القاهرة 12 سبتمبر 2014 الساعة 07:32 م
تقرير : شادية محمود
أبى القلم أن يكتب دون الريشة , وعندما سقطت الفرشاة قبل شهر سقط القلم معلنا وفاة
أشهر كاتب ساخر فى مصر والعالم العربى , توقف قلب الكلمة أحمد رجب فجر اليوم ولحق
به 1193 أبنا من أبناء وبنات أفكاره , توقف قلبه عن عمر يناهز 86 عاما بعد
صراع طويل مع المرض .
فقدت مؤسسة أخبار اليوم والصحافة المصرية والعربية فارس الكلمة احمد رجب الذي يعتبر
علمة فارقة في تاريخ صاحبة الجلالة صاحب باب "نص كلمة" و"الفهامة" التي كانت أحد
الأبواب الأكثر قراءة , أسس احمد رجب مدرسة الكتابة الساخرة في العصر الحديث وتميزت
كتاباته بالنقد اللاذع الذي أعتمد على أسلوبه "المختصر المفيد" ودأب على توجيه
النقد من خلال السخرية على كافة المجالات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية
, ربطت علاقة توأمة فكرية بين الكاتب الصحفي أحمد رجب ورسام الكاريكاتير مصطفى
حسين طوال مشوار صحفي امتد لعشرات السنين .. حتى أنه وبعد رحيل مصطفى حسين اعتاد
"رجب" أن يفتتح عموده "نصف كلمة" في جريدة أخبار اليوم بالدعاء لصديق .
لمسة ابتسامة على الحال المتردى والعصيب, تقول فى نص كلمة كل شئ وتشمل قدر كبير
من الحكمة والسخرية والتنكيت, وامتلكا الثنائى "مصطفى حسين وأحمد رجب", أبناء
مؤسسة أخبار اليوم , بهذه المساحة الصغيرة, قلوب وأذهان القراء في وقت كان للصحف
الورقية السطوة والقوة , و تمكنا من إخراج الضحكات من قرائهما بشخصيات ساخرة ابتكرها
أحمد رجب من وحي خياله وبنات أفكاره ورسمها مصطفى حسين بريشته المميزة, ليخرجا
للمجتمع المصرى 1193 شخصية , من بينها "عبده الروتين" فى المصلحة الحكومية حكومية
, وحين تفتح التليفزيون تجد "كمبورة" و"مطرب الأخبار", وعندما تذهب إلى الاستاد
تقابل "كابتن أوزو", وعندما تنزل إلى الشارع تصطدم بـ"الكحيت" و"قاسم السماوى
" و"عزيز بيك الأليت" و"علي الكومندا" و"عبده العايق" و"جنجح" , إضافة الي فلاح كفر
الهنادوة , الذي التقي مع كل وزراء مصر , وإشتكي اليهم أحوال الناس , قابل عاطف
صدقي , وكمال الجنزوري , وعاطف عبيد , وأحمد نظيف قبل الثورة ..
ولد أحمد رجب في 20 نوفمبر 1928 , حصل على ليسانس الحقوق, وأثناء دراسته في الكلية
أصدر مع آخرين مجلة .أخبار الجامعة/, كانت طريقه للتعرف على مصطفى وعلي أمين, عمل
في مكتب .أخبار اليوم/ في الإسكندرية, ثم انتقل إلى القاهرة, تولى سكرتارية التحرير
واكتشف علي ومصطفى أمين مواهبه, ويروى كثيرا من الحكايات عن أخطاء كانت تقع
أو مواقف يعلن فيها سياسيون غضبهم من الأخبار فيعلن على أمين فصل سكرتير التحرير
أحمد رجب شكلا , لكنه بقى وظلت أخبار اليوم له مثل الماء للسمك لم يغادرها لينتشر,
أو يعيد إنتاج نفسه.
كان له مقالة ثابتة يوميا في صورة رسالة ساخرة مختصرة في جريدة الأخبار بعنوان "نصف
كلمة", وله آراء سياسية وشارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار
وأخبار اليوم يوميا من أفكاره وألف شخصيات كاريكاتيرية منها فلاح كفر الهنادوه
ومطرب الأخبار وعبده مشتاق وكعبوره وغيرها الكثير, وكان له مقالة أسبوعية على
صفحات جريدة الشروق.
ومن أبرز المواقف السياسية للكاتب الساخر, أنه كان يرى أن ما حدث فى مصر في 30 يونيو
إنما هو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين بمثابة
كابوس رهيب أصاب المصريين بالشلل الفكري, مؤكدا أنه أصيب بالقهر النفسى أثناء
وجود الإخوان فى السلطة لسوءتصرفاتهم , وتعرض لهجوم شديد بسبب مقالاته, التي كان
من بينها مقاله "نص كلمة" في الأخبار قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012, والذي أعلن
فيه أن الأفضل لمصر في هذه المرحلة هو أحمد شفيق وهو الذي سينقذ مصر.