القاهرة 06 اغسطس 2014 الساعة 03:03 م
صنع "إبراهيم شمس" عملاق رفع الأثقال تاريخيا عظيما لمصر علي المستوي الأوليمبي والعالمي لم يحقق أي رباع آخر في تاريخ اللعبة ولا تاريخ مصر الرياضي حيث أحرز ميداليتين أوليمبيتين ذهبية في لندن 48..وبرونزية في برلين 36 ..إضافة إلي ميداليتين من الذهب الخالص في بطولات العالم علي مدار مشاركاته وهو الرقم الذي لم يحققه رباع مصري آخر..لذا استحق أن يكون أحد شموسها المضيئة في التاريخ.
إبراهيم شمس صاحب أسرع رد فعل في تاريخ الأوليمبياد حسب القياسات والإحصاءات والتجارب التي تم إجراؤها في أوليمبياد برلين 1936 حيث أثبت العلم وقتها أنه الأسرع في آداء حركة رفعة الخطف عنده من الصفر إلي أعلي علي عكس الجاذبية الأرضية أسرع من العداء الأسطوري جيمس أوينز الأمريكي الجنسية والحاصل علي أربع ميداليات ذهبية في تلك الدورة.
إبراهيم شمس مواليد 16 يناير عام 1917 بحي اللبان بالإسكندرية.
في عام 1934وأثناء إحدي مشاهداته لنهائي بطولة الجمهورية مع شقيقه الأكبر بإستاد الإسكندرية وكان اللقاء بين عطية أحمد وأنور محمد واللذان أعجب بهما شمس بدرجة كبيرة وسريعا انخرط في صفوف نادي الأوليمبي ونظرا لموهبته تخطي أقرانه سريعا وبعد عامين بالضبط حصل علي بطولة القطر المصري في وزن الريشة .وتقديرا لموهبته وصعوده وقع الاختيار عليه للسفر والمشاركة في أوليمبياد برلين 36 ضمن الوفد المصري المشارك لاكتساب الخبرة وكانت المفاجأة بمزاحمته للكبار والوصول لمنتصة التتويج وأحرز المركز الثالث والميدالية البرونزية بعد مواطنه صالح سليمان صاحب الخبرة العريضة وبفارق 5 كيلو جرام وكان مجموع ما رفعه الناشئ الصغير 300كجم (80 خطف و95 نطر و125 كلين)وأذهل العالم في أوليمبياد الرباعيين المصريين..وعاد ممتلئ بالفخر والزهو والأمل في اقتناص الذهب الأوليمبي في الأوليمبياد القادمة عام 40 ..التي تم إلغاؤها ومن ثم الأوليمبياد الأخري عام 44 بسبب فيلم الحرب العالمية الثانية .وعلي الرغم من طول المدة ومرور الأعوام واصل شمس صموده وصعوده وشارك في أوليبياد لندن 1948 أي بعد أثنا عشر عاما من مشاركته الأولي وكان جيل أوليمبي بالكامل قد تم القضاء عليه وتحقيق الحلم الذي ظل يراوده طويلا وأحرز الميدالية الذهبية وهو في الواحدة والثلاثين من عمره وأبهر العالم والخبراء وحقق رقم قياسي أوليمبي جديد في وزن المتوسط بمجموع رفعات مقداره 360 كيلو جرام (97.5_115_147.5) بعد دخوله في فاصل من التحدي والمنافسة رهيب بينه ومواطنه وبطل العالم حينذاك عطية محمد الذي رفع نفس مجموع الثقل.
ولكن كان شمس هو الأخف وزنا بفارق جرامات فدان له الذهب الذي انتظره طويلا وتحقق رقم أوليمبي جديد ظل طويلا باسمه وأنهي حياته الأوليمبية.
بالنسبة لبطولات العالم فقد كان له نصيب فى الذهاب لبطولة العالم بلاهاي بهولندا عام 1949 في وزن الخفيف بمجموع رفعات 352,5 كجم ساهمت في احتلال المنتخب المصري المركز الأول علي العالم في تلك البطولة الذهبية الثانية حققها في بطولة العالم بميلانو إيطاليا عام 1951 بعد وصول مجموع رفعاته إلي 342,5 كيلو جرام في وزن الخفيف أيضا وساهمت في احتلال المنتخب المصري الثالث.
وفي دورة البحر المتوسط الأولي التي أقيمت بالإسكندرية حقق الميدالية الذهبية والتي كانت خير ختام لمشواره البطولي في رفع الأثقال وأثر ذلك أعلن اعتزاله وتوجه للتحكيم داخل أروقة ناديه وبيته الأوليمبي ووصل للمرتبة الدولية إلي أن وافته المنية في نفس يوم مولده 16 يناير عام 2001 لتنطوي أحد أهم الصفحات الرياضية في تاريخ مصر .