عليه بقوله تعالى :" :"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
الايمان مبنى على العقل والتفكير
إن الايمان وضع له المولى تعالى أولويات لا يصح الانصياع عنها أولها الاقتناع والتصديق بوجود الله وحب القيام بفرائضه سبحانه خاصة أنه من الصعب إنكار وجود فئة ليست بالقليلة لا تؤمن بوجود الله من الأساس وتعتمد فى مناقشتها على العقل والمنطق فاقناع مثل هذه الفئة لابد وأن يبنى أيضا على العقل والمنطق لضمان التزامها بفرائض الله تعالى فى المستقبل ولكن ليس بقتلها أو التخلص منها.
وفى النهاية العقاب أو الجزاء بيد الله عز وجل فداعش لا تمتلك من القدرة أو الخبرة أو العلم ما يؤهلها للحكم بتكفير الآخرين إن لم تجد منهم تأييدا لرأيها خاصة وإنه قد يكون من خالفها أكثر منها إلماما بالعلم والمعرفة فى أصول الشريعة الإسلامية.
داعش والالتزام بالمواثيق
داعش تنظيم يرمز للدولة الإسلامية يطبق مبادىء الشريعة كما يعتقدون لكنهم يعتمدون على واحدة من أبرز مرتكزاتهم الفكرية أنه لا يجوز الالتزام مع المجاهدين ا?خرين بعهود أو مواثيق؛ ?نهم مشروع صحوات ولا عهد ولا ذمة للكافر المرتد.
عهد رسول الله مع اليهود
إذا كان تنظيم داعش قد نسى أن المجاهدين الآخرين هؤلاء مسلمون مثلهم فهل نسوا أيضا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم مع اليهود بوثيقة عند دخوله المدينة أمر فيها المسلمين قبل اليهود بالالتزام بها وحثهم على ضرورة معاملة اليهود معاملة حسنة لإنه لم ينس أنهم من أهل الذمة اللذين قال عنهم رسول الله:" من آذاهم فقد آذانى".
ولا يعنى هذا إنكار ذكر عدم التزام اليهود بهذه الوثيقة ومعاملة المسلمين معاملة سيئة والإسائة إلى سيدة مسلمة مما جعل رسول الله يأمر بإخراجهم من المدينة ولكن ما يعد ضرورى أن نذكره هو مبادرة خير خلق الله صلى الله عليه وسلم فى المعاملة الحسنة اتجاه فئة من أهل الذمة اللذين أُُمرنا بحسن معاملتهم.
مساعدات غير المسلمين لداعش غنيمة ولغير داعش ردة
ليس المقصود توجيه الإساءة أو الانتقاض لتنظيم يعتقد خطأ أنه يعتمد على معتقدات إسلامية ولكن حينما يكون من المعتقدات الفكرية التى يعتمدون عليها هو أن تلقي المساعدات من الكفار ردًة إن أخذها غيرنا، وغنائم وخديعة لهم بالنسبة لنا؛ فهي حلال لنا، وكفر وردًة لغيرنا.
فهذا يعنى أنهم يحللون لأنفسهم أخذ المساعدات ممن لا يعتنقون الإسلام ويعتبرونها غنائم أما إذا أخذ هذه المساعدات أى تنظيمات أخرى غيرهم هو ردة وكفر حتى وإن كانت هذه المساعدات أخذت عن طريق الاستيلاء عليها وسرقتها.
فاطمة بنت محمد
فى هذا الجزء من المرتكزات الفكرية لداعش يبدو وكأنهم نسوا أو على الأرجح تناسوا قول رسول الله "لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" وهى ابنته المعروف عنها أنها كانت أحب الناس إلى قلبه.
لكن الإسلام لا يفرق بين احد فالمخطئ يعاقب مهما كان منصبه أو مكانته وليس مجرد تنظيم قد يكون له أغراض لتحقيق مصالح شخصية.