القاهرة 08 اكتوبر 2014 الساعة 01:59 م
كتبت: ميرفت عياد
تعتبر فلسطين من البلاد الغنية بالآثار حيث تجتمع فيها الآثار الرومانية، والآثار المسيحية، والآثار الإسلامية ومن هذه الآثار ما يبعث إلى النفس غاية الإعجاب بدقة الفن و عظمة العمارة
وقد تم الكشفت مؤخرا عن دير بيزنطي غاية في الروعة والجمال، بأرضية من الفسيفساء، على مدخل بلدة حورة في النقب الشمالي بفلسطين ، ويقع المبنى على 700 متر مربع وبه بعض القاعات، خاصة غرفة الطعام وغرفة للصلاة، ومن المقرر نقله إلى المنطقة السياحية التابعة للبلدة في منطقة عتير.
وتم اكتشاف الدير البيزنطي خلال الحفريات من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية قبل بناء مخرج للبلدة من قبل شركة “خطوط إسرائيل”
وقال دانيال فارجا، مدير الحفريات عن سلطة الآثار الإسرائيلية: “يبدو أن هذا الدير، الذي يقع بالقرب من بلدة خربة حور البيزنطية هو جزء من سلسلة من الأديرة التي تم تشييدها إلى جانب الطريق الذي يربط بين شرق الأردن ووادي بئر السبع .
وينقسم مدخل الدير الى الجناح الغربي من الدير إلى أربع غرف لتقديم الخدمات، مفروشة بفسيفساء أبيض، والتي دمرت إلى حد كبير بسبب الانهيارات الأرضية بعد انهيار المبنى في نهاية الفترة البيزنطية .
وقد تم اكتشاف أدوات فخارية بما في ذلك قدور لتخزين بأحجام مختلفة، وأواني الطبخ، والأواني و الأوعية. ويتضمن الموقع العديد من أدوات زجاجية ومسكوكات بيزنطية، مما يؤكد على وجود ثقافة غنية في المكان في تلك الفترة.
ورصفت قاعة الصلاة بفسيفساء بألوان زاهية من الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر. ولكن “غرفة الطعام” رصفت بسجاد من الفسيفساء الملونة، وبها نماذج ورسومات من عالم النبات والأشكال الهندسية، والجرار والسلال والطيور ، ووجدت على الفسيفساء نقوش يونانية تشير إلى أسماء رؤساء الدير إيليا، ونونوس، وسلومون وإليريون، وكذلك مواعيد تواريخ تنفيذ تعبيد الطرق في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي. وأحد النقوش كتبت بلغتين اليونانية والسريانية
وتشكل منطقة النقب الصحراوية ما نسبته 40% من مساحة فلسطين التاريخية، وتحتل الجزء الجنوبي منها، حيث تمتد من عسقلان على الساحل الغربي لوسط فلسطين وحتى رفح ممتدة على طول الحدود مع سيناء ، ويشغل القسم الأكبر من سكانها البدو العرب الذين بقوا في هذه المنطقة بعد حرب 1948 ، حيث تقطنها الكثير من العشائر العربية وترتبط ارتباطا اجتماعيا بقبائل شبه الجزيرة العربية والأردن وسيناء
ومن الجدير بالذكر ان اراضي الامبراطورية البيزنطية وهي في اوجها امتدت من القوقاز الى المحيط الاطلسي، من شبه جزيرة القرم الى سيناء، ومن الدانوب الى الصحراء الكبرى. ويقول مو?رخون كثيرون ان هذه الامبراطورية دامت أكثر من عشرة قرون من الزمان ولم تحافظ هذه الامبراطورية فقط على الحضارة اليونانية-الرومانية بل لعبت ايضا دورا كبيرا في انتشار المسيحية. كما أنها من انشأت ونظمت الأعراف السياسية والاجتماعية والدينية التي لا تزال تتبع حتى هذا اليوم.