القاهرة 30 سبتمبر 2014 الساعة 11:49 ص
هل تحتاج أجهزة المرافق كهرباء ومياه والسكة الحديد بوجه خاص إلي إدارة أجنبية ولو لفترة مؤقتة لانقاذ المرافق الثلاثة من التدهور وسوء الادارة والتراخي وغياب المحاسبة والاهمال حتي ولو صدر إثناؤهم من الحد الأقصي!
ما يجري الآن في المرافق ليس فقط أزمات وكوارث للناس ولكنه يؤثر علي السياحة والاستثمار وكلما ظهرت بارقة أمل لاحياء السياحة وجذب استثمارات جديدة تظهر كارثة تؤكد علي مدي الاهمال والفوضي التي تسيطر علي المرافق.
ما جري في كارثة محطة مياه المعادي وتسببت في انقطاع كامل للمياه عن مدينة نصر والمعادي وباقي المناطقة الي تغذيها في القاهرة وشرقها يؤكد وجود أداة غير قادرة علي التفاعل مع الأزمات المتوقعة والطارئة.
ومنذ يوم السبت الحزين فجرا وحتي صباح الاثنين لا تزال الكارثة مستمرة وسط غيوم وتعتيم وعدم مصارحة وتضارب أقوال وتصريحات تؤدي بالناس إلي الاحباط واليأس والغضب.
في الساعات الأولي للكارثة.. قالوا.. ان لوحة الكهرباء بالمحطة الرئيسية للمياه قد تلفت تماما وحزنت ولهذا يجري تغييرها واستبدالها.. وستعود المياه خلال ساعتين أو ثلاث ساعات كحد أقصي.
ومرت ساعات طويلة.. ولم تصل المياه.. وقالوا ان مواتير المياه ذاتها قد أصبحت غير صالحة ويتم الآن عمليات إصلاح ولف وصيانة لها.. "صيانة للروافع الخمسة في وقت واحد" هل هذا مقبول أو يتفق مع المنطق أو مع الادارة السليمة.
وانتهي يوم السبت بلا مياه.. وتوقفت المخابز والمطاعم وتضررت المستشفيات وصرخ الناس في البيوت..ولم يتم التعامل بجدية مع هذه الكارثة.
وكان نائب رئيس شركة المياه قد خرج علي إحدي القنوات التليفزيونية وأكد أن المشكلة تم حلها وأنها ستصل إلي كل مدينة نصر خلال 3 ساعات كحد أقصي.. وكان ذلك مساء السبت في السابعة وانتهي يوم السبت بكامله.. السبت الحزين.. سبت العطش وبدأ يوم الأحد.. ولم تصل المياه ومرة أخري يخرج مسئول بالشركة ليقول إن المواتير لمحطات الرفع الخمسة بها رطوبة عالية ولهذا تم إرسالها إلي شركة الحديد والصلب لوضعها في أحد الأفران وتجفيفها.. وكل ساعتين يخرج تبرير جديد.. والكارثة مستمرة..
وهذا يرجع إلي سوء الادارة وعدم التنبؤ بالأزمة أو الكارثة..
وكيف تسقط الروافع الخمسة مرة واحدة.. وأين الصيانة..والمتابعة.
وهل تكتفي قيادات الشركة ومهندسوها بالجلوس في المقر الرئيسي للشركة والمكاتب المغلقة ويصدرون التعليمات للاسطوات والفنيين وهم لا يدركون خطورة الأمر.
ولا كيف التعامل مع الكارثة إن وقعت..
ومحطاتوروافع المياه لا تحتوي علي تكنولوجيا عالية ولكن لا توجد صيانة ولا متابعة.. وهناك انفصال تام بين الادارات الفنية والمهندسين ومواقع التشغيل فكيف يستمر هذا العطل لفترة طويلة.. وفي كل مرة عند محاولات التشغيل تحدث كارثة جديدة ولو كان من يدير هذه المحطات اسطوات وسباكين عاديين لما جرت لنا هذه الكوارث.
هناك أخطاء فادحة..
والمؤلم أن كل هذا يمر بدون حساب حتي أن بعض المسئولين في شركة المياه يقول ايه يعني هذه الكارثة وقعت من قبل بمدينة نصر التبريرات جاهزة.
وهذه إدارات تراهن علي الفشل.. ولا تستطيع التعامل مع الأزمات التي تصل حد الكوارث ربما لأن قيادات شركات أجهزة المرافق لم يتم اختيارهم علي أساس الخبرة والكفاءة والقدرة علي الانجاز.. وتم الاستناد إلي مجاملات وترضيات وإسناد مسئوليات إلي باقي أعضاء الشلة..
الانهيارات التي تحدث في المرافق لا ترجع إلي نقص الامكانيات أو الموارد المالية ولكن إلي العجز الاداري والاهمال والتقصير والكوارث المتلاحقة في المرافق أصبحت مألوفة ولكنها تمثل إهدارا للمال العام الذي أنفق عليها في ظل غياب الصيانة والمتابعة وهذا يرجع إلي عدم كفاءة الادارة وقدرتها علي الانجاز والتنبؤ بالأزمات.
ربما يكون الحل استيراد إدارة أجنبية ولو مؤقتا حتي تعود الأوضاع إلي الطريق الصحيح وتطبيق نظم الكفاءة والعدالة والرضا الوظيفي في هذه المرافق حتي تظل تؤدي دورها بكفاءة بعيدا عن التراخي والاهمال.