القاهرة 20 سبتمبر 2014 الساعة 06:28 م
رواية "شمس الحصادين" للكاتب عبد الستارحتيتة الصادرة
مؤخراً عن دار "جداول" في بيروت, تضعقضية حقول الألغام التي خلفتها الحرب العالمية
الثانية في بؤرة الاهتمام مجددا, لكن الأهم أنهاتدين ما تتعرض له عينة من المصريين
من تهميش وإهمال, ساهما إلى حد كبير في ايجاد بيئةصالحة لتفريخ التطرف, حتى
بات هو السيد الآمر الناهي المتحكم في رقاب العباد,في غير موضع من العالم العربي.
"الحصّادون",قبيلة تعيش وسط حقول ألغام زرعها الانجليز والألمان ومن كان مع كل طرف
منهما في الحرب العالمية التي دارت واحدة من أشهرمعاركها في صحراء العلمين, وبطل
الرواية الصبي "سنوسي", يتعامل الجميعمعه على أنه "مكلوب", أو مجنون, ومع ذلك
يسعون إلى قتله لأنه حرض - عبر ميكروفون مسجد القرية-ابنة عمه "نجية" على الهرب
معه ليتزوجها, بعد أن قرر والدها, الذي ضربته الفاقةوفقد الكثير من نفوذه التليد,
تزويجها من ثري لا ينتمي الى قبيلة معروفة!
وبحسب ما جاء على الغلاف الخلفي, فإن هذه الروايةهي رواية الأزمنة والهوامش المعقدة,
فبطلها راعي الغنم لا يملك سوى بداهة العقل وفطرةالروح وعفوية مزماره لمواجهة
عالم القبيلة الراسخ بسطوته ومكائده وحروبه الصغيرة,وفي فضاء شاسع على أطراف الصحراء
الغربية المصرية, حيث لا تزال أشلاء الخرب العالميةالثانية تعتصر الأخضر
واليابس.
في هذه البقعة الخشنة المقفرة يطارد البطل حلمه,يعيشه على سجيته بقوة الحب وإرادة
الأمل في أن تبزغ شمس أخرى, أكثر عدلا ودفئا.. لقدأحالت الرواية هذه المنطقة البكر
إلى أيقونة سردية شيقة, وكشفت بأناقة اللغة والمخيلةعن مشهد حي يضيف لحياتنا
متعة القراءة وطزاجة المعرفة.
وصدر لعبد الستار حتيتة من قبل روايات "ليلةفي سجن المالكي", و"استراحة الشيخ نبيل",
و"المشرحة", وأصدر مجموعة قصصية بعنوان"لوزة", وله تحت الطبع رواية "أتباع الشيخ
نبيل", ورواية "يوميات جاردن سيتي",وسيرة بعنوان "القيدوم".