القاهرة 16 سبتمبر 2014 الساعة 02:57 م
لضمن فعاليات اليوم الرابع للمهرجان الختامى لنوادى المسرح "الدورة الثالثة والعشرون" التى تنظمها الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة نانسى سمير فى الفترة من 25:12 سبتمبر الجارى على مسرح العائم الكبير، فقد تم تقديم "أنيجون" لفرقة نادى قصر ثقافة المنصورة، تأليف سيفوكليس، كتابة مسرحية عن أسطورة أوديب وإخراج أحمد عبد السميع، حيث تدور أحداث المسرحية بداخل مدينة طيبة الإغريقية التى كان يحكمها "أوديب"، ذلك الملك الذى تزوج من أمه وأنجب منها أربعة أبناء دون علم مسبق فحلت عليه لعنة السماء، فلما علم بالأمر فقأ عينيه وترك ملكه وهام على وجهه، وإستمرت اللعنة عليه وعلى أبناءه من بعده، حتى أن أحد أبناءه حين تربع على كرسى الملك نشب صراع بينه وبين أخيه، فأنتهى الأمر بقتلهما، ولكن "كريون" الذى تربع على كرسى الملك وهو خال أبناء أوديب، قد أمر بتطبيق القانون، وهو أن يدفن أحد أبناء أوديب الذى قتله الغرباء، بينما يبقى الأخر فى الخلاء جثة هامدة تنهشها الكلاب، الأمر الذي أدى إلى أن تقف "أنتيجون" فى وجهه كريون "الملك" ومعاونه "تريسياس" كبير الكهنة ومصدر أحكام السماء بإعتباره خادمها، فقد رفضت "أنتيجون" حكم السماء، وأخذت توراى جسد أخيها، فتسبب فى الصراع بينها وبين "كريون"، وبدأ يدبر أمر قتلها، فى نفس الوقت الذى كان يحبها "هايمون" أبنه ويرغب فى الزواج منها، وهنا تتشكل المأساة الأغرقية فأنتيجون رمز الرحمة تصارع "كريون" رمز القانون القاسى، فهى تحاول تحقيق العدالة، ولكن الظروف تحيطها بالألم، فأختها "اسمينا" تكرهها لأنها تحب "هايمون" وترغب به، كما يعدها كريون بزواجها منه للإنتقام من أنتيجون، ولكن أنتيجون لا تتراجع، فيقبض "كريون" على "أنتيجون" ويطبق عليها القانون بمساعده "ترسياس" رمز لعنة السماء، فتموت شنقاً، ولكن اللعنة لا تتوقف فحين يعلم "هايمون" بما حدث فينصاع لرغبة أبيه ليكون ملكاً فقط بالإنتقام منه، فأول أمر يحكم به هو القبض على "تريسياس" وإعدامه ثم يقتل نفسه إنتقاماً من أبية وحزناً على "أنتيجون".
فالمسرحية معالجة درامية لأسطورة أوديب، حيث يرى أن "تريسياس" ليس أعمى فى النص الأصلى كما يراه أنه هو مصدر تدبير المكائد التى خربت المدينة، وهذا تصور المخرج، ولكن فى نفس الوقت حافظ على ملامح المأساة الإغريقية خاصة فى ما يخص "أنتيجون"، وهو الصراع بين تحقيق العدل وتطبيق القانون.