القاهرة 18 سبتمبر 2014 الساعة 01:34 م
لا نكاد نفيق من فراق عزيز حتي نسير في جنازة عزيز آخر. حتي جف البكاء.
نودع المشاهير باحتفاء ورثاء. ونتميز غيظا من الغدر بالشهداء. وتبكي القلوب علي من لا نعرف. فالموت أصبح في كل مكان وزمان.
ودعت مصر كلها "أحمد رجب" بالحب والدموع.. فلماذا يصر الأحياء علي هذا القبح. زيفا ونفاقا وارتزاقا وسوف يموتون. فيلعنون.
تصادف ان مات في نفس اليوم رئيس وزراء أسبق فلم يقرأ عليه الفاتحة سوي حفنة من الأهل والمعارف وندرة من المستفيدين مازالوا يذكرون فضل قراراته عليهم.. أما الناس فيعرفون باحساسهم انه لم يكن يوما معهم.
ألا يتعظ المسئولون عنا ويعرفون ان الموت حق ولاحساب أمام الرب لا ريب فيه. وما يبقي هو العمل الطيب.
كم هي باردة - حتي ولو بالموسيقي العسكرية - جنازات الحكام الذين يفسدون. وما أكثرهم.
أين هؤلاء من ابن المستشار الذي سقط غدرا في المنصورة. فأصابنا الغيظ قبل الحزن وخفنا علي أنفسنا ليس من عزرائيل وإنما من الإهمال.. أو أن يقال ان الشاب لم يكن مقصودا. ولا حتي الأب الذي يترصدونه. بل هو ضابط شرطة يسكن في نفس العمارة.. حتي ولو كان البواب الذي قتل من قبل في معركة محاولة اغتيال وزير الداخلية.. وتلك كانت موقعة أخري. من يضمن ألا تتكرر؟!كل هذا. وملازم أول يتهم بقتل مجند شرطة. وأين؟ في "العريش" علي خط النار. وهما يواجهان معا خطر الموت. فنعجب ويدمي القلب ليس فقط ببكاء أمه وأطفاله. وإنما أساسا لأنها حوادث تتكرر بصورة أو أخري.. لماذا الضرب بالعصا والإهانة التي تسم البدن وواضح أن ضربة عصا واحدة لا تكفي.
حالات فردية وأخطاء بشرية وضربة شمس. شيء ما يقضي بتثقيف الملازم أول.. يروي "ناجح إبراهيم" صاحب تجربة طويلة ومريرة في السجون. قصصا مشابهة تحت عنوان "يا ويلك من الملازم أول".
ولقد قرأنا ما يجري من مهازل في أقسام الشرطة لا نعرف لها سببا سوي الاستعلاء والاستهانة ويقال التسلية. لا يخفف منها ما قيل عن تكييف الزنزانات والريموت في يد السجين. وما قيل انه بعد تعدد حالات الموت في الأقسام وتصاعد الاتهامات. ان لم يكن بشهادة الطب الشرعي فبشكوك أهالي الضحايا وشكوكنا.. فلماذا لا ينسب السبب إلي الجو والحر. ليكون التكييف في الزنزانة هو الحل؟!
حوادث الطريق بالجملة. موت يجلب الحزن للجميع. وتكراره يعني أن له أسبابه.. ولكنه جريمة وإهمال قاتل.
تصادم قطارين ليس دائما تخريبا وإنما سهو ونسيان لا يجدي معه العقاب بما شبه العتاب.
موت المرضي علي رصيف المستشفيات. وإلقاء مستشفي "المعمورة" مريضا في الشارع. وانفجار الصرف الصحي في مستشفي "بولاق الدكرور" أصبح أمرا عاديا.
زرع الموت والخراب في أي ركن بالبلاد باسم الإسلام. لا يصيب إلا البسطاء. ولا يقتل سوي عامة الناس. ولن يعيد حكم الإخوان.
ثم إننا نفقد أبناءنا علي الجانبين. نبكي الشرطة بنفس حرقة بكائنا علي المواطنين وأحيانا أكثر.. لا تغيب عني صورة استشهاد اللواء "نبيل فراج" في كرداسة والآخرين الكثيرين الذين لا أعرفهم.
الكمائن في سيناء وقتل الجنود العائدين في اجازة. وكثيرا ما لا نعرف القاتل والقتيل فعند "مارينا" قتل أبرياء من الشرطة وقتل أيضا - بالخطأ - أبرياء من الأهالي!!
وعد ودعاء "خالد"
** ودعنا جميعا "خالد السرجاني" لشخصه وليس لأنه من "الأهرام" التي لم تذكر ان الكاتب المثقف الأمين عمل في صحف أخري يدين لها بالفضل. وأولها "الجمهورية".
في أول صفحة قدمها "خالد" في الأهرام عن الكتب أهداها لجلال السيد زميلنا المحترم الراحل. قال عنه: كانت زاويته "جولة الكتب" في العدد الأسبوعي لجريدة "الجمهورية" منبرا مهما لأي ناشر أو مؤلف يريد أن يعرف القراء بأن كتابا صدر.. وكان أحيانا يشتري الكتب ولا ينتظر أن يرسلها له الناشر. ولا يطلبها من أحد.
اتذكره كل عام مع كل معرض كتاب. وأعده بأن تسير هذه الصفحة في "الأهرام" علي النهج الذي حاول أن يرسيه في "الجمهورية".
رحم الله "جلال" و"خالد" وكل من يسير علي دربهما.
الرؤساء أولياء الله
** أزعجني جاري علي غير عادته. سمعت أصواتا عالية تنبعث من شقته بعد أن انتصف الليل.. طار النوم من عيني. تصورتها خناقة بدون سبب. أو تليفونا غاضبا. فإذا بي - بعد تدقيق- أعرف ان صراخ تليفزيوني التقطت منه أسماء "أسامة الغزالي حرب" و"سكينة فؤاد" و"صلاح فضل" و"سيد علي" و"النظامي" ودائما "نجاة عبدالرحمن" التي سبق وظهرت بدون وجهها في برنامج علي قناة "المحور" تكلمت فيه عن التدريب علي التخريب في "صربيا" وكانت واحدة من المتدربين إلي آخر الحكاية المعروفة التي تتجدد وتنتهي إلي أن ثورة يناير ليست سوي مؤامرة أمريكية خبيثة.
ككل تلك الملايين التي خرجت. وأنا أعرف كثيرين منهم بالاسم. هل باتوا في الشوارع بعد أن قبضوا من السفارة الأمريكية؟ وقد كان من بينهم فرد واحد - النجم المحترم ممدوح عبدالعليم وزوجته شافكي المنيري وابنته "هنا" - وهو ما ذكره بالصدفة في برنامج "مني الشاذلي".
وقد نال المذيعة الجادة من السباب جانب إذ اتهمت "نجاة" إعلامية مشهورة بأنها كانت تمول شباب التحرير ولم يضغط عليها صاحب البرنامج "أحمد موسي". لكن "عزمي مجاهد" المتحدث باسم اتحاد الكرة دخل علي الخط - ربما بالصدفة - ليقول ان المقصودة هي "مني الشاذلي" وطالب باعدام الجميع في ميدان عام.
* كتب "محمود الكردوسي" زحفت علي مصر أعاصير مؤامرة 25 يناير الغاشمة. فخلطت الحابل بالنابل. وكادت تقتلع مؤسسات الدولة وتقيأت الأرض يومها غائطا كريها جمع بين الخونة والمرتزقة والبلطحية ونحانيح النخبة وعملاء حقوق الإنسان والباحثين عن حصة في "كعكة الخراب".
* وتدعونا "مها عبدالفتاح" - ومثلها كتاب آخرون - للاجابة عن سؤال: هل هي ثورة أم مؤامرة؟ مع حيثيات من مصادر أمريكية تنتهي إلي أنها كانت مؤامرة!
* بعد برنامج سهرة المؤامرة. استيقظت علي حديث فخم علي صفحتين مع واحد من رجال القذافي "أحمد قذاف الدم" تكفي عناوينه لتبرئة ساحته وتقول بأنه كان "فقيها وحافظا للقرآن".. هل هو سبق صحفي خطير. أم لعب سياسي؟!
* أعجب لمن يتوهمون عودة "مرسي" رئيسا. ومن يغني لعودة "مبارك" وانجاله. ومن ينتظر "الفريق شفيق" ليصلح الحال. وحتي "حمدين صباحي" وآخرين الذين كانوا يملأون الساحة ضجيجا فقدوا وجودهم.. واستحق الجميع رد فعل رسالة "مفيد فوزي" العلنية إلي "حسني مبارك" واعتذار "المصري اليوم" عن الخطأ الذي وقع حيث وردت جملة "كان يمكن أن يدخل التاريخ من "أوسخ" أبوابه بدلا من "أوسع" أبوابه!