القاهرة 16 سبتمبر 2014 الساعة 02:56 م
ضمن فعاليات اليوم الرابع للمهرجان الختامى لنوادى المسرح "الدورة الثالثة والعشرين" التى تنظمها الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة نانسى سمير فى الفترة من 25:12 سبتمبر الجارى على مسرح العائم الكبير، فقد تم تقديم "الكلاب تنبح القمر" لفرقة قصر ثقافة المنصورة، تأليف عبد الغفار مكاوى وإخراج أيمن شهاب على مسرح العائم الكبير.
تدور أحداث النص فى مدينة تخلو منها الكلاب بمعناها اللفظى ولكنها لم تخلو بمعناه المعنوى، فقد تناولت المسرحية قصة حياة أستاذ لغة عربية يرى نفسه ككلب لكثرة ما أوهين فى حياته، فالجميع يتعاملون معه كما لو كان كلب ينبح ولا يجيبه أحد فى مكان عمله، فى بيته، مع زوحته وأبناءه، فهو يجد أنه لابد وأن يتحول إلى كلب يعوى ويعوى ولا يقدره أحد، فقد ينظر البطل نظرة مأساوية للواقع ومصير الإنسان الذى يحمل بداخله قيم ومبادئ لم يعد لها وجود فى وسط عالم مادى يشبه سعار الكلاب، فالجميع يجرى فى سباق من أجل الشهوة ينهشون بعضهم البعض يعوون على بعضهم البعض، بينما يبقى هو إنسان وهوالمنعوت بالكلب من الجماعة التى هى من أحق بهذا النعت.
فقد جاء العرض فى صيغة فلسفية شعرية فالمخرج ألتزم بروح الكاتب عبد الغفار مكاوى وهو البارع فى حقل الترجمة والدراسات الشعرية، فعبد الغفار مكاوى قد أبتكر رمز الكلاب التى يستخدمها تارة لها كرمز للوحشية والجبن والقسوة، وتارة كرمز للإنسان البائس الذليل الذى تركله الأقدام. فالمقارقة هنا بين صفات الحيوان والإنسان تشكل شعرية النص، حيث أن الكلب بصفته الحيوانية، أفضل من الإنسان الذى يتحول إلى كلب لأنه حينها يكون أشرس من الكلب العادى.ً
والجدير بالذكر أن المخرج قد برع فى تجسيد النص من حيث الشكل والمضمون، فإن كافة عناصر العملية المسرحية جاءت متوافقة، تدعم روح النص الأصلى من "ملابس، ديكور، حوار، موسيقى وإضاءة".