القاهرة 23 يوليو 2014 الساعة 03:15 م
أي قصص أقبل عليها صناع دراما رمضان، وهل هم حقاً سكنوا أبراجاً عاجية؟ السؤال سببه الضجة في مصر حول ما يعرض وتصنيفه بأنه مثير للاستفزاز. وليست المرأة ومجلسها القومي فقط من يغضب، بل هناك من يتحدث بالنيابة عن المجتمع وهي قضية في غاية التعقيد والطرافة أيضاً. ففي الوقت الذي اتهمت مسلسلات رمضان بأنها مسيئة للمرأة المصرية، فإن وزيرة التضامن الاجتماعي قالت إن المسلسلات مسؤولة عن انتشار التدخين والمخدرات بين الشباب.
والقضية متشابكة وممتدة منذ سنوات طويلة وإن أضيفت لها عناصر جديدة تزيدها اشتعالاً، أولها ارتفاع سقف الحريات في مصر بعد الثورة. وبالتالي وجد كثر فرصة للدنو من مواضيع كانت من الممنوعات، ومن بينها مسلسل «السيدة الأولى»، أحد احلام النجمة غادة عبد الرازق، و«صديق العمر» الذي بادر بإنتاجه ايهاب طلعت المنتج الذي فرّ إلى لندن بسبب قضايا تعاملات مالية مع التلفزيون المصري في نهاية أعوام مبارك، وكان هذا العمل حلماً لمن ينحازون إلى مقولة ان المشير عامر ظلم ظلماً تاريخياً من ناصر وعهده. كما أسرع بعض صناع الدراما لتقديم أعمال تصفي حسابات مع الماضي القريب جداً، أي زمن مبارك الطويل وزمن الإخوان القصير، مثل مسلسل «ابن حلال» الذي يعيد تقديم قضية شغلت الرأي العام في مصر طويلاً وهي مصرع ابنة المغنية ليلى غفران، وعرف الناس جميعاً أن الجاني هو ابن أحد كبار ذوي النفوذ وأنه خرج من المشكلة ليحل مكانه عامل بسيط كان ينهي طلاء شقة في البناية ذاتها.
وفي هذا السياق أيضاً يأتي مسلسل «المرافعة» الذي يطرح قضية أخرى، الجاني فيها هو أحد كبار رجال النفوذ أيام مبارك والذي استأجر قاتلاً محترفاً لقتل فنانة لبنانية أحبها.
وفي مسلسلات عدة، يبدو واضحاً ذلك الشوق إلى تناول العلاقة بين الأمن والناس، مثلما نجد في مسلسل «عد تنازلي» الذي يتناول الصراع المرير بين الجماعات الإرهابية في مصر وبين رجال الأمن.
ويأتي مسلسل «تفاحة آدم» ليوسع دائرة التعامل مع الطرفين. ويتعرض للعنف ضد الشـــرطة في إطار تنـــاوله لكثـــير من هموم مجتمع أخفى طويلاً مشاكله الحقيقية حتى ضاق بثـــقلها. وهو ما يمكننا تلمسه في مسلسل «السبع وصايا» الذي يدور حول ميراث الديكتاتورية الذي يقيد المجتمعات والأفراد. اما «سجن النسا» فهو العمل الذي يقدم الوجه المقهور لنصف المجتمع من غدر وقهر النصف الثاني مضافاً إليه ثقافة ذكورية، تضع المرأة في فوهة المدفع.
هذه القضايا القديمة الجديدة التي لم يتخلص منها المجتمع بعد لم يتخلص منها أيضاً المؤلفون. فهم جزء من الكل ولهذا جاءت أعمالهم لتصفي هذه الحسابات قبل الانتقال للمستقبل.