القاهرة 19 اغسطس 2014 الساعة 12:43 م
شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المهرجان القومى للمسرح المصرى الدورة السابعة تحت عنوان "دورة صلاح عبد الصبور" والتى تنظمها وزارة الثقافة, بتقديم عرض بعنوان "هاملت" للفرقة القومية بأسيوط تأليف وليم شكسبير وإخراج محمد الشحات على المسرح العائم الصغير, فقد قدم العرض وفقاً لرؤية شكسبير, مع إضافة بعض الاستعراضات والأشعار التى كانت تلعب دور الكورس حيث إن البناء الدرامى عند شكسبير كان لايزال يحتفظ بعناصر المأساة الإغريقية التى يشكل الكورس أحد عناصرها, فقد أستطاع المخرج أن يذهب بالمشاهد إلى الماضى من خلال ترتيب الأحداث, وأتفاقها مع كافة عناصر العملية المسرحية من ديكور, أزياء, موسيقى, حوار مسرحى وكذلك إضاءة تناسب أجواء الماضى.
فقدم يقدم لنا شكسبير الصراع النفسى الذى يمتثل له هاملت بداية من قوله "أكون أولاً أكون تلك هى المشكلة", والتى يتم تفسيرها على نحو درامى, حيث يُخلق الشك بداخل "هاملت" حين يشك فى أن عمه قتل أبيه بالإتفاق مع والدته, يتزوج منها ويحظى بكرسى مُلك "الدينامارك" فيما تتأكد شكوك هاملت من خلال هوسة بالمسرح حيث يقدم عرض مسرحى يحاكى شكله أمام والدته وعمه فى القصر, فيكشف من خلالها أنفعالاتهما, ويستخدم شكسبير تمين الأشباح, الحوار مع الموتى, وكذلك التحدث إلى الطبيعة ليحتدم الشك بداخله, وليتأكد الصراع بين شخصية هاملت النيلة وبين دوافعه النفسية للقتل, وعلى الجانب الآخر نجد أن حبيبته اوفيليا تدفع ثمن حبها لهاملت كما تكون ضحية للصراع حول السلطة وتنتحر, فيما يسقط الجميع فى دائرة الخوف والشك والانتقام, فيقتل هاملت الوزير الجسوس, ثم ينشب الصراع بينه وبين ابنه, فى حين أن عمه قد أتفق مع أعدائه لقتل هاملت, فينتهى الصراع بقتل الملك "عمه" والملكة "والدته" وابن الوزير, ثم بقتل هاملت نفسه.
لم تكن هاملت رواية صراع نفسى فقط أو قصة غرامية ولكنها تمثل المعادل الموضوعي للصراع حول السلطة الذى حتماً ينتهى بسقوط الجميع وموتهم بدون جدوى, فالصراع لا ينتهى وكذلك الأشخاص تنتهى, فيموت الجميع فوق خشبة المسرح.