القاهرة 01 اغسطس 2014 الساعة 03:22
كتبت : ميرفت عياد
يعد المتحف أقدم وأكبر وأضخم متحف في العالم الإسلامي إذ يحتوي على 96 ألف تحفة نادرة لامثيل لها تؤكد عظمة الحضارة الإسلامية وازدهارها، والتحف الموجودة بالمتحف تم جلبها من معظم دول العالم الإسلامي أو من شخصيات غربية وعربية اقتنتها سنوات طويلة وقامت ببيعها للمتحف أو إهدائها له، ويضم المتحف تحفا ترجع إلى العام 31 هـ، وهناك تحف معدنية وخشبية وخزفية ومشكاوات وسجاجيد ومصاحف نادرة تثبت عظمة ومهارة الفنان المصرى
ومن المؤسف ان المتحف الاسلامى تعرض لتلف الجدران والمقتنيات نتيجة الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة منذ عدة شهور الأمر الذى ادى الى قيام د.ممدوح الدماطى وزير الاثار بالاعلان عن تشكيل لجنة عاجلة لبحث اليات مخاطبة الدول والمنظمات الدولية التى ترغب فى المساهمة المادية والفنية لاعادة تأهيل المتحف الفن الاسلامى بباب الخلق ، واعداد تقرير بأهم المتطلبات العاجلة لارجاعه لحالته الاولى قبل الحادث الارهابى الى استهدف مديرية امن القاهرة المواجهة للمتحف .
تفقد د.ممدوح الدماطى خلال الزيارة الميدانية التى اجراها قاعات وردهات المتحف للوقوف على الطبيعة لحالة المتحف الراهنة ، مشددا على مسئولى قطاعى المشروعات والمتاحف بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ خطة فورية لتنظيف قاعات المتحف ورفع مخلفات ما تساقط من الطبقات الخارجية للجدران وتهشم الفتارين والشبابيك الزجاجية والتى جاءت على اثر الحادث تمهيدا لتنفيذ خطة الترميم الداخلية والخارجية للمتحف .
كما تفقد خلال الجولة اعمال الترميم الدقيق الجارية للمقتنيات الاثرية التى تأثرت بالحادث ، معربا عن تقديره لفريق المرممين المصريين المتخصصين التابعين للمتحف الذين يعملون على قدم وساق لانقاذ هذا التراث الفريد من مقتنيات زجاجية وخشبية والتى تنفذ بمهارة متميزة وتقنية عالية .
في هذا الإطار حرصت منظمة الايسيسكو على دعم الحكومة المصرية، من خلال المساهمة في مشروع اعادة تاهيل متحف الفن الاسلامى باعتباره واحد من اعرق متاحف العالم الاسلامي على مستوى العالم اجمع ومن هنا
وانحسرت الخسائر المبدئية للحادث في تحطم معظم ديكورات المتحف الداخلية وتساقط الأسقف، وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى الأثري، وتهشم كامل فاترينات عرض المقتنيات الأثرية، كما نتج عن التفجير تهشم العديد من المقتنيات، ومن بينها المحراب الخشبي للأميرة رقية، الذي تحطم بالكامل ، فالمتحف دمر بالكامل ويحتاج إلى إعادة بناء من جديد بالرغم من ان تكلفة تطويره بلغت أكثر من 107 آلف جنيه، ويحتاج الآن إلى أضعاف هذا المبلغ من قوت الشعب المصري لإعادته إلى ما كان عليه.
مشروع الترميم والتطوير
بدأ مشروع ترميم وتطوير متحف الفن الاسلامى منذ عام 2003 ويتضمن تامين الناحية الانشائية نظراً لمرور اكثر من مائة عام على المبنى ، هذا بالاضافه الى المبنى الذى تم بناءه بالدور العلوى من المتحف ليستخدم كدار كتب ، تزويد المتحف بجميع الانظمة الحديثة التى تؤمنه من الحريق او السرقة ، اعادة تصميم الحديقة المتحفية واعادة توزيع القطع الاثرية القيمة بها بصورة تظهر جمالها ، هذا الى جانب انشاء مبنى ادارى بجوار الحديقه .
وتضاعف عدد التحف الفنية الموجودة في المتحف عدة مرات منذ إنشائه حتى اليوم حيث ارتفع عدد التحف من 7082 تحفة عند افتتاح المتحف العام 1903م إلى 78 ألف تحفة العام 1978م ويصل عدد التحف حالياً في المتحف الى 96 ألف تحفة، وقد تم جلب تحف المتحف من مصادر كثيرة أهمها حفائر مدينة الفسطاط ورشيد والبهنسا وتنيس وأسوان، إلى جانب ما اقتناه المتحف من تحف عن طريق الشراء أو الإهداء من شخصيات ودول عربية وإسلامية، ويوجد في المتحف حاليا تحف نادرة لا مثيل لها في العالم أجمع مثل مجموعات المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، والخزف المصري، والأحجار ذات الكتابات والمنسوجات ، وأيضا مجموعات الخزف الإيراني والتركي
تبلغ عدد القطع المعروضة حاليا فى المتحف 2500 قطعة من أصل 30 ألف قطعة كانت معروضة فى السابق، اما باقى القطع سيتم عرضها فى المتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة وبعض المتاحف النوعية والمخازن المتحفية، موضحا أن المتحف شهد سيناريو جديدا للعرض بعد ترميمه، وهذا السيناريو يسمح لعرض 2500 قطعة اثرية فقط .
ويعود إنشاء متحف الفن الإسلامي الى عام 1880م، عندما جمعت الحكومة المصرية جميع التحف الفنية الموجودة في المساجد والمباني الأثرية، وقامت بحفظها في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم، ثم عرضت تلك التحف في متحف صغير تم بناؤه خصيصا في صحن جامع الحاكم، وأطلق عليه اسم "دار الآثار العربية" وبقيت التحف موجودة في ذلك المتحف الصغير إلى أن تم تشييد المبنى الحالي للمتحف في ميدان باب الخلق في وسط القاهرة بجوار منطقة الأزهر، وافتتح في 28 ديسمبر 1903م، وفي العام 1952م تغير اسم المتحف من" دار الآثار العربية " إلى " متحف الفن الإسلامي" ونظراً لاهمية المتحف من الناحية المعمارية القيمة وتميزه بواجهات غنية بزخارفها الاسلامية المستوحاه من العمارة الاسلامية من جميع البلدان اسرع المجلس الاعلى للاثار بالقيام باعداد مشروع لترميمه وتطويره .
مقتنيات نادرة لا تقدر بثمن
ويحتوى المتحف على مجموعة كبيرة من القطع الفنية النادرة التى تعد من أغنى ممتلكات المتحف وهي إبريق من البرونزعثر عليه في قرية أبو صير في الفيوم ضمن محتويات مقبرة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، أما العصر الفاطمي نجد تحفا معدنية نادرة منها قطع من الحلي، أبرزها خاتم من الذهب خال من الزخارف، وعليه ثلاثة أسطر من الكتابة الرقيقة ، وتحف معدنية شكلت على هيئة حيوانات ظبي من البرونز رائع الشكل ، ويحظى المتحف بتحف نادرة من العصر المملوكي منها ثريات لإضاءة المساجد من البرونز مثمنة الأضلاع ومكتوب عليها اسم السلطان حسن حيث جلبت من مدرسته المنشأة في العام 764 هـ 1362 م•
كما يحتوى المتحف على مجموعات خزفية نادرة تؤكد مدى ازدهارصناعة الخزف في العالم الإسلامي منذ وقت مبكر، ويحتل الخزف العراقي ذي الزخارف البارزة ثم الخزف العباسي ذي البريق المعدني مكانة بارزة داخل المتحف ، ومن نماذج هذا النوع من الخزف في المتحف صحن يجمع بين العناصر الخزفية المختلفة يرجع إلى القرن الثالث الهجري، ويحتوى المتحف على نماذج نادرة من الخزف ذي البريق المعدني، ومن نماذج هذا النوع، صحن عليه كتابة بالخط الكوفي وهو يرجع للقرن الثالث الهجري، ويضم المتحف عدداً من الصحون الأندلسية من الخزف ذي البريق المعدني كما نرى أنواعاً مختلفة من الخزف الإيراني مثل الخزف اللقبي والجيري وتقليد البورسلين الصيني والإيراني، وتستطيع من خلال مشاهدة الخزف الموجود في المتحف متابعة تطور صناعة الخزف في مصر وبلاد الشام من خلال القطع المعروضة، فنرى الفخار المطلي بالمينا ، ونرى من الخزف المملوكي تقليد قطع الخزف الصيني وخصوصا أواني السيلادون، وكذلك تقليدات الخزف الصيني ذي الزخارف الزرقاء على أرضية بيضاء، ، ويحتفظ المتحف بالكثير من القطع الخزفية العثمانية التي صنعت في مدن تركية والكثير من رسومات الحرمين على بلاطات القاشاني أبرزها لوحة نادرة تعود إلى العام 1139 هـ، ومن أندر مقتنيات المتحف قطع من الصيني صنعها فنانون صينيون مسلمون على بعضها كتابات عربية منها علبة من البورسلين عليها كتابة بارزة .
كما يحتوى المتحف على تحف خشبية مزخرفه نادرة ، حيث ان هذا الفن قد وصل إلى قمته في العصر الفاطمي ونرى في المتحف الزخارف الخشبية تحفر على مستويين مختلفين، وهو أسلوب يدل على مقدرة الفنان ومهارته، كما في حشوات عثر عليها في مجموعة السلطان المنصور قلاوون ، ونشاهد في المتحف الكثير من التحف المملوكية والعثمانية المطعمة بالصدف والعاج، ومن أمثلة ذلك صندوق مصحف وكرسي بديعين كانا محفوظين في جامع أم السلطان شعبان، وكتاب جمع كل فنون الخشب من خرط وتجميع وحفر وزخارف نباتية وهندسية يعود للعصر العثماني تم نقلها للمتحف من مدينة رشيد ، ويتميز بمجموعة من المشكاوات المملوكية غيرموجوده بالمتاحف العالمية ويتجاوز عدد المشكاوات المعروضة الخمسين، وهي مصابيح من الزجاج المموه بالمينا تستخدم في إضاءة المساجد، والمشكاة عبارة عن إناء يوضع فيه مصباح النار لحفظه من هبَّات الهواء ولتوزيع الإضاءة في المكان، وأقدم المشكاوات التي يحتفظ بها المتحف ترجع لعصر خليل بن قلاوون وصاحب أكبر من المشكات هو السلطان الناصر حسن بن قلاووين حيث يبلغ عددها نحو 19مشكاة على بعضها كتابات باسمه، وبالإضافة إلى مشكاوات السلاطين يوجد في القاعة أيضا عدد من مشكاوات الأمراء، مثل مشكاة الأميرالماس الحاجب ومشكاة الأميرشيخو الناصرى .
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من السجاجيد التركية المصنوعة في مدن عدة، ، هذا بالاضافة الى قاعة أخرى لعرض المسكوكات مثل الأختام والمكاييل التي صنعت من الزجاج، والنياشين والأنواط التي كانت تمنح في مناسبات اجتماعية واقتصادية وسياسية وجلها يرجع لعصر أسرة محمد علي، وأبرز مافي هذه القاعة مجموعة العملات الإسلامية وأقدمها دينار أموي يرجع للعام 77 هـ، ودينار أموي آخر ضرب في الحجاز، ورتبت العملات بحيث تعطي الزائر فكرة عامة عن تطور كتابات وزخارف الدنانير الذهبية والدراهم الفضية في العالم الإسلامي كله وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي•.
كما تم تخصيص تم تخصيص قاعة بالمتحف للمصاحف حيث ان المعروض منها يرجع معظمه إلى العصر العثماني، وهي مزخرفة بالذهب وبخاصة الصفحات الأولى منها، وعلى بعض هذه المصاحف توقيعات للخطاطين، ونشاهد على أحدها في أول صفحتين رسمين أحدهما يمثل المسجد النبوي والآخر يمثل المسجد الحرام، ويضم المتحف كذلك مجموعة من الأدوات العلمية، كالأدوات الطبية مثل المشارط، والمقصات، وخيوط الجراحة والأدوات الفلكية مثل ومعظمها صنعت في مصر وإيران أو العراق أو تركيا أو الهند، كما يحتفظ المتحف بأكبر مجموعة من السجاجيد الإسلامية من حيث الثراء والتنوع في العالم، ومنها سجادة تمتاز بأن إطارها الذى يتألف من ثلاثة أشرطة أعرضها هو الأوسط الذي يضم صوراً فيها كتابات عبارة عن أبيات من الشعر الفارسي مكتوبة بخط صغير•